22 نوفمبر، 2024 11:13 م
Search
Close this search box.

في ذكرى عاصفة الصحراء الخامسة والعشرون

في ذكرى عاصفة الصحراء الخامسة والعشرون

كولن باول يستذكر حرب الخليج وتداعياتها وتناقضها مع الحرب الجارية ضد تنظيم داعش اليوم
بقلم ديفيد مارتن “سي بي اي نيوز”
برغم مضي 25 عاما على عملية عاصفة الصحراء في منطقة الخليج لتحرير الكويت التي تمت بقيادة نورمان شوارزكوف ورئاسة اركان كولن باول اثناء ولاية الرئيس جورج بوش الاب، غير ان المقارنات مع الحرب ضد تنظيم داعش انما تفرض نفسها اليوم. فضمن حديث ادلى به الى ديفيد مارتن من شبكة سي بي اس نيوز، قال باول ان الامر كان بمثابة خيبة امل كبيرة جدا للرئيس جورج بوش الاب حينما لم يتم الاطاحة بنظام حكم صدام حسين اثناء ذلك الصراع. لكن باول تساءل عما يمكن ان تكون عليه مضامين نتائج عمل كهذا في ذلك الوقت يا ترى.

وقد تحدث باول لمارتن قائلا “من منظور تاريخي لاحداث سبقت، فلنقل ان صداما اطيح به فعلا في اليوم التالي. ما الذي كان ليحصل انذاك يا ترى؟، ومن كان ليحل محله؟ وما الذي كان متوفرا وموجودا على الارض ليصبح بديلا فعليا يا ترى؟”. واضاف باول “كما سبق وتعلمنا من مجريات الاحداث في السنوات اللاحقة، فانه يتوجب اتباع الحذر الشديد حينما يتم تغيير الكبار فجأة من دون بديل ممكن حينما لا يكون لديك فكرة عما يخبئه المستقبل من مفاجئات تحت الارض”.

كما اشار باول الى ان هذا الوضع يذكره بما يحصل في سوريا في هذه اللحظة، في اشارة منه الى حالة اللايقين التي تحيق باحتمالات الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد.

وقال باول الذي خدم كرئيس لهيئة اركان الجيوش الاميركية المشتركة ابان حرب الخليج عام 1991، قال ان النتائج غير المرجوة لتلك الحرب تمثلت في بقاء صدام حسين على رأس هرم السلطة بكل ما فيه من مشكلات وعلل.

واضاف باول الذي شغل منصب وزير خارجية الولايات المتحدة ابتداءا من العام 2001 قائلا “بعد عشر سنوات على تلك الحرب، بات صدام مشكلة كبيرة بالنسبة للرئيس جورج بوش الابن الذي شعر بدوره بضرورة ووجوب شن حملة عسكرية للاطاحة به”.

بعد ان اصدر صدام اوامره لقواته بغزو الكويت بداية شهر آب من العام 1990، قرر الرئيس جورج بوش الاب اطلاق عملية درع الصحراء في الشهر ذاته التي اشتملت

على ارسال بضعة مئات من الآلاف من الجنود الاميركيين الذين تمركزوا في المملكة السعودية بغية الدفاع عنها في حال قام صدام بغزو الاخيرة ما بعد الكويت.

لكن بعد اصدار انذاره النهائي لصدام بوجوب الامتثال للقرارات الدولية وسحب قواته من الكويت بعيد اشهر من ذلك، امر الرئيس بوش الاب بشن عملية عاصفة الصحراء التي قادتها الولايات المتحدة مع تحالف دولي عريض، والتي انطلقت بحملة جوية هائلة استهدفت القوات العراقية لبضعة اسابيع متتالية ابتداءا من ليلة الـ16/17 من شهر كانون الثاني عام 1991. وفي غضون بضعة اسابيع من العمليات الجوية تلتها ايام قليلة من العمليات البرية، انتهت الازمة وتم تحرير الكويت التي قضت سبعة اشهر تحت احتلال صدام.

يعتقد باول ان الولايات المتحدة تعلمت الدروس الصحيحة من عملية عاصفة الصحراء عام 1991، غير انه استدرك بأن الصراع ضد تنظيم داعش يمثل امرا مختلفا جدا. واشار الى ان الفرق يبدأ من الاختلاف ما بين هزيمة جيش عسكري نظامي من جهة وهزيمة حركة مسلحة تقاتل وفق تكتيكات غير نظامية وان كانت محترفة بالمقابل من جهة اخرى.

واضاف باول قائلا “ان الموقف ليس مجرد موقف عسكري بسيط وواضح المعالم كما كانت الحال عليه ايام عاصفة الصحراء”. وقال كذلك “ان الحرب الحالية اكثر صعوبة وتعقيدا بكثير مقارنة بما جرى قبل ربع قرن من الزمان، حيث لا تتعلق بجيوش تلتحم مع بعضها البعض الان وانما تمثل حربا تدور رحاها بين من يمسكون الارض بالفعل”.

وفوق كل ذلك، حذر باول من انه في خضم تداعيات عالم ما بعد الحادي عشر من ايلول العام 2001 وما تلاه من احداث الربيع العربي بعد عقد من الزمان ابتداءا من العام 2011، فأن على الولايات المتحدة ان تكون حذرة وحذرة جدا ضمن هذه البيئة الجديدة فيما يتعلق بمضامين تورطها وما يمكن ان يحصل حينما تتم الاطاحة بزعماء الدول، لاسيما ان مثال العراق وان كان الاطول عمرا، وهو ما يمتد منذ العام 2003 وحتى الان، الا انه نموذج معقد ومركب تطور بطريقة سلبية منذ الاطاحة بالدكتاتور السابق حينما لم يتمكن العراقيون ومعهم الاميركيون بكل قوتهم من بناء نموذج قادر على ادارة المرحلة، هذه المرحلة التي انتهت بفصل تنظيم داعش الذي قد لا يكون الفصل الاخير وحسب.

أحدث المقالات