كثر كانوا حول السيد محمد باقر الحكيم، الذي قاد وإخوته جهاد الشيعة ضد الظلم والطغيان ألبعثي، طيلة أربعون عام.
كان حوله “رض” المجاهد والمعارض، نستذكر المجاهدين، هؤلاء الرجال من أبناء الوسط والجنوب العراقي، كانوا حواري السيد الحكيم، يعرفونه حق معرفته، ويعرف مقدار صدقهم وولائهم.
كلامه تكليف وواجب شرعي بالنسبة لهم، رجال الحكيم، يندر؛ أن يكون لهم نظير من الرجال.
السيد صالح البخاتي والسيد عيسى ألغرابي وأبو فيصل الجيزاني والحاج أبو كاظم المياحي وأبو أيمان الدراجي وأبو عبود الوائلي أبو حميد المنصوري والمرحوم أبو لقاء الصافي أبو هشام الأحمدي أبو احمد الجابري وأبو جهاد الفياض وأبو متعب الزيدي وأبو مريم البخاتي، والشهيد ابو كرار العتابي، وشقيقة شهيد الحشد اليوم أبو حيدر، وتطول القائمة.
هؤلاء الرجال الذي، وصفهم شهيد المحراب الخالد؛ بأنهم أصحاب الحسين”عليه السلام”، الذي يقول ما رأيت أصحاب كأصحابي، ووصف آخرين؛ بعضهم غرته دنيا هارون؛ “انتم أصحاب الرسول”، وأصحاب الرسول؛ فيهم من انقلب على عقبيه، وفيهم من غدر ومنهم من خان.
رجال شهيد المحراب؛ سجلوا ملاحم كتبها التاريخ بأحرف من نور، لقنوا الدكتاتور ورجاله الويل والثبور، لكن الإعلام الفاسد، كان يغفل بطولاتهم، كما اليوم يحاربهم ويدس عليهم.
واحده من بطولاتهم؛ إنهم دخلوا الانبار؛ لأداء واجب العزاء لعائلة الشهيد الطيار محمد مظلوم، بتوجيه شهيد المحراب”رض”، نعم ووصلوا حتى قصر الطاغية، كعمال بالآجر اليومي، حتى دكت صواريخهم القصر، ومديرية الأمن العامة، بعد استطلاعهم لهذه المواقع.
رجال شهيد المحراب؛ كانوا قادرين على كل شي، إلا أن الموانع والتحذيرات؛ التي كان يوجه بها”رض”؛ عطلت كثير من عملياتهم الجهادية، فالتعرض للمدنيين حرام، وإلحاق الأذى بمنشآت الخدمة العامة حرام، أي عملية؛ قد تعود بالضرر
على حياة المواطن العادي حرام، قتل الجندي أو الشرطي وحتى البعثي، دون أن يقاتلهم حرام، هذا جهاد رجال الحكيم.
لا يغفلون الشرع والتشريع الإسلامي، استفزوا الطاغية؛ بهذا الالتزام، ليضع رجال مخابراته، في ساحات المجاهدين، لغرض التعدي على المدنيين، وتخريب بعض المنشآت، لينسبها إليهم.
هؤلاء الرجال بعد التغيير؛ ابعد معظمهم عن تولي المسؤولية، بحجج وأعذار واهية، لينزوا على تضحياتهم، سكان العواصم في الشرق والغرب، ويتنعموا بتضحياتهم، ومن تم ضمه إلى الأجهزة الأمنية؛ ابعد بحجة عدم الخبرة، ليتولاها البعثيون.
حتى جرى ما جرى، ونشر البعثيون الفساد في المؤسسة الأمنية، لتحتل داعش ثلثي العراق خلال ساعات.
صدرت فتوى الجهاد الكفائي، عاد رجال الحكيم إلى الساحات، رغم المرارة والألم من التهميش والتجاهل، ليسجلوا أروع الملاحم والانتصارات، تلك الملاحم الذي استفزت الدول الكبرى في العالم، لتقف بثقلها وتحاول التشويش أو مشاركتهم النصر، تحررت جرف النصر وديالى وتكريت في معجزة بالحسابات الأمريكية، فقد ترك الجيش الأمريكي مناطق محتلة منذ 2003، لم يتمكن من طرد الإرهاب منها، حررها رجال الحكيم.
عاد الإعلام الذي اغفل عملياتهم؛ يوم كانوا يقاتلون الطاغية، ليكيل التهم ويفبرك الأكاذيب ضدهم، لكن هيهات للشمس؛ أن يحجبها غربال الدس والتدليس، فالميدان شاهد.
دعوة في ذكرى شهيد المحراب؛ لكل القيادات السياسية الإسلامية؛ إلى وضع رجال الحكيم في المكان الذي يستحقون، فهم النزاهة والولاء والصدق، وهم الأمانة والرؤية والانجاز، وتهميشهم من جديد؛ يعني خسارة للقوى السياسية وللبلد….