23 ديسمبر، 2024 2:24 م

في ذكرى رحيل الصـــــدر8/ ثــورة الوعـــي..

في ذكرى رحيل الصـــــدر8/ ثــورة الوعـــي..

يمكن القول، ان الفكر هو عمليات ذهنية، ومعالجة للمعلومات وصولا الى معرفة ما.. ويرتبط ذلك بالواقع الثقافي وغير ذلك. وهذه محاولة التعرض لمحاولات الشهيد محمد الصدر (رض) في تحرير العقل وتنمية الوعي، والنتائج الايجابية للثورة الصدرية في تطوير محتوى الوعي داخل الفرد والمجتمع، وتسبيب الهزيمة للمشروع الاجنبي الذي يستهدف العراق وشعبه. ومثال على ذلك، تعرض الصدر للاهداف الحقيقية وراء الحرب ضد العراق عام 1991م ثم ما تلاها من فرض الحصار على شعبنا المظلوم، فقال سماحته: .. .وسموا تلك الحرب من الناحية السياسية الظاهرية بعاصفة الصحراء. وانا اعتقد انه لم يكن المستهدف منها الجانب السياسي بمقدار ما كان الهدف منها ضرب الدين والمتدينين الموجودين في العراق، وقتل الكثير منهم، وتعجيزهم عن هداية الاخرين، والهائهم بمشاكلهم الشخصية من اسرة وطعام وشراب في ظل ما يعلمونه ويعملونه ويستهدفونه من غلاء الاسواق وقطع الكهرباء وضرب المعامل وتهديم البيوت وغير ذلك كمضاعفات للحرب. انتهى.

ويمكن الوصول الى عدد من الفهومات اهمها : اولا: ان للحرب اكثر من هدف، وقد اعلنوا احد هذه الاهداف، وهو الهدف السياسي. ثانيا: الا ان الهدف الاساس من الحرب اوسع من ذلك، ويعبر عنه الصدر بانه: ضرب الفكر الرافض للهيمنة الاجنبية، وانهم ليستهدفون الدين الاصيل.. ثالثا: يبدو ان جهودا خارجية تتمحور حول الهيمنة على العراق، وتسخيره ماديا وتعبيده بشريا لخدمة الخارج. رابعا: ويتضمن ذلك السيطرة الثقافية والفكرية ابتداءا، والى ابعد حد ممكن، ثم تسخيره لقبول التدخل الاجنبي في الشؤون العراقية..

لقد استخدم الصدر طريقة (الصدمة) لاجل ايجاد (صحوة) في العقل الجمعي، العراقي، وذلك من خلال كشفه لحقائق مخفية عن العامة من الشعب، وكشف الستار عن خفايا، وحقائق، تم التستر عليها لمصلحة ما.. وحسب فهمي، ان الصدر قد تعمد تلك المفاجات.. لاجل.. اولا: ازالة غبار (التقليدية) و (الطقوسية) التي تلبد بها العقل الديني عموما، والشيعي خاصة.. ثانيا: ايجاد ثورة توعوية داخل الفرد العراقي، الممسوخ، ماديا، ومعنويا، بسبب قرون من الهيمنة الاجنبية على العراق.. وعشرات السنين من الديكتاتورية.. ثالثا: تهيئة الارضية البشرية للانتفاضة والثورة بعد رحيله من الساحة العراقية.. وقد اتضح ذلك بعد رحيل الصدر، وحصول عدد من الانتفاضات في البصرة ومحافظات اخرى.. وحصول انتفاضة جامع المحسن في مدينة الصدر (بغداد).. فضلا عن ذلك الوعي الوطني والتحرري والاستقلالي لاتباع الصدر الى يومنا هذا..وللحديث بقية.