7 أبريل، 2024 9:39 ص
Search
Close this search box.

في ذكرى استشهاد علي بن ابي طالب ( ع ) 

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم ينجب التاريخ الاسلامي رجلا مثل الامام علي بن ابي طالب ، فهو العالم والبطل والفقيه والفيلسوف وامام المتقين ، وقد قتل ابطال العرب في اكثر من ثمانين معركة وغزوة خاضها . وكان عمار بن ياسر في معركة صفين قبيل استشهاده وهو رجل قارب عمره التسعين يقول له : سيدي عليك بلباس الدرع من الظهر حتى لا يأتي احد الجباء ويطعنك من الخلف حينها اين سنذهب نحن ؟ قال لعمار ( لا ابقاني الله ان ابقيت عليه ) !

 وروي عن الرسول الكريم ( ص ) بعد ان هاجر من مكة الى المدينة مرغماً ، كان قد بعث بكتاب الى ابن عمه الامام علي بن ابي طالب ( ع ) يبلغه فيه ، اما بعد فاذا وصلك كتابي هذا فاجلب أليّ الفواطم ، والمقصود بالفواطم هنا ، فاطمة بنت اسد وفاطمة الزهراء وفاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب .
وما كان من امير المؤمنين وهو صبي في العشرين من العمر ، الا وشد راحلة الفواطم وسار على قدميه يتبع ضعينة محمد ( ص ) ويهم بالوصول قبل مغيب الشمس ، وفي الطريق شاهد ابو جهل وثلة من اعداء الرسول يتخذون مكانا ليتربصوا بأي شيء يذهب الى محمد واصحابه ، فاوقف الامام علي الضعينة ، وتقدم اليهم من دون ان يعترضوه فقال لهم :
اسمعوا يا معاشر قريش لا تقولوا جبن بن ابي طالب وخرج من حيث لا ندري ، هذه ضعينة محمد انا ذاهب بها اليه ، من احب منكم ان اثري لحمه فليتبعني ؟!
وتلاومت قريش ، قالوا : صبي يخرج بضعينة محمد عدونا اللدود الذي عاب آلهتنا وأفسد شباننا من دون ان نوقفه او نقتله ، وانبرت له قريش واوقفته !
فقال له ابو جهل : ارجع بالضعينة ؟
فقال الامام ، لا والله أم أرجع الى الارض ام يرجع معكم اكثري شعرا !
فتقدم له عبد اسمه مهلع ، وبضربة واحدة قتله الامام !
فقال له ابو جهل ، يا ابن العم انتم ونحن من شجرة واحدة ، فارجع بالضعينة حتى لا تعيرنا العرب ؟
فرد الامام عليه قائلا : لا والله وان احببت ان الحقك بصاحبك فعلت !!!
فعاد ابو جهل واصحابه خائبين من حيث ما جاءوا ، اما الامام ( ع ) فقد اوصل ضعينة نساء الرسول وجسده مضرج بالدماء  .

بهذه الشجاعة والقيم العليا استطاع امير المؤمنين علي بن ابي طالب ( ع ) ان يقتحم التاريخ اقحاما لا نظير له وان يخّلد فيه ويذكر اسمه في كل بطون الكتب العربية والاسلامية وحتى الغربية ..
ذلك ان علي بن ابي طالب كان مقاوماً للظلم والباطل على مدى سنوات عمره ، وظل وعاش واستشهد ومازال نبراساً يحتذى به بالشجاعة ، والرجولة ، والشهامة ، والعدل ، والحق ، والاخلاق العظيمة ، والاخلاص ، والعفو عند المقدرة ، والتسامح ، والمحبة ، والرجولة ، والاصالة ، والعراقة ، والعلم ، وكان سباقاً في حل المعضلات ..

هذا المثال في النبل الرفيع والمواقف الفريدة على مّر التاريخ منذ اكثر من 1400 سنة وحتى يومنا هذا وسيستمر الى ملايين السنين وثمة امثلة كثيرة في تاريخنا .

فسلاماً عليك يا ابا الحسن ونحن نحيي ذكرى استشهادك على يد ابن ملجم الذي خسر الدنيا والآخرة ، لكنه حين ضربك بسيفه المسموم فرددت حينها جملتك الشهيرة ( فزت  بها ورب الكعبة ) . ألم يقرأ السياسي العراقي الغارق في مستنقع الغش والسرقة والرذيلة والقتل والتفجيرات تاريخ امير المؤمنين علي (ع) ليكونوا قدوه له خاصة وان اغلب الاحزاب التي تسيطر على السلطة في العراق هي من الاحزاب والتيارات الدينية التي تنتمي الى شيعة الامام علي !!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب