7 أبريل، 2024 12:34 ص
Search
Close this search box.

في ذكرى استشهاده ..

Facebook
Twitter
LinkedIn
الحسين وقاتلوه العرب ، وحشية العوام وخذلان الخواص.
ليس لمقالي هذا وشيجة بالدين ولا صلة بالمعتقد او اليقين ولا المجادلة في الحق المبين ، وانما هو تفحص لأحوال المجتمع وافعاله ، واخذ العبرة لحاضره ومآله ، قتل العراقيون الحسين وهو ابن بنت رسول الله ..اي أعلى الرجال نسبا واعظمهم حسبا واقربهم الى الحصانة عند الناس سببا ..وقد فعل ذلك عوامهم وبوحشية الجماعة والتكالب المخزي على نفر قليل غرباء عن ديارهم بنسائهم واطفالهم ،بعد ان خذله الخواص منهم وخانوا عهده ! ولايعنيني انهم يبكون عليه اليوم ويتباكون ..ومن فعلة سلفهم يتنصلون ! وأعلم ان الحاكم المستبد في عصره والفاسد في حكمه وامره هو المسؤول الاول عن مقتله سواء امر ام لم يأمر..”فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” ..مهما اختلق له الناصبيون الأعذار وحاولوا طمس مآلات هذا العار…وكل تأويل وتبرير اخر مردود ،فلايقتل رجل بهذه الأهمية والمكانة وفي معركة يعلم بها القاصي قبل الداني ،فيكون الحاكم مستغفلا او بريئا ،! بل هو الاستئثار بالحكم والانفراد بالغنيمة والبطش بكل احد يناهض الظلم والتجبر ولو كان قريبا او نسيبا ..عرب أجلاف عصبيون جمعهم نبي وفرقهم دعي ، اختار الله له صحابته وصفى له قرابته ،فما ان بعدت عنه الشقة واستطالت بهم السنون حتى عادوا لأول حالهم ولكن مع مُلك عظيم هذه المرة وليس صحراء قاحلة لاعزاء لهم فيها الا الشعر والقمر .
اما العراقيون فاذا استبعدنا المبالغات التاريخية القصصية من قبيل الموت عطشا ومنع المؤونة والزيادات التي وضعت بداعي استفزاز المشاعر للمناهضين للحدث الجريمة وللمذنبين على حد سواء ..واذا اهملنا مناقشة تسخير الامر بعد ذلك من قوى اجنبية لصالح تثوير الجرح الطائفي وتعميقه وتفرقة الامة والى الان ، وتوقفنا فقط امام حقيقة لاخلاف عليها وهي ان الرجل قتل من قبل خصومه ولكن بيد انصاره ..مااريده ان الذين قتلوا الحسين او سلموه لقاتليه -على اكثر الروايات تعاطفا مع العراقيين – وما توانوا عن الصبيان ولا النساء قتلا وتنكيلا ..هم من نفس المجتمع الذي خذل اباه وسيد المسلمين وحكيمهم وشجاعهم من قبله فجاؤا به الى العراق من فيافي الصحراء وعجزوا وتكاسلوا عن نصرته حتى قتل بين ظهرانيهم ، وهو نفس المجتمع الذي زحف رجاله قبل ذلك مئات الاميال من العراق لقتل عثمان متكالبين ايضا ومحرضين وبوحشية الجماعة المتغلبة ..وكان لهم ان يحقنوا دمه ودماء المسلمين من بعده بحلول بديلة وكثيرة لولا التوحش والخذلان وقد منعهم مجتمع المدينة عن ان يفعلوا باطفاله ونسائه فعل الاجرام الذي فعلوه بعد ذلك مع الحسين واهله ثم فعلوه ايضا عندما زحفوا الى قصر الرحاب وقتلوا الملك وعائلته وبدأوا بالنساء والاطفال..ولكنهم لم يتجرأوا على الحجاج ولا على صدام ..الا بمعونة الاجنبي ، وهكذا في اغلب وقائع التاريخ ،لاشدة ولاوحشية مع الظالم او الفاسد وانما الاستئساد والتوحش على الضعيف او المعتدل او المهادن المستعد للحوار والملتزم السلامة وان كان حاكما..اما الفاسد السارق القاتل فلا مصادمة معه ولا توحش ..فان ثاروا في النهار وهددوا وارعدوا وازبدوا ..ناموا في الليل وهدهدوا وايدوا ..او جاءهم من يفتي لهم بالتروي او من ينصحهم بالتسامح واعطاء الفرص او بالوعد بالمال او تحسين الحال ..وهو عدو بثياب صديق او بغي بثياب صدّيق…وهم كذلك الى اليوم .ولك فيما تراه حولك عبرة ، يناصبون من بالامس تبعوه ويبكون على من قتلوه ويستنصرون من خذلوه ..ويقودهم الفاسدون ويسوسهم القاعدون ويعاني بينهم الراشدون . والسلام على الحسين واصحاب الحسين وعلى ابيه ابي السبطين والصلاة والسلام على جده امام الثقلين .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب