22 ديسمبر، 2024 7:47 م

اغلب من عاش وقت دخول القوات الامريكية للعراق وبداية شن الحرب كانت تعتمرة مشاعر مختلفة بين فرح بقرب الخلاص من صدام وبين خوف أن تكون التوقعات صحيحة بأمتلاك العراق أسلحة كيماوية ربما يستخدمها صدام لضرب الشعب والفتك به كما في الحروب السابقة وتسليم الوطن تراب كما كان ازلام النظام يبثون الاشاعات لارهاب الشعب وتحذيره من التحرك أو التظاهر ضد الديكتاتور

كما كان العراقيون يعيشون كذبة استطاع الإعلام الموجه للنظام وجلاوزتة ترسيخها في عقول العراقيين بأن العراق لا يقهر والجيش العراقي سيتصدى لامريكا و ستتراجع أمريكا في النهاية مثل ما حصل في حرب الكويت وتترك العراقيون يواجهون مصيرهم التعيس مع النظام العبثي .

لذلك اغلب العراقيين الساخطين على صدام وجلاوزته المتخوفين من انتقام الأجهزة القمعية في حال إعلان تأييدهم للغزو ساكتين لحين رؤية الصنم يسقط في ساحة الفردوس عنها تأكد الخلاص من الهدام .

لكن في النهاية كان النظام منخور من الداخل ولم تنفعه عنترياته الفارغة وتم الامساك بقائد النظام بحفرة مثل الجرذان .

 

إن فرحة دخول القوات الامريكية والتخلص من صدام كبيرة لكنها للأسف لم تكتمل تلك الفرحة بسبب الأخطاء المقصودة وغير المقصودة من القوات الامريكية التي جعلت اغلب الشعب يتحسر على كثير من الأمور التي لا يدري متى وكيف يحصل عليها .

من أهم الأخطاء التي ارتكبت من قبل القوات الأمريكية هي السماح بنهب المؤسسات الحكومية وحرق أغلب الوثائق التي تخص الدولة العراقية وفتح أبواب المؤسسات والمتاحف والمكاتب لسرقتها من قبل اللصوص وقطاع الطرق امام انظار القوات الأمريكية .

من يظن ان القوات الامريكية ارتكبت هذا الخطأ بغير قصد فهو واهم ومن يبرر للقوات الامريكية السماح بالسرقة لعدم قدرتها على حماية المؤسسات و الوزارات والمقرات الحكومية والمتاحف والمكاتب والجامعات لكثرتها فهو في ضلال مبين فعدد القوات الداخلة بالالاف وكان بالامكان وضع بعض العربات امام البنايات المهمة او فرض حظر التجوال في العراق لامكن حماية الكثير من تلك البنايات ولما ضاعت ملفات مهمة عن تلك الفترة ولا سرقة آثار العراق وكان بالإمكان حمايتها مثل ما حصل لوزارة النفط.

من الأخطاء التي ارتكبت في العراق هي ترسيخ فكرة التوافق في الحكم من اول ايام الاحتلال بتأسيس مجلس الحكم الذي أظهر البلد ممزق ولابد ان ترضي جميع الأطراف حتى تصبح ديمقراطية حقيقية في العراق .

ومن الاخطاء ايضاً هو اعطاء الحكم لأشخاص لم يعيشوا معاناة العراقيين في الداخل

أشخاص قضوا الشطر الأكبر من حياتهم في الخارج انفصلوا عن عادات وتقاليد العراقيين

نسوا كيفية التعامل مع الشخصية العراقية

لن يستطيعوا ان يفهموا او يستوعبوا التغيرات والضغوط التي جرت على عراقيي الداخل طيلة حكم الديكتاتورية لذلك أصبح القادة في وادي والشعب في واد آخر مما اضطر القيادات أن يجربوا طرق مختلفة لاستيعاب وايجاد حلول لمشاكل تفاقمت اكثر واكثر .

من الأخطاء التي لا يمكن نسيانها ايضاً ولا يمكن عدم الوقوف عليها .

هو حل الاجهزة الامنية من جيش وشرطة والبداية من الصفر وهذا خطأ فادح وقعت به القوات الأمريكية بينما كان بأمكانها طرد الشخصيات او الرتب المتورطة في جرائم ضد العراقيين والإبقاء على هيكلية الجيش والشرطة والاجهزة الاستخباراتية واعادة هيكلتها من جديد دون الاضطرار لتفتيتها وضياع خبرات كبيرة منها .

ان من اوصل العراقيون لان يستقبلوا القوات الغازية بالترحاب هو كراهيتهم للنظام الظالم الذي مزق الشعب وقرب فقط اقاربة دون بقية الشعب وجوع الناس وهو يعيش في القصور وقتل الابرياء على تهم كيدية او وشاية مضللة وبذر الطائفية على حساب الهوية الوطنية.

لذلك لا يحق لكائن من يكون ان يلوم العراقيون على ذلك .