23 ديسمبر، 2024 11:33 ص

في ذكرى أبن الناصرية كمال سبتي

في ذكرى أبن الناصرية كمال سبتي

1

كنت في أربيل حين ابتسمت شاشات التلفاز وهي تعلن موتك ، الدموع الكردية انهمرت شلالات من الموسيقى الألوان الصاخبة ومؤخرات الجينز ، فيما أور التي داعبت حنجرتك العالية بغناء الصيادين كانت تقهقه استغرابا .

شخصيا لم أكن أضع قرنا محددا لموتك ، قلت انك ستموت حينما يغادر الاسكندر بابل أو يوقف الجنرال مود من سعاله البصري ، ولم يعد رامسفيلد يُشتي في المنطقة الخضراء . لكنك مت بعد هذه الأعياد الصينية وتركتك بين اللثغة الجلفية لأهل الهور وبين الحروف الأسبانية صوتك العالي .

من عزلة فنادق الميدان وأصابع حروف المصحح وقلب الطاولات على رؤوس المندمجين مع صوت السيدة الفنتازية أتيت لتسكن أوربا .

ماذا تفعل أوربا لشاعر مثلك ….سوى أن تقصر عمره !

اجزم أن فنادق الميدان تصنع أعمار نوح بفقرها وشعرها وعذابها الهيليني

أما أوربا المشحونة بالضوء وعراك المضاجعة فكنت تقول عنها إنها منتجة جيدة للمجد لكن الحياة فيها قصيرة .

ربما مت وأنت ترتدي بنطلونا قصيرا . وكان قميصك بلون العزوبية

وربما لو كانت عندك حظوظ اله أكدي لأصبحت دوقا لوكسمبورغيا

لكنك كنت بصخبك المدوي ، تنسف كل الألقاب لتعود شاعرا جيدا ، وكمالا سبتيا جيدا .

2

كنت في أربيل وسمعت بكاء الملكة الهولندية ، بكاء الملكات الذي هو منديل خال من الدموع

لكن الأصدقاء اخبروني إن الملكة شبعاد عندما بكت عليك

منديلها صار نهرا يجري وراء ذيل ثوبها الطويل ..

 

3

الجميل في الموتُ انه موت .

والقبحُ فيه انه اختارك أنت ، وكان عليه قبل ذلك أن يختار لك زوجة سومرية ..

4

تعلم كم كنتُ احبك ، رغم انك لاتتصل إلا بعد منتصف الليل

وكنت تقول : لا تنم ، فلسهارى عذوبة الدواوين ،

كنتُ اجمع صوتك في قدور المطبخ ، كي تعرف الهواتف إن الساكن في أسلاكها شاعر ،

وكنت ( أترجاك ) لتعود إلينا

لكنكَ كنت تهمس،

والهمس عندك رعد

بعد المجئ الأول موتي هنا في صباح بارد أجمل ..

وها أنت مُتْ ..

مالذي سيتغير ؟

جميعهم قالوا بحزن مفاجئ : مات كمال

ثم عادوا لإنخابهم ………..!

أربيل / مصيف شقلاوة / 24 ابريل 2006

*اليوم تمر الذكرى الثامنة لرحيله