22 نوفمبر، 2024 1:48 م
Search
Close this search box.

في ذكرى رحيل الصدر (1) ماذا تعلمت..؟!

في ذكرى رحيل الصدر (1) ماذا تعلمت..؟!

بعد ايام قليلة، تكون الذكرى 17 لرحيل الشهيد محمد الصدر (رض).. وهذه دراسة لمرحلة من التاريخ العراقي منذ 1962 الى2006م وتركز على مقدمات نهضة السيد محمد الصدر وفوائدها وتأثيرها على الساحة العراقية وعلى الباحث. كان عنوانها: فوائد البث الديني للسيد محمد الصدر وآثاره التمهيدية، انجزت في ذي القعدة عام 1427 وفازت بمسابقة ماذا تعلمت من الولي، باشراف السيد مقتدى الصدر، ولم تنشر سابقا.

تناقش هذه الدراسة الابعاد الحركية والفكرية للسيد محمد الصدر والحكومة العراقية والمجتمع والباحث وتفاعل هذه العناصر وخاصة تفاعل الباحث مع البث الثقافي والاخلاقي الصدري وتاثير هذا التزريق (الحقن التدريجي) الديني..على حركية المجتمع والباحث وثقافتهما , ودراسة مقدار التمهيدية للثقافة العليا الحاصلة بسبب نهضة السيد الصدر واثاره.

…… تقديــــــــــم:: حسب فهمي ان التطورات الحركية والفكرية في الساحة العراقية منذ 1991 الى 2003 كانت ثمرة التفاعل الحركي بين ابناء الشعب العراقي والمؤثرات الداخلية الخارجية , أنتجت قواعد مستقلة عن الحكومة وعن الخارج بقيادة السيد الصدر ,وتتعلق هذه الدراسة بالقواعد الشعبية التي عاشت داخل العراق وكيف تأثرت بالإحداث وبما بثه الصدر الأول والسيد الصدر حسب فهم الباحث ,لان الباحث لايمكنه تعدى ذلك فهميا مع الالتفاف الى أن هذه الدراسة أنجزت على عجالة وخلال يومين لظروف قاهرة ولا تعتبر من الناحية التوثيقية والفنية بحثا معتدا به الا أن الشكل الفني وطريقة الطرح مفيدة لأعداد دراسة وبحث يستوفي الشروط إلا إن ذلك يحتاج وقته الطبيعي . ونرى توثيق هذه المرحلة ضروريا من الناحية الإنسانية والعقائدية ,وبسبب كثافة الضغط والمؤثرات على الشعب العراقي,وأهمها ضغط الحكومة وضغط الحصار الاقتصادي والضغوط الخارجية على الشعب العراقي المعارض لحكومته إثناء المرحلة الزمنية التي تناولها الدراسة.

اهتمت هذه الدراسة بالإبعاد الزمنية والمكانية والفكرية للسيد الصدر وللحكومة وللمجتمع العراقي ونموذج احد الإفراد الذي يعبر عن الشعور الوجداني والفكري للباحث,وهذا يناسب هدف إعداد الدراسة وهو المشاركة في مسابقة ((ماذا تعلمت من السيد الولي المقدس)) التي ينظمها مكتب السيد الشهيد الصدر(قدس) وبأشراف السيد مقتدى الصدر.

…… الأهداف والطريقة: من الضروري تبيان أهداف هذه الدراسة والطريقة التي اتبعها الباحث,خاصة وان أهمية هذه الدراسة ,هي أهميتها كنواة أو أساس لعمل توثيقي أوسع ممكن انجازه مستقبلا من قبل الباحث او متصدى اخر لاهمية توثيق هذه المرحلة لمساعدة الباحثين والاجيال القادمة لاجل الوصول الى فهم واقعي وموضوعي لمقدمات التمهيد النظري والعملي للاطروحة العادلة الكاملة الذي انجزه السيد الصدر.

…. الأهــــداف: اولا: توثيق جانب زمني ومكاني وحركي من تاريخ الشعب العراقي. ثانيا: تلبية متطلبات مسابقة (ماذا تعلمت من السيد الولي) التي اعلن عنها مكتب السيد الشهيد الصدر (قدس)

….. الطريقــــــة: أولاً: استعراض الابعاد الزمنية والفكرية والحركية لمرحلة وجود السيد الصدر ومقدماتها. ثانيا: استعراض عام للظروف المحيطة وخاصة طبيعة الحكم والمجتمع. ثالثاً:استعراض ومناقشة مقدار استفادة العينة (الباحث) من شخصية الدراسة وهي شخصية شخصية السيد الصدر.

…… إبعــــاد المـرحلــــــة:الدراسة تتعلق زمنيا بالمرحلة منذ 1962 الى 2006 ,وهي المدة الزمنية التي عاشها الباحث,ويمكن تقسيمها الى فترات استنادا الى إبعادها السياسية والاجتماعية كالأتي:

اولا: فترة الأحزاب قبل عام 1968م.: تميزت بوجود اتجاهات سياسية وقومية وعلمانية ودينية,تتحرك في الساحة العراقية لقيادة الشارع العراقي.

ثانيا: فترة سلطة الحزب(1968- 1973م): سيطر حزب البعث العلماني القومي على السلطة ,مع وجود نشاط ثقافي ضئيل للاحزاب العلمانية والجهات الدينية.

ثالثا: فترة سلطة النائب(1973- 1980م) : سيطر نائب رئيس الجمهورية على مقاليد السلطة الفعلية مع وجود شكلي لرئيس الجمهورية وغياب النشاط الحزبي المعارض عموما واخلاء الساحة

العراقية من المعارضة, بأستثناء المعارضة الدينية بقيادة الصدر الاول,وانتهت هذه الفترة بقتله .

رابعا: فترة سلطة الرئيس (1980- 1991م) : بدأت الفترة باعدام الصدر الاول واقالة رئيس الجمهورية وسيطرة النائب على رئاسة الدولة وشن الحرب ضد الجمهورية الاسلامية في ايران,وكان سلوك الحكومة العراقية دمويا ً وحشيا تجاه الشعب العراقي.

خامسا: فترة السيد الصدر(1991- 1999م) : تميزت بضعف سلطة الحزب وخاصة في المناطق الجنوبية والوسطى, بعد هزيمة الجيش العراقي وانسحابه من دولة الكويت,وخلالها عانى الشعب العراقي من الضغط الاقتصادي بسبب الحظر المفروض من قبل الدول الكبرى على الشعب العراقي وشهدت الفترة بث الثقافة الدينية من قبل السيد الصدر مع استجابة متفاوتة من قبل الشعب العراقي, وخسرت الحكومة العراقية شعبيتها وسلطتها من الناحية الواقعية دون الشكلية.

سادسا: فترة ما بعد الصدر(1999- 2003م): وبدات بعد اغتيال السيد الصدر من قبل الهدام وتميزت بمنع النشاطات الدينية وخاصة صلاة الجمعة والبث الاعلامي الامريكي لاسقاط حكومة الهدام.

سابعا: فترة الاحتلال(2003- 2006م): وبدات منذ دخول القوات الامريكية والبريطانية الى العراق الى حين كتابة هذه الدراسة ، وتتميز بالفوضى الثقافية والسياسية لأنعدام السلطة المركزية واعتماد الاحتلال مبدأ (الفوضى البناءة).

…… عنــاصر المــرحلـــــة: يتعلق هذا الفصل بالسيد الصدر والحكومة العراقية والمجتمع العراقي عموما, والقواعد التي تفاعلت مع السيد الصدر والنموذج الشخصي للباحث ولاجل الوصول الى وصف عام لظروف المسالة ونتائجها ويستلزم ذلك وصف للابعاد الحركية والفكرية لعناصر المرحلة كالأتي:-

…….. السيد محمد الصــــدر: عالم دين عراقي من أصول لبنانية,فيلسوف وباحث ,عاش ظروف المرحلة بكل تفاصيلها ,حيث تعرضت عائلته لاعتداءات قاسية من قبل الحكومة العراقية,تعرض للسجن والتعذيب. تميز السيد الصدر بالشجاعة القلبية وحبه للشعب واستعداده للتضحية , بعد خروج القوات العراقية من الكويت,ساهم في تثوير الانتفاضة الشعبانية التي حصلت عام 1991م وتم اعتقاله ثم

الافراج عنه,خطط وانجز تحرك جماهيري بأسلوب واقعي متوازن ,نتج عنه اقامة صلاة الجمعة في المحافظات الجنوبية والوسطى,بعدها اقام صلاة الكوفة بأمامته كان خطيبا وقياديا عارفا بأحتياجات المرحلة وأنجز قواعد وتنظيمات فاعلة في ظروف امنية صعبة تم اغتياله وولديه في النجف الاشرف عام1991م . أشار الى وثاقته العلمية السيد عبد الاعلى السبزواري , وأشار الى اعلميته السيد محمد باقر.

…….. الصدر الاول: عالم دين عراقي فيلسوف وباحث,عاش ظروف المرحلة بكل تفاصيلها وخاصة فترة بث الفكر العلماني والقومي , وشعر بخطورتهما تجاه الفكر الاسلامي , كتب في الاقتصاد والفلسفة الاسلامية بأسلوب حضاري وذوق المدرسة الحديثة , تبنى اسلوب المواجهة وتحدي الحكومة العراقية,تم اعتقاله وتعذيبه اكثر من مرة,ثم قتل واخته السيدة بنت الهدى في احدى معتقلات الحكومة العراقية .

……الدولة العراقية : الدولة العراقية علمانية تلتزم شكليا بالدين الاسلامي,وبعد استلام حزب البعث للسلطة عام 1968صار اتجاه الدولة معاديا للتدين بشكل صريح وقح يتعمد الاساءة للقيم السماوية والاستهانة بها,وتتعمد الدولة تغيب المصطلحات والمفاهيم الدينية واحلال المصطلحات والمفاهيم الغربية,وبعد عام 1981 صار الاتجاه الحكومي لبناء دولة ستالينية,تقهر المواطن العراقي وتسلب ارادته وتجعل من رئيس الحكومة رمزا مقدسا ً ويتطلب العيش بسلام في العراق عبادة الهدام ووضع صورته على صدر كل مواطن. وللدراسة بقية..يتبع

أحدث المقالات