تمر علينا الذكرى السابعة والستين للنكبة الأليمة، التي مازال يعيش فصولها شعبنا من جيل الى جيل بالرغم من انقضاء العقود الطويلة من ولادتها. والجديد في الأمر، أن ذكرى النكبة الفلسطينية لهذا العام، تمر والحال الفلسطينية والعربية مختلفة عن الحال التي سادت في السنوات الماضية.
حيث يشعر الفلسطينيون اليوم، واللاجئون منهم على وجه الخصوص، أن قضيتهم الوطنية باتت الان امام ظروف مغايرة لما ساد طوال سنوات التفاوض التي جرت منذ انعقاد مؤتمر مدريد عام 1991 حيث ان قضيتنا تعرضت إلى طعنات في الخاصرة من قبل بعض اخوتنا العرب الذين سارعوا بالتطبيع مع هذا الكيان الغاصب المجرم الذي لا يريد الخير والامان للمتطقة العربية ..
فاحياء هذه المناسبة الأليمة ، هي لإعادة شحذ الهمم من جديد لمواصلة طريق العمل المضني من أجل إبقاء جذوة القضية الوطنية للشعب الفلسطيني حية، باقية، بالرغم من سيل الضغوط والمشاريع الخارجية الهادفة لطمس حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
وإهالة التراب عليه لدفنه إلى الأبد، وتكريس الحلول الاستئصالية له عبر الدول الداعمين لاسرائيل وعلى رأسهم امريكا , التي ما زالت متناقضة بقراراتها والدعم المستمر لهذا الكيان المجرم , ومحاولتها لأسقاط حق العودة للاجئين الفلسطينيين التي سلبت اراضيهم تحت تهديد السلاح .
ان امريكا لليوم تنتهج الاسلوب نفسه منذ احتلال فلسطين تصمت امام الاطماع الاسرائيلية وحض هذا الكيان الفاشي على رفع وتيرة اعتداءاته الاجرامية اليومية المتواصلة ضدهم , واثارة العداوة وافتعال التقاتل في ما بينهم ومحاصرتهم عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وطبياً وصولاً إلى العداوة وافتعال التقاتل في ما بينهم , لاستمرار اهدافهم الطامعة على ارض فلسطين .
خمسة وسبعين عاما مضت وكأنها الدهر كله, فعام يمضي ويتبعه اخر , ذلك العام الذي كان البداية لمأساتنا المتواصلة .
في يوم النكبة . حيث اقتلعنا من أراضينا واستبيحت حرماتنا وأخراجنا من ديارنا بغير حق , انها النكبة الكبرى التي ألمت بشعب اعزل صغير تحت سمع وبصر العالم كله , ليشطب اسم فلسطين عن الخارطة وليصبح اسم الفلسطيني مرادفا لكلمة لاجيء .
وعلى الرغم من ان السياسيين اختاروا 15-05-1948 لتأريخ بداية النكبة الفلسطينية , الا ان المأساة الانسانية بدأت قبل ذلك بكثير.. ابتداء من عام 1937 عندما كانت العصابات الصهيونية الارهابية تهاجم مدناً وقرى وبلدات فلسطينية بهدف ابادتها ودب الذعر في سكان المناطق المجاورة لتهجير سكانها لاحقاً , فكانت مجزرة سوق حيفا ومجزرة القدس و مجزرة العباسية في يافا ومجزرة باب العامود ومجزرة دير ياسين وغيرها العشرات مما شهد عليه التاريخ , وما اكبر الخطب .
لا زالت المأساة مستمرة, مرورا بنكسة عام 1967 , وضياع ما تبقى من ارض العروبة فلسطين واجزاء من دول عربية مجاورة وتهويد قدس الأقداس وموجة اخرى من التهجير الممنهج ناهيك عن عشرات الألوف من الشهداء والجرحى والأسرى وانتهاء باتفاقية مأساة أوسلو المعطلة , كل ذلك تحت صمت وخزي عالمي وعربي رسمي .
اننا كلاجئين واصحاب قضية لا غبار عليها , ندرك اليوم تماما ان المهمة الرئيسية الماثلة امام جميع ابناء شعبنا الان , هي الخلاص من الاحتلال , ونحن نؤكد اليوم اكثر من اي وقت مضى ان الشعب واحد موحد والقضية واحدة لا تتجزأ وجوهرها كما كان على مر السنين هو قضية اللاجئين وانجاز حق العودة , ونشدد على رفضنا كافة مخططات التوطين والتهجير والتعويض بديلا عن العودة ..