الأحداث التي عصفت بالبلاد بعد سقوط الطاغية وأزلامه وحزبه ومريديه متسارعة ولم تشهد الأوضاع إستقرارآ يعتد به أو صعود الخط البياني في أي مجال تنموي وأي جانب من جوانب الحياة التي تمس الفرد العراقي بشكل عام وشعر من خلالها بالتغيير الذي كان يطمح اليه ويمني النفس بحصوله على أرض الواقع بعد أن عاش ردحآ من الزمن في ظل الحكم الدكتاتوري العفلقي البغيض ، بل إن الأحداث كانت مؤشراتها تتجه بإنحدارات شمولية في أغلب المجالات ترافقها سوء الإدارة والتشبث بالسلطة والطمع بنهب ثروة البلاد على حساب الشعب والوطن . ويعتبر الملفان الإقتصادي والأمني هما البوابة الرصينة للإستقرار وبما أن ثروة البلد أصبحت بيد من لا يؤتمن منهم وإنشغالهم بالمكاسب والإمتيازات والحصانات فبالتأكيد سوف يؤثر ذلك على مجريات الوضع الأمني الذي تهاوى بشكل ملفت للنظر ووصول الأمر الى إحتلال ثلث الأراضي العراقية من قبل عصابات إجرامية قادمة من وراء الحدود مستعينة بحواضن من الداخل زَمّرَ لها بعض الساسة وبعض تآمر معها وبعض خنع وإستكان لها وحفاظآ على المكاسب والمغانم غض الباقون الطرف عنها. وبمشيئة الباري سبحانه وتعالى وحصافة المرجعية الرشيدة التي دأبت منذ البداية على التوجيه والإرشاد ثم التنبيه والتحذير ومن ثم الى التهديد والوعيد ولم ترى أذن واعية فأصدرت فتواها المباركة بضرورة مواجهة الزحف التكفيري بالجهاد الكفائي بعد أن وصل الأمر الى ما لاتحمد عقباه فهبت الجموع من هنا وهناك منهم من تطوع لحمل السلاح وقتال الأعداء ومنهم من وقف عونآ وسندآ وظهيرآ لدعم المجاهدين ومنهم من شرع بفتح معسكرات للتدريب والتهيئة لرفد ساحات المعركة . ثلة من الشباب المؤمن بتوجيه ورعاية ومتابعة أبوية من وكيل المرجعية الرشيدة الأول في جنوب العراق كانت مبادرتهم متعاضدة وشاملة ومتكاملة ليلبوا نداء مرجعيتهم بأصدق وأروع تلبية وعلى مختلف الصعد فمن ناحية بادروا بإنشاء (معسكر المختار) لتدريب المتطوعين من الشباب الأبطال مستعينين بذوي الإختصاص والخبرة وبعدها رفدوا قواطع العمليات وساحات القتال بوافر من المجاهدين الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات وهوى البعض منهم صريعآ ونال وسام الشهادة وروى بدمائه الزكية أرض الوطن ، ومن ناحية أخرى عكفوا على إسناد جبهات القتال بالدعم اللوجستي وبشكل مستمر بالعديد من المواد التي يحتاجها المقاتل وبمختلف الظروف المناخية والعسكرية والميدانية. وهكذا هم منذ البداية وحتى هذا اليوم الذي إحتفلوا فيه في الذكرى السنوية لإنطلاقتهم يعملون كخلية نحل وكأنهم يرسمون أروع لوحة تتألق في سماء العزة والكرامة والشرف تلبية لنداء المرجعية في الدفاع عن وطنهم الحبيب .