17 أبريل، 2024 7:26 م
Search
Close this search box.

في ذكرى رحيل الصدر (2) ماذا تعلمت..؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

استخدم السيد الصدر اسلوب البث الثقافي والتزريق التدرجي لمفاهيم ومصطلحات اسلامية، غائبة عن الساحة العراقية بسبب القوة الاعلامية للحكومة، ولاجل فهم التأثير الحاصل على المجتمع وخاصة الباحث, نستعرض مراحل البث وتصاعد التزريق الصدري الثقافي والفكري والحركي في مرحلة البحث.

…… ثقافة الصدر الاول: من مقدمات نهضة السيد الصدر, ماانجزه الصدر الاول من تحريك الساحة ومواجهة المد العلماني ,وكانت مؤلفاته وخاصة (اقتصادنا)و(فلسفتنا) و(المدرسة القرانية) تمهيدا ثقافيا وفكريا لنهضة السيد الصدر.

…… ثقافة السيد الصدر: وتتضمن، ثقافة الصدمة: في ظل المناخ التقليدي السائد عند المتدينين العراقيين, حيث عدم الوضوح والتشويش للمفاهيم الاسلامية,استخدم السيد الصدر اسلوب الصدمة لإثارة التفكير والتفكر لدى المتدين المثقف العراقي ومثال ذلك: اولا:- رفضه تقبيل اليد وهو سلوك شائع وراسخ لدى المجتمع المتدين من اتباع اهل البيت.

ثانيا: هجومه على السدنة,وفصلهم عن الحوزة العلمية والحاقهم بالحكومة وهذا لم يتعود عليه الشعب العراقي. ثالثا: فتاوى جديدة على الشارع العراقي تخص الطرشي والثعلبية وغيرها .

رابعاً : التصريح بعدم موسوية ( نفي كونهم من السادة ) بعض المراجع واتهامهم بالتقصير .

وتضمنت ايضا، طريقة اللقاءات المسجلة على الكاسيت: لم يكن شائعاً ان تسمع لقاء مع مرجع او عالم ديني في العراق ولاول مرة حصل لقاء مع السيد الصدر (قدس) من قبل احد طلابه وتم توزيعه بالكاسيت وكان هذا الاجراء له الاثر الاكبر في الاطلاع المباشر على اراء السيد الصدر وتوهين وتحطيم الاعلام المضاد له , وكان له الاثر البالغ في الغاء الشبهات التي تثيرها الجهات التقليدية وفرض وجوده كأمتداد للصدر الاول .

وتضمنت ايضا، طريقة الاستفتاءات : أنتشرت استفتاءات السيد في بغداد والمحافظات وكانت تعلق على لوحة الاعلانات في كل مسجد له علاقة بالسيد الصدر . وكان لذلك الاثر البالغ في البث الديني والفكري وتحريك الساحة والمعرفة المباشرة بالسيد الصدر من قبل المواطنين .

وتضمنت ايضا، طريقة الكتب: في عام 1993 بدأت الكتب المطبوعة للسيد الصدر بالوصول الى القراء عبر قنوات محدودة منها مكتبات النجف الاشرف ومكتبات كربلاء المقدسة,ثم بدات بالتوزيع المحدود في شارع المتنبي في بغداد,كان الشارع العراقي متجها لقراءة الكتب الدينية بسبب الفراغ الاعلامي , لان الحكومة العراقية لم تسمح بأستخدام الصحون الفضائية(الستلايت) وليس في العراق اية اصدارات مستقلة عن الحكومة .

وتضمنت ايضا، طريقة الكراسات: ظهرت في الأسواق الكتب الدينية وفي المساجد بشكل محدود كراسات صغيرة تتحدث عن(حرمة الغناء) و (مسائل في الحجاب) وكانت سهلة الحمل والقراءة والتوزيع وكانت الكراسات تمثل معارضة صارخة لتوجه الحكومة العلماني الذي يدعوا للسفور واشاعة الغناء,مما جعل الشارع العراقي مهتما بشجاعة وجرأة السيد الصدر. وقد تضمنت دراستنا نشر صور لهذه المنشورات، وتم حذفها في هذا المقام تعذر النشر..

وتضمنت ايضا، اصدار مجلة الهدى: في مناخ من الحظر الاعلامي الخاص وتفرد الاعلام الحكومي الممل والمنبوذ من الشعب كافة, صدرت اول مجلة مستقلة عن الحكومة وتمثل جهة معارضة وكان لهذه المجلة تأثير واسع في صفوف المتدينين وخاصة اتباع اهل البيت,من الشباب وبعض المتشرعة.

وتضمنت ايضا، نشر شهادة اهل الخبرة: صدرت من طلبة البحث الخارج شهادات بأعلمية السيد الصدر,وكان هذا اجراء عملي ضروري لاحراز شروط التقليد.

وتضمنت ايضا، الافهام: كان السيد الصدر واسع الصدر,منفتحا, خاصة تجاه الشباب, ويناقش الشبهات المطروحة بكل صراحة , وهذا النشاط الاعلامي الشخصي , سبب كثرة الاتباع وخاصة من الشباب.

وتضمنت ايضا، ايجاد لوحة الاعلانات: اوجد السيد الصدر لوحة اعلانات في مكتبة ,وامر المساجد المتعاطفة معه بأيجاد لوحة اعلانات

تكون خارج المسجد, في بغداد وبقية المحافظات، كان عدد كبير من المارة وخاصة طلبة المدارس يتابعون اصدارات لوحة الاعلانات مما جعلها ذات فعل اعلامي مؤثر في الجمهور.

……. صلاة الجمعة: وتضمنت ايضا، صلاة الجمعة، بدأت في المحافظات,وبعد عام تقريبا اقام السيد الصدر صلاة الجمعة في الكوفة كانت هذه الصلاة مؤتمر ثقافي اعلامي,ساهم في نشر الثقافة الدينية كالنار في الهشيم.

….. إشهار الصلاة: تعمد السيد الصدر إن تكون صلاة الجمعة خارج المسجد وفي المساجد المطلة على الشوارع الرئيسية والمفتوحة,وكان لهذا الإجراء الأثر الكبير في تعظيم الصلاة والإشهار الايجابي لها..

…….. المعايشة: عايش السيد الصدر الجماهير بطرق مختلفة,منها الاتصال المباشر في مكتبة(البراني) في النجف الاشرف,كذلك قبل وبعد صلاة الجمعة في الكوفة او مرقد الامام علي(ع),اضافة الى التواصل الهاتفي او عبر ممثل عنه او بالمراسلة. وبهذا، استعرض الباحث احداثيات الوضع العراق، ثم اسليب الشهيد الصدر، يبقى السؤال: كيف استجاب الطرف الاخر والمجتمع؟؟ للدراسة بقية..يتبع

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب