23 نوفمبر، 2024 6:08 ص
Search
Close this search box.

في ذكرى أحتلالها الثانية هل ستعود الموصل لأحضان الوطن؟!

في ذكرى أحتلالها الثانية هل ستعود الموصل لأحضان الوطن؟!

تمر هذه الأيام ذكرى نكسة حزيران /الموصل/2014 المؤلمة والتي مضى عليها سنتان ولا زالت ترزخ تحت أحتلال عصابات داعش الأجرامية، حيث أستطاعت هذه العصابة في 10/6/2014 من أحتلال مدينة الموصل ثاني اكبر مدن العراق بعد بغداد.
وعلى الرغم من الأخبار المطمئنة من جبهات القتال في قاطع الأنبار/ الفلوجة والتي تؤكد تحقيق الأنتصارات اليومية، وقرب تحرير مدينة الفلوجة، بعد أن تم تحرير كافة المناطق الغربية من مجرمي داعش الأجرامية، ألا من جيب هنا أوجيب هناك.
ولكن كل ذلك لا يضمد جراح كرامة العراق ما دامت الموصل باقية تحت الأحتلال الداعشي لها، فهل سيتم تحريرها عسكريا مثل باقي المدن التي تحررت من مجرمي داعش وأعادتها الى أحضان الوطن؟ من الصعوبة الأجابة على هذا السؤال؟
لأن الموصل لم يتم احتلالها عسكريا! بل تم أحتلالها بلعبة سياسية دولية كبيرة تداخلت فيها المصالح الدولية والأقليمية والمحلية!!، وألا كيف يعقل قيام بضع مئات من مجرمي داعش وفي سويعات من هزيمة قوات من (الجيش والشرطة) ومن كافة الصنوف يناهز عددها الخمسين ألف مقاتل!
مسلحة بأعتدة وأسلحة ومعدات مختلفة (دبابات ومدرعات وصواريخ وهاونات وباقي أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة من بنادق ورشاشات) قدرت أقيامها باكثر من 17 مليار دولار! وبدون أية مقاومة تذكر؟!.
لا أريد هنا، ان أثير المواجع بالسؤال: ماذا حل بنتائج لجنة التحقيق في كيفية أحتلال الموصل؟ التي كانت مجزرة سبايكر التي راح ضحيتها أكثر من 1700 من الشباب العراقيين أحدى تداعياتها؟؟!، ومن هم الضباط المسؤولين عن تلك النكسة الكبيرة؟ وماهي العقوبات التي صدرت بحقهم؟ وهل تتناسب مع حجم جريمتهم التي ترتقي الى مصاف الخيانة العظمى؟!
أعود للقول لا فائدة من ذلك كله! لكوننا سنصطدم بجدار(المحاصصة الحزبية والمذهبية والطائفية والعشائرية) والتي هي فوق القانون وفوق مصلحة الوطن!!، وهذه أخطر وأخبث انواع السرطانات التي تصيب الهيكل السياسي والعملية السياسية لأية حكومة كانت
ومع الأسف أن العملية السياسية بالعراق وكل الحكومات التي توالت على حكم العراق من بعد سقوط النظام السابق كانت مصابة بهذه السرطانات! التي شكلت ستارا قويا أحتمى خلفه كل السراق والفاسدون وكل المقصرين بحق الشعب والوطن، فلا أحد يستطيع أن يوجه أليهم أي أتهام، حتى أذا كانت تهمتهم الخيانة العظمى؟!.
نعود الى صلب الموضوع، ونعيد السؤال: هل سيتم أعادة الموصل الى احضان الوطن؟ وكيف سيكون ذلك؟ وهل سيتم تحريرها عسكريا؟ أقول: أذا سألنا أي أنسان بسيط لا شأن له ولا معرفة بالأمور العسكرية ولا السياسية، عن موضوع تحرير الموصل؟ فسرعان ما سيقول بأستحالة تحريرها عسكريا؟!.
ولتوضيح ذلك نقول: بأن الموصل التي هي ثاني اكبر محافظات العراق بعد العاصمة بغداد، محتلة بالكامل من قبل عصابات داعش الأجرامية، وهي تعتبر مركز الخلافة الأسلامية في العراق بعد الرقة في سوريا!!، ومعظم قادة داعش وكبارهم هم في الموصل، والحياة تسير فيها بالطريقة التي تريدها عصابات داعش الأجرامية برغبة أهلها أم رغم أنوفهم!
وقد أقاموا مجرمي داعش تحصينات قوية وعديدة لصد أي هجوم محتمل عليهم من سواتر الى خنادق تحوط المدينة الى أنفاق وما الى ذلك من أمور أخرى قد لا تخطر على البال!
من جانب أخر ان الموصل يقطنها أكثر من مليوني شخص فهؤلاء حتما ستجعل منهم عصابات داعش الأجرامية دروع بشرية في حال وقوع أي هجوم عليهم، ناهيك عن قتالهم الشرس وشدة بأسهم!، أذا والحال هذه كيف سيتم تحريرها؟ وكم من الوقت والزمن سيستغرق ذلك؟
لا سيما أن طريقة داعش في القتال أصبحت معروفة للجميع عندما يتعرضون للهجوم، وهو تفخيخ المكان بالكامل حتى الحجر ثم الأنسحاب! ليؤخر ويعرقل القطعات المهاجمة ويوقع بها أكبر عدد من الخسائر، كما يحدث الان في معارك الفلوجة!.
أذا والحالة هذه ستضطر القوات العراقية الى قصف المدينة بالطائرات والمدفعية والدبابات؟!، وهذا أذا أفترضنا سينجح، فأنه بالمقابل سيؤدي الى خسائر كبيرة بأرواح المدنيين، لا سيما وكما ذكرت آنفا أنهم يتحصنون بين الأهالي ويجعلونهم دروع بشرية لهم،
مما سيؤدي الى خلط الأمور وأدخالها في موضوع أنتهاكات حقوق الأنسان وهذا بدوره سيؤدي الى أثارة الرأي العام العالمي وكافة منظمات حقوق الأنسان التي تتربص للعراق كل خطأ وزلة!!، وعندها سيخرج الموضوع من كونه تحرير مدينة من الأرهابيين الى موضوع أنتقام طائفي ومذهبي!!،
خاصة أذا أشترك في الهجوم قوات من الحشد الشعبي!، مثلما تروج الان بعض القنوات الفضائية ووسائل الأعلام وكما يصرخ بعض السياسيين ويصرحون عن وقوع انتهاكات لحقوق الأنسان في معارك تحرير الفلوجة!.
أذا في ظل هذه الظروف والملابسات والمداخلات والتعقيدات من الأستحالة تحرير الموصل عسكريا! حتى لو جئنا بكل جيوش العالم لتقاتل معنا!. نعود للتذكير بما قلناه آنفا بأن الموصل أحتلت بلعبة سياسية دولية وأقليمية ومحلية كبرى وبتفاهمات وأتفاقلت فرضتها المصالح القومية العليا لكل الدول التي تدخلت بالشأن العراقي والتي لا تضمر للعراق ألا الشر والسوء!كما لا يخفى وجود النفس الواضح لأطماع تركيا في الأمر ولرئيسها(أردوغان العثماني اللئيم)!.
كما أن أحتلالها بهذه الطريقة اللغز! يدخل ضمن مخطط تقسيم العراق المعد منذ سنوات؟!.
بعد كل هذا,لا أرى أمكانية عودة الموصل الى أحضان الوطن!؟، ألا بلعبة سياسية وبتفاهمات وبظروف جديدة تستجد على الساحة الدولية والأقليمية والمحلية، وهذا ما أستبعده!.

أحدث المقالات

أحدث المقالات