23 نوفمبر، 2024 4:05 ص
Search
Close this search box.

في ذكرى الرحيل

محطات كثيرة نمر بها في هذه الحياة, ولكل محطة وقعها الخاص في نفوسنا, هذه المحطات تارة تكون حالة مُعاشة وتارة تكون ذكرى.

في كل المحاطات هناك المحزن منها, ومنها المفرح, تنبض قلوبنا شغفا بالمفرح, وتعصتر ألما للحزن.

للحزن معنا -وخصوصا نحن كعراقيين- له حكايات وحكايات, فهو ممزوج بالفقد دائما, ونحن نرى أقمارا تتهاوى تلو الأقمار, وما بين الحين والحين الآخر, نفجع بفقد عزيز كان له أثرا في نفوسنا, قد رحل وتركة بصمة في حياتنا وترك معها كثير من الوجع.

أن تفقد إنسانا مؤمنا, وعالما جهبذا, ووطنيا فذا, ومخلصا شريفا, لعمري هي خسارة فادحة, وهي صورة من حزن قد شملت جميع ألوان الأحزان.

حينما أقف في تأبين السيد عبد العزيز الحكيم قدس سره, يرتسم في مخيلتي شذى ذلك العطر للعائلة العلوية الكريمة, وتتجسد أمامي صورة المرجع الكبير الذي كان معطاءا في كل شيء, في علمه وورعه وتقواه, في صبره وتحمله الأذى, في جهاده وفداه, وتتأكد أمامي تلك التربية العملاقة التي زرعها السيد محسن الحكيم قدس سره في بنيه, الذين ما شذ منهم أحد ولا انحرف, حيث ينقل عن أحد العلماء أنه يقول “نحن نغبط السيد محسن الحكيم بأن له عدد كبير من الأولاد ولم يشذ منهم أحدا”

نعم إن ذكرى الفقد برحيل السيد الأصغر من ولد المرجع الحكيم, هي ذكرى مؤلمة, لرحيل جهبذ من جهابذة السياسة العراقية, وعلما من أعلام المقاومة العراقية, ورمزا من رموز الجهاد.

تقف الكلمات عبرى, ويدمع الحبر, وهو يكتب في ذكرى الوداع الأخير لهذا الجبل الأشم, والحزن لمّا ينقضي, والوجع مازال مستعرا, فأي كلمات تفي حقك يبن الحكيم, وترد جزءا من فضلك حينما حملت العراق وشعبه هما في قلبك, ومدافعا عنه ضد الطغمة البعثية الغاشمة.

فسلام عليك يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا.

أحدث المقالات

أحدث المقالات