18 ديسمبر، 2024 7:22 م

في ذكرى الرحيل:علاقتي البحثية بالشاعر محمود درويش

في ذكرى الرحيل:علاقتي البحثية بالشاعر محمود درويش

أولا: مرحلة البكالوريوس:

تعرفت إلى محمود درويش أولا بوصفه شاعرا من شعراء المقاومة في المساق الجامعي “تذوق النص الأدبي” وكان أن تذوقنا مع أستاذنا الدكتور عادل الأسطة مجموعة من النصوص كان من بينها نص بعنوان “رحلة المتنبي إلى مصر” ورسالة درويش “يهطل المطر وتنبت الحقيقة” التي يخاطب فيها صديقه الشاعر سميح القاسم. ثم تسير بنا مواد تخصص اللغة العربية فندرس الأدب الفلسطيني الحديث مع الدكتور الأسطة أيضا، فأتعرف أكثر على الشاعر درويش، فأشتري ديوانه، إذ أحضرته لي والدتي من الأردن في عام 1994 أو قبل ذلك بعام ربما. فقرأت الديوان، ومن ثم أخذت أتابع دواوينه واحدا واحدا. وتكون خاتمة مرحلة البكالوريوس بعمل بحث ضمن مساق “البحث العلمي” مع الدكتور يحيى جبر فأتكلف بعمل دراسة خاصة حول مدلول كلمة “القمر في شعر محمود درويش”، بالإضافة إلى بحث أتتبع فيه بحقول دلالية مفردات الكواكب والنجوم في ديوان النابغة الذبياني وديوان امرئ القيس. لقد امتدح الدكتور المشرف عليّ حينها عملي في هذا البحث، لكنه ضاع للأسف في فترة كنت لا أمتلك ما يوفر لي نسخة مصورة من البحث، كما ضاعت كل أبحاث فترة البكالوريوس للسبب ذاته، وكنت قد بذلت فيها مجهودا بحثيا جيدا، أهلني لأكون باحثا جيدا عند كل من تلقيت العلم على يديه في قاعات الدرس الجامعي.

ثانيا: مرحلة الماجستير:

لا أذكر الآن تماما أننا درسنا شيئا من شعر محمود درويش في هذه المرحلة، ولكنه لم يغب عنا بالتأكيد، لأن أساتذة الأدب الحديث في الجامعة في تلك الفترة العادلان: الأسطة وأبو عمشة كانا كثيرا ما يرددان اسمه وأشعاره. كان ثمة تركيز على الرواية، وأذكر أننا توقفنا عند رواية أحمد حرب “البقايا- أرض الميعاد”، وحللتُ رواية “صيادون في شارع ضيق” لجبرا إبراهيم جبرا، وأتذكر أنني حصلت تقييما جيدا جدا في ذلك التحليل. جعلني أحتفظ بالبحث، ليكون بعد أكثر من عشرين عاما في كتابي “ملامح من السرد المعاصر- قراءات في الرواية” كأول بحث أنجزته، وكأقدم دراسة في هذا الكتاب. فكان من عادة الدكتور الأسطة أن يقرأ الأبحاث ويقيمها من الجوانب كافّة، ويردّها لنا ثانية، على العكس من الأساتذة الآخرين، فلم يكونوا ملزمين أنفسهم بإعادة أبحاثنا لنا، فضاعت كثير من الأبحاث، ولم يتبق منها غير بحث آخر نحويّ بعنوان “أبو العباس المبرد نحويا وكتابه الكامل في اللغة والأدب” كان لحسن الحظ مطبوعاً، إذ لم يكن شائعا الحاسوب شيوع هذه الأيام، فلم نكن نطبع الأبحاث في المراكز المخصصة للطباعة إلا إذا تيسر لنا الأمر ماديّاً. فكنا نكتب الأبحاث في العادة بأيدينا، ومراجعنا فيها كلها حقيقية من المكتبة.

يعود درويش إلى مركز الاهتمام عندما قدمت خطة البحث لرسالة الماجستير، وكانت بعنوان “السخرية في الشعر الفلسطيني المقاوم بين عامي 1948-1993″، وتم تعيين الدكتور الأسطة مشرفا عليّ، وضمت الرسالة البحثية ثلاثة فصول بعد التمهيد كان لدرويش حضور فيها جميعا، فدرست السخرية في أشعاره بين عامي 1964 وحتى 1966 ضمن الفصل الخاص بالسخرية بين عامي (1948-1967)، ثم يحضر ثانية في الفصل الثاني، فتناولت أشعاره مع شعراء آخرين بين عامي “1967-1987″، لقد كان أهم ما تناولته من شعر درويش في هذه الفترة مجموعة قصائده المعنونة بـ”خطب الدكتاتور الموزونة”. ثم في الفصل الثالث المخصص لبحث السخرية في شعر الانتفاضة، تناولت قصيدته الإشكالية “عابرون في كلام عابر”.

بقيت هذه الأطروحة مخطوطة لم تنشر على أهميتها وريادتها، وكثيرا ما نصحني الدكتور الأسطة بعد ذلك بنشرها، فهي تعد مرجعا مهما لكل من بحث ظاهرة السخرية في الأدب والشعر الفلسطيني تحديدا، وبالفعل لقد كانت مرجعا لكثير من الدارسين بعدي، بل أيضا لباحثين يتقدمون بأبحاثهم لنيل الترقيات الجامعية كما فعلت إحداهن في إحدى الجامعات العربية عندما درست مجموعة خطب الدكتاتور الموزونة لم يكن لها بد إلا أن تشير في دراستها إلى جهدي البحثي المبذول في هذه الأطروحة. وبسبب ما قدمتُه في الأطروحة من تحليل وافٍ أيضا يتم رفض بحث أحدهم عندما يكون أحد المحكمين الدكتور الأسطة، لأنه كما أبلغني أن الباحث لم يضف جديدا لما قدمتُه قبله، وكذلك لم يشر إلى ما قدمته بوصفه دراسة سابقة، بل لم يطلع عليه كما كان غالبا على ظن أستاذي الدكتور عادل الأسطة.

لم ينس الأستاذ أمر الأطروحة فيرشحها في أوائل عام 2020 لتكون ضمن إصدارات وزارة الثقافة مع أطروحتين أخريين، وأتت كورونا وأزمتها وتعطل كل شيء، وبقي ما كتبته عن درويش في هذه الأطروحة مخطوطا لم ينشر. وعندما استأنفت الوزارة مشروعها في طباعة الكتب، كانت المخطوطة تعاني من مشاكل في ضبط التوثيق، ونظرا للانشغالات الكثيرة لم أقم بإصلاح التوثيق، وإلى الآن لم أقم بذلك، فتم التخلي عن نشرها، ليطبع بدلا عنها ديوان شعر بعنوان “وشيء من سرد قليل”.

أتخرج من رحلة الماجستير وقد قرأت كل أشعار درويش وكثيرا من نثره، وحرصت على أن أقرأ أكثره فيما بعد، وتعرفت إلى مجلة الكرمل، وتابعت أعدادها التي صدرت في فلسطين منذ العدد (50) وحتى العدد (90) حيث توقفت عن الصدور، ولم تكمل “الكرمل الجديد” مسيرتها إلا ببضع أعداد فقط وتوقفت أيضا عن الصدور.

كنت شغوفا دائما بقراءة أي حوار يجريه الأدباء مع درويش وينشر في الكرمل وقراءة الافتتاحية التي يكتبها درويش، ومنها افتتاحيته الخاصة أحيانا لأعداد قليلة بقصائد شعرية كقصيدة القربان الذي تحدث فيها عن الشهيد محمد الدرة. ولأجل متابعة درويش وحواراته والنقد المكتوب عنه تابعت واقتنيت أعداد مجلة مشارف التي كان يرأس تحريرها إميل حبيبي، ولدرويش حضور طاغٍ فيها بطبيعة الحال، ومجلة “الشعراء” أيضا التي كانت تصدر عن بيت الشعر الفلسطيني، ولدرويش الحضور ذاته، وقد خصصت المجلة عددا ممتازا للاحتفاء بدرويش المختلف، عددا ضخما ببضع مئات من الصفحات، كتبتها عشرات الأقلام من الكتاب الفلسطينيين والعرب، هذا العدد الذي تحول فيما بعد إلى كتاب صدر في عمان.

ولعل أهم كتاب نقدي قرأته يخص الشاعر محمود درويش في تلك الفترة (مرحلة الماجستير) هو كتاب شاكر النابلسي “مجنون التراب”. هذا الكتاب المجلد الضخم، يتجاوز (500) صفحة مع أنه من الحجم الوسط، يسير بقارئه رويدا رويدا ليعلمه خبايا النص الدرويشي، ولهذا الكتاب على وجه التحديد، الفضل الكبير عليّ في أنه علّمني مفاتيح القصيدة، وكيفية التعامل معها، وآليات تفكيكها لفهمها أولا قبل الكتابة عنها، متكاملة مع نصيحة أستاذي ومشرفي على رسالة الماجستير دكتور عادل الأسطة أنك إذا أردت أن تفهم درويش عليك أن تسير معه وتتبعه تاريخيا، وتقرأ نثره وحواراته وما يكتبه من مقالات وافتتاحيات. وكأنه يريد من قارئ درويش أن يفهم الحالة أو الظاهرة الدرويشية التي كانت سببا في إنشاء النص.

ثالثا: القراءات الخاصة المتحررة من المنهج

بالفعل، لقد كانت هذه الطريقة ناجحة تماما، جعلتني أصرف كثيرا من الجهد المنظم فيما بعد لدراسة درويش، وإن قدمت حوله قراءات متناثرة هنا وهناك من شعره ونثره إلا أنني ربما صرت أكثر قدرة على فهم النص وما يتحكم فيه من خلفية معرفية وثقافية. وأنجزت بعد رسالة الماجستير كتابي الذي جمعت فيه كل ما كتبته عن درويش بعد مرحلة الماجستير وجاء تحت عنوان “في ذكرى محمود درويش” واحتفلت بإطلاقه في الخامس عشر من آذار 2016 في متحف محمود درويش في رام الله بعد يومين من انطلاق فعاليات أسبوع الثقافة الوطنية التي تبدأ عادة بتاريخ 13 آذار (يوم ميلاد درويش، وهو اليوم المعين ليكون يوما للثقافة الفلسطينية)، كما استضافتني في هذا اليوم للحديث عن الشاعر والكتاب فضائية جامعة النجاح الوطنية في البرنامج الصباحي.

كان حدث إطلاق الكتاب في المتحف مهما جدا بالنسبة لي، على الرغم من قلة عدد الحضور في ذلك اليوم، كان يوما ممطرا مطرا غزيراً، إلا أن التغطية الإعلامية للحدث كانت أمرا أكثر توفيقا من الحضور نفسه. فشعرت بعدها أن الظروف تساعدني لترفعني على كتفيها، لأبدو كاتبا وباحثا في أشعار درويش في ذكرى مولده. ولم أستطع التخلص من سيطرة درويش البحثية عليّ، فحضر مرة أخرى ضمن كتاب “بلاغة الصنعة الشعرية” بمقال “درويش تلك الظاهرة الشعرية الفريدة”، هذا المقال الذي يمتدحه الدكتور سليمان جبران فيرسل لي رسالة عبر الإيميل يقول فيها: “الأستاذ فراس، تحيّة. قرأت مقالتك عن درويش، والصرح الذي أقيم تخليدا له، بحقّ! يبدو أنّك من العارفين قدر درويش شاعرا، فاسمح لي إطلاعك على كتابي عن الصديق محمود. نشر الكتاب في بيروت وفي حيفا. مع احترامي/ سليمان جبران”، وأرسل إليّ نسخة إلكترونية من كتابه حول شعر درويش: “الإيقاع في شعر درويش – نظم كأنّه نثر”.

بعد هذا الكتاب لم يتوقف البحث في عوالم محمود درويش الشعرية والنثرية، فتكاثرت المقالات والاجتهادات البحثية، ليحتل حيّزا لا بأس به في كتابي المعد للنشر “في حضرة الشعراء” في الفصل المخصص بالقراءات النقدية، وفي الفصل الخاص بجمع بعض قصائده التي لم تنشر سابقا في أي ديوان أو كتاب لدرويش، وحصّلت كمّا لا بأس به من القصائد في هذا الباب لكبار الشعراء، وكان لدرويش النصيب الأكبر من هذه القصائد غير المنشورة. إن ما كتبته في هذا الكتاب “في حضرة الشعراء” عن درويش يعادل كتابا كاملا، ربما فكرت أن أجعله كتابا خاصا. لم أحسم الأمر بعد.

لقد تركت هذه المعايشة في نفسي شيئا كبيرا معترفا به وبقوة من حب درويش الشاعر الفذ، ربما بسبب هذه المحبة كثيرا ما دافعت عن الشاعر فيه ضد ما تعرض له من هجوم بعد رحيله، واتهامه بالسرقة، فكتبت مقالا أغضب المحرر الثقافي لبعض الصحف العربية وتوقف عن نشر ما أرسلته له لاحقا من مقالات نقدية، بل صار يتجاهلني تماما، وبقي على هذا الاختفاء والتجاهل إلى أن ترك الصحيفة ومسؤولية التحرير الثقافي ليتواصل معي ويعرض علي دواوينه التي سبق له أن نشرها، لمراجعتها ولأبدي رأيي فيها، استعدادا لإصدارها في مجموعة كاملة، كان قد وعده بنشرها وزير ثقافة ما، لكن الوزير تغيّر، وبقيت المجموعة الناجزة الكاملة من أعمال هذا الشاعر في عداد الغيب، ربما تنتظر وعدا جديدا من وزير ثقافةٍ جديد. وليس كل الوزراء سواء أيها الشاعر المنتظر، وربما لسوء حظه أن وزيرنا الحالي روائيّ وليس له من الشعر نصيب يذكر، هذا ما نعلمه- نحن الكتاب- وربما كان شاعرا ونحن لا ندري. من يعلم؟ ربما

وبسبب هذا الحب للشاعر درويش ولنصوصه العبقرية التي تطربني وتغذيني لغة وشعرا وإيقاعا دخلت معمعة الابنة المفترضة التي أثارها مقال سليم بركات “محمود درويش وأنا”، وشاركت في ذلك الجدل الذي ربما بدا للبعض كأنه معركة دونكشوتية لا طائل من ورائها، فكتبت مقالات عدة أغضبت أناسا وأرضت آخرين، لكنها في النهاية كانت تعبر عن مواقفي تجاه شاعر أثّر فيّ كثيرا، بل ربما وجد كثير من الدارسين أنني أتناص مع كثير من قصائده في أشعاري.

لقد ذهبت أبعد من هذا؛ عندما استوحيت من تجربته بكتابة قصيدة “هي جملة اسمية” فاتخذت من اسم النص الدرويشي اسما لديوان لي معد للنشر بالاسم نفسه “هي جملة اسمية- كتابٌ لا فعل فيه”. وبوحي من هذا النص الخارج عن السياق تفتّقت عندي ملحوظات جمة حول الشعراء وتقنية الكتابة بالجملة الاسمية وخصصت لها وقفة بحثية معمقة نشرت تحت عنوان “تقنية الكتابة بالجملة الاسمية”، أسفرت حسب ظني إلى استنتاجات مهمة تخص الشاعرية العربية، تابعتها ببحثين آخرين يبحثان في حضور الاسم أو فلسفة حضوره، أولهما “لماذا علم الله آدم الأسماء كلها؟”، والآخر يرصد حضور الاسم في الترجمة العربية لبعض النصوص من الشعر الإنجليزي تحت عنوان “الجملة الاسمية والترجمة”.

ثم توسعت الأبحاث لتشكل دراسة متكاملة من زوايا متعددة، تبحث في الاسم وفلسفته كذلك، جعلتها مقدمة مطولة للديوان نفسه. وكنت قد ناقشت هذا المشروع مع الدكتورة ريم غنايم، وهي تجربة مختلفة في الشعر ونقده أرجو أن ترى النور قريباً، بعد أن تعطل نشر الكتاب بقسميه، حيث كان من المقرر أن تنشره دار روافد المصرية، فتوقف الناشر عن المضي قدما في ذلك، بعد أن تم توقيع العقد بيننا قبل ما يقرب من عامين، ولم أدر السبب.

لا شك في أن درويش شاعر عظيم، أحبه شاعرا، ولا أرى أنّ شاعرا يمكن أن يشبهه أو يضاهيه شعرا، وأسلوبا وأناقة في القصيدة، فقد حقق درويش القصيدة الصافية الخالية من الزوائد، لا شيء فيها زائد عن المعنى، فإما أن يتساوى اللفظ فيها مع المعنى، وإما أن يزيد المعنى عن اللفظ، أما أن يزيد اللفظ عن معنى السطر أو البيت أو النص فهي ثرثرة ممقوتة في عالم الشعر تخلّص منها شعر درويش، فجاء شعره صافيا صلباً معنى ولغة، وكل حرف له وزنه في المعمار الفني للقصيدة، فقرب النص الدرويشي ليكون مُعْجزاً.

هذا هو درويش شاعرا وناثرا من وجهة نظري، أما سياسيا وفكريا، فكثيرون يختلفون معه، وربما أختلف معه كثيرا في قضايا سياسية متعددة، وذكرت ذلك في كتاب “بلاغة الصنعة الشعرية” عندما ناقشت “ظاهرة الشعراء المدجنين”. إن حب درويش وشاعريته الفخمة شفعا له عند كثير من القراء، حتى عند القرّاء المتدينين الذين يحبون شعره ويترنمون به ويقتبسونه مرارا وتكرارا على صفحاتهم الفيسبوكية وفي كتبهم، وربما في بعض مكاتباتهم وخطبهم الرنانة. عدا حضور الشاعر الخلّاق في الدراسات النقديّة التي لم تكن لتتوقف حتى بعد رحيل الشاعر، فما زال النقاد يعتاشون على أشعاره في دراساتهم ومقالاتهم.

درويش يبقى الشاعر الفخم الذي لا يتكرر، وحسبنا منه شعره، وكل ما هو خارج هذه الدائرة لا يعنيني أنا شخصيا، ولا أبني عليه أية مواقف، وربما لا يكون له عندي أثر في توجيه النص لِلَيّ عنقه ليؤيد أمرا متوهما أو حتى ردّ تهمة يبغي الآخرون إلصاقها به، ومهما اتخذ من آراء سياسية أو مهما أحبّ أو غرق في علاقات شخصية، فليحاسبه عليها من شاء أما أنا فلي منه شعره الذي أحبه. وأي شاعر ليس له من العلاقات ما يعجز هو ربما عن حصرها فليقف لدرويش بالمرصاد؟ فالظهور أحيانا بملابس القدّيسين يجعلنا نكتة لا تثير إلا الاشمئزاز، لأنها بلا شك نكتة تافهة وساذجة لا يتوقف عندها عاقل ليسمعها عدا أن يحفل بها ويمنحها شيئا من الاهتمام.