28 ديسمبر، 2024 12:00 م

في ذكرى رحيل الصدر – 5/ الخطاب الوحدوي

في ذكرى رحيل الصدر – 5/ الخطاب الوحدوي

لجأت اغلب الدول ومنها الاوربية الى تكوين الوحدة بينها، وعلى الاصعدة كافة، وللمستويات الرسمية، ثم الشعبية، مع الالتفات الى اختلافهم في اللغات والطبائع وغيرها، فهم شعوب متعددة ومختلفة اوجدت وحدتها، بينما جهودنا مكثفة لتشتيت  وحدتنا، وبالرغم من الحث العقلائي والعقدي الاكيد نحو الوئام والاعتصام به، الا ان المتابع للحراك السياسي وللخطاب عموما، يجد العكس، فان المتصدي للشان العام ، غالبا، يكون مركزا لبث الفرقة واشاعتها بين ابناء الشعب، ولا يتاخر تجار السياسة في الترويج للتفرقة ..!.
ويستثنى من الخطاب العام عدد قليل من المخلصين، وابرزهم السيد الشهيد محمد الصدر، رض، فقد اهتم سماحته بمفردة الوحدة وعلى مستويات عدة اهمها:
المستوى الاول: الاخوة بين المسلمين. المستوى الثاني: الاخوة داخل المذهب. المستوى الثالث: الاخوة الايمانية بين المؤمنين عموما. ويمكن للمتابع ان يجد شواهد على تاثير ذلك الخطاب الوحدوي في الساحة العراقية خلال العقدين الماضين، فضلا عن التاثير الواضح على المشروع الطائفي، والذي يتخذ من اثارة المشاحنات بين ابناء شعبنا، طريقا لفرض سلطته . ….
الثوابت الصدرية: يرى عددا من منظري الفكر الصدري: ان الصدر اعتبر الوحدة هدفا استراتيجيا، لانه اهتم بالتثقيف الوحدوي في مؤلفاته عموما وفي خطب صلاة الجمعة خاصة، بل مارس النشاط الوحدوي عمليا، فلقد دعا الصدر الى صلاة جمعة موحدة ونجح في انجاز ذلك ، اضافة الى ايجاد علاقات وطيدة مع عدد من خطباء الجمعة من اهل السنة والجماعة، بل واشاد بتجاوبهم مع نشاطه الوحدوي، وفي الجمعة الثانية والثلاثين تطرق الى اهمية الاخوة الاسلامية قائلا: ……اذن فالاخوة مطلوبة في الاسلام على كل حال. وهذا بطبيعة الحال ليس من طرف واحد، بل من كل العاطفة، وليس كلامي هذا استجداءا للعاطفة، لاننا لا نخاف من غير الله سبحانه وتعالى، وانما هو لاقامة الحجة والفات النظر لمن يريد ان يستجيب الى داعي الله ونصوص الكتاب الكريم والسنة الشريفة، ويكون ذلك في مصلحتهم اولا وفي مصلحة الاسلام ثانيا ودفعا للعدو المشترك ثالثا. .. انتهى.
ويشير عدد من اتباع السيد الشهيد الى أن: النشاط الوحدوي الصدري لاقى تخوفا من قبل السلطة فضلا عن المجموعات المتشددة من الطرفين..! ولم يقتصر ذلك على الشعور بالخوف، بل شن اعداء الوحدة حربا اعلامية وجهدا تشكيكي ضد تلك الجهود الصدرية، وساهمت الجهات المتشددة في هذه الحرب، الى درجة اضطر معها السيد الشهيد الى بيان الموقف الشرعي من جهوده الطيبة، ولاجل الدفاع عن توجهاته الوحدوية، ولاجل ازالة الشبهات التي اثيرت ضده من قبل الاستعمار وادواته. فقد اوضح في الخطبة، السابقة، ان العمل من اجل الوحدة مفيدا للمكونات كافة، وليس فيه خسارة مذهبية، بل الوحدة تحقق القوة للمكونات الاسلامية جميعا، فقال سماحته:
وهذا لا يعني من ناحية اخرى عدم اهمية الحفاظ على المذهب والعناية بمصالحه ومصالح طائفته فان هذا ضروري ايضا امام الله سبحانه وتعالى لانه الحق الذي نؤمن به لكن ينبغي ان يكون عمل اي مذهب او قل عمل اي مسلم بحيث لا يضر بالمذاهب الاخرى تحصيلا للوحدة الاسلامية والتكاتف المحمدي او قل يجب الا يعمل اي مسلم عملا يفيد به الاستعمار ويوجد به الفرقة والإزعاج في المجتمع الاسلامي ومن عمل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين حتى لو كان هو السيد محمد الصدر نفسه. .. انتهى كلامه وللحديث بقية..