15 نوفمبر، 2024 5:31 م
Search
Close this search box.

في ذكرى رحيل الصـــــدر 10/ لغــة الجـرايــــــــد

في ذكرى رحيل الصـــــدر 10/ لغــة الجـرايــــــــد

كأنهم يتوقعون ان أقول هنا درسا حوزويا كاملا في الفقه او في الاصول او في التفسير او في اي شيء. انا لست مغفلا الى هذه الدرجة لكل مقام مقال وكما ايضا في المثل الاخر ان البلاغة تطبيق المقال على مقتضى الحال. كذلك كلموا الناس على قدر عقولهم وكذلك اذا كان الكذب حراما فالصدق غير واجب لان الشق الاخر هو السكوت. فاذا انا اتكلم معكم بلغة الكبرى والصغرى والاستصحاب واصالة البراءة ماذا سوف تفهمون مني. عيب هذا الكلام. انا اقول بقدار ما اجد فيه المصلحة.. انتهى ما قاله الشهيد الصدر (رض) في الجمعة 6 عام 1998 في الكوفة، وهو يرد على من وصفوا كلامه بانه (لغة جرائد)..

ويمكن فهم عدد من الامور من كلامه اهمها: اولا: انه قال (انا لست مغفلا) وبالملازمة ينتج ان الآخر، هو الغافل عن متطلبات المرحلة، وما يحتاجه المجتمع عموما، والمريدين خاصة..

ثانيا: ثم قال..( ان البلاغة تطبيق المقال على مقتضى الحال) وهي من الحكمة، اي فعل ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي في الوقت الذي ينبغي … قال تعالى: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة .. أي كل واحد على حسب حاله وفهمه، وقبوله وانقياده..

ثالثا: الحكمة الصدرية استهدفت ايصال المعنى، باقل الكلمات، وهو منهج قراني، ومنه استخدام الأمثلة (جمع مثال).. وقد استخدم الصدر الأمثلة الشعبية لإيصال المعنى، مستفيدا من ملازمات المثال الشعبي، ومقدماته التي يعرفها المستمع، والصدر بالامثلة يوصل اكبر كمية من المعلومات باقل الكلمات وباقصر وقت، والوقت هو اثمن شيء عند سماحته في خطابه المرصود من قبل اقسى حكومة بوليسية….

ومن الامثلة، وخاصة الشعبية، التي استخدمها الصدر هي التالية: (1) اذا كنس كل واحد امام باب داره نظفت المدينة (2) ويقول المثل انا وابن عمي ضد الغريب كما يقول المثل في عادات العشائر (3) قال في المثل العامي : (يفوتك من الجذاب صدق كثير) (4) وفي المثل : خذ الفال من رووس الاطفال… (5).. (وان تسلم على من تلقى) كائنا من كان، ليس مثل ذلك الذي يقول : لا الوث شاربي من دم الارنب. بل تواضع له وسلم عليه قربة للعزيز الحكيم، ولا تقل انه ينبغي ان اسلم على شخص (كشخة).. (6) لا نكون كما يقولون باللغة العامية (بزرجكليت) (7).. وغير ذلك كثير ..

قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (البقرة:26(.. وللحديث بقية.

أحدث المقالات

أحدث المقالات