7 أبريل، 2024 5:19 ص
Search
Close this search box.

في ذكرها.. كيف نفذ انقلاب 8 شباط 1963 ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

في الساعة التاسعة من صباح يوم الجمعة 8 شباط 1963 انطلقت ثلاث طائرات من قاعدة الحبانية الجوية.. الأولى: يقودها الملازم الأول منذر الونداوي لقصف مقر الزعيم عبد الكريم قاسم في وزارة الدفاع.. والثانية: يقودها الملازم فهد السعدون مهمته حماية معسكر أبو غريب بعد سيطرة الانقلابيين عليه.. والثالثة: يقودها الملازم واثق عبد الله رمضان لضرب مدرج القوة الجوية في معسكر الرشيد وتدمير ما يمكن تدميره من الطائرات الجاثمة في هذه القاعدة.. كان الاتفاق أن ساعة الصفر للانقلاب هي مشاهدة طائرة (الهنتر) الانكليزية التي يقودها الونداوي للتنفيذ صفحات الانقلاب..
وهكذا تحركت دبابتان نحو مرسلات الإذاعة في أبو غريب وتمت السيطرة على المرسلات.. ليذيع حازم جواد (القيادي في حزب البعث) البيان الأول للانقلاب.. فيما قامت عناصر من الحرس القومي في السيطرة على مركز شرطة المأمون في منطقة الكرخ.. وتحركت بعض عناصر الحرس القومي الى منازل المسؤولين.. فتم قتل جلال الأوقاتي (قائد القوة الجوية).. وتطويق منزل سعيد مطر احد كوادر الحزب الشيوعي العراقي.. فيما طوقت عناصر أخرى مسلحة قرية قرب ساحة النسور كان ساكنيها من أفراد الانضباط العسكري المؤيد للزعيم عبد الكريم قاسم.. واخذوا يقتلون بشكل جماعي لإرهاب المواطنين هناك.. وهكذا بدا الانقلاب دموياً.

موقف الزعيم عبد الكريم قاسم:
في الساعة الثامنة والنصف صباح يوم الجمعة 8 شباط 1963 نهض الزعيم من النوم ولبسً ملابسه العسكرية.. وفي تلك اللحظات أيقظ عريف الخفر في مسكن الزعيم المرافق قاسم ألجنابي قائلاً له: (سيدي الإذاعة تذيع بيانات خلي نحضر فصيل الدفاع.. تهيأ ألجنابي للدخول على الزعيم فأخذ هاتفه يرن وكان المتكلم عبد الحميد جليل مدير الأمن العام الذي طلب من ألجنابي إبلاغ الزعيم بوقوع انقلاب في بغداد.
عندما دخل ألجنابي للزعيم وذكر له المعلومات قال الزعيم سنذهب الى معسكر الرشيد.. وطلبً من ألجنابي أن يتصل باللواء التاسع عشر.. وهو لواء الزعيم قبل الثورة ويقودها الآن العميد الركن فاضل عباس حلمي.. ثم الاتصال باللواء وكان المتكلم الرائد الركن عبد العزيز جعفر الصندوق.. الذي طلب منه الزعيم تهيئة سرية في باب المعسكر وكرر عليه: “آني جاي ..آني جاي..” وبينما كان الزعيم يهمُ بمغادرة منزله وإذا بالزعيم الركن طه الشيخ احمد (مدير الحركات العسكرية) يصل حيث كان منزله لا يبعد سوى 500 متر.. واقترح على الزعيم الذهاب إلى وزارة الدفاع.. وقال له: “هؤلاء قلة.. بعثيون”.. لم يرد عليه الزعيم.. كما التحق المرافق حافظ علوان المرافق الثالث للزعيم.. كذلك وصفي طاهر مرافق الزعيم الأقدم.. خرج الزعيم بسيارته وتبعته سيارة حرسه والضباط الآخرون باتجاه وزارة الدفاع فشارع الرشيدً حيث كان الوضع طبيعياً.. وكان المواطنون يحيون الزعيم ويرد الزعيم لهم التحية.
دخل الزعيم مقره والتحق في ذلك الوقت الزعيم الركن عبد الكريم الجدة.. واجتمع الزعيم مع أركانه.. وهم: (عبد الكريم الجدة.. طه الشيخ احمد.. عبد الرحمن عبد الستار.. وسعدون المدفعي).. وتم الاتفاق على تطبيق خطة أمن بغداد.. واخذ المسؤولون يتصلون بآمري الوحدات ويعطون الأوامر الشفهية لتطبيق الخطة.. وكانت الأجوبة: (نعم سننفذ الأوامر).. لكن أحداً لم يتحرك بانتظار جلاء الموقف!!
ويحدثنا قاسم ألجنابي قائلاً: (أخذت الجماهير تتقاطر على وزارة الدفاع بشكل كبير.. وهي تطالب بالسلاح للقضاء على المؤامرة).. ويضيف ألجنابي كان في وزارة الدفاع مخازن للأسلحة.. لكن الزعيم رفض توزيع السلاح لهم قائلاً: (لا أريدها حربا أهلية.. سنعالجها).. كما أمر الزعيم قاسم عبد الكريم بإرسال مفرزة من الانضباط العسكري بأقصى سرعة إلى مرسلات الإذاعة في أبو غريب لتامين حمايتها.. وأخرى إلى معسكر الرشيد.. واتصل الزعيم قاسم بآمر اللواء التاسع عشر فاضل عباس حلمي.. لكن حلمي جبنً وانحاز إلى الانقلابين.
كان تلفزيون بغداد يبث برنامجه الاعتيادي فاتصل بهم الزعيم عبد الكريم قاسم.. وقال لهم انه سيأتي لإذاعة بيان.. واخذ التلفزيون يظهر صورة الزعيم على الشاشة.. وعندما همً الزعيم بالخروج وقف طه الشيخ احمد أمامه ومنعه.. واقترح عليه أن يسجل خطاباً ويرسله.. فسجلً قاسم خطابه وسلمه إلى النقيب سعيد الدوري المسؤول عن تدوين خطاباته.. وهذا نصه: (السلام عليكم أبناء الشعب.. أيها الضباط يا أبناء الشعب إن نفراً من أذناب الاستعمار وبعض الخونة الغادرين والعسكريين من أذنابه يحاولون الانقضاض على جمهوريتنا.. ولكن شعبنا المظفر.. شعب 14 تموز واقف لإنزال الضربات الخاطفة بهم وبإذناب العهد المباد والخونة.. أبناء الشعب: إن النصر معنا.. وإننا مصممون على سحق الاستعمار وأعوانه.. فلا تلتفتوا إلى الخونة والغادرين.. فان الله معكم وسوف يعلم الدساسون.. سوف يعلمون عندما توجه الضربات الخاطفة إليهم.. وقد بادرنا بتوجيهها إليهم.. الله ينصركم أبناء الخير الغيارى.. أيها الضباط: اسحقوا الخونة الغادرين اسحقوهم.. إنني عبد الكريم قاسم.. وإننا أقوى واشد عزماً في سبيل الفقراء والنصر لشعب العراق).
اخذ سعيد الدوري الشريط المسجل لهذا الخطاب.. وطلب من المذيع قاسم نعمان السعدي إذاعته.. إلا أن هذا المذيع سلمه إلى الضباط الموجودين في الإذاعة فاخذوه وسلموه إلى قيادتهم الانقلابية.
استمر القصف الجوي العشوائي على وزارة الدفاع وازدادت شدته.. لكن المقاومة لجنود وضباط الوزارة.. بالرغم من أن عددهم ثلث العدد الكلي فقد كانت مقاومتهم باسلة مما دفع بضباط أركان الزعيم الى النزول الى الملجأ مع كبار قادته الموجودين.. ولم يظهر على الزعيم انه خائف أو مرتبك.. وكانت أعصابه قوية ومبتسماً.. وأكد للموجودين بان ثورة تموز لن تموت.. ونحن على حق وحررنا البلد من الاستعمار واسترجعنا قاعدتي الشعيبة والحبانية من القوات الأجنبية.. وان هذه الجماعة خارجة عن إرادة الشعب.. وسنقضي عليها حتماً.. ودوت عاصفة من التصفيق من الجميع.. وخرجوا من الملجأ وأخذت المقاومة تتسع.
ولم تستطع دبابات الانقلابين التي دخلت بغداد بخدعة.. حيث وضعت صور الزعيم عبد الكريم قاسم على دباباتهم خوفاً من أن تقتلهم الجماهير.. فعندما رأت الجماهير البغدادية صور الزعيم صفقوا للدبابات وفسحوا المجال لها لعبور جسر الجمهورية فشارع الرشيد.. لكنها عندما وصلت قرب وزارة الدفاع فتحت نيرانها بقوة ضد الوزارة.. وكان رد المقاومين شديداً مما اضطرهم إلى التراجع خلف ساحة الميدان.
وعلى الصعيد المدني فقد بدأت الجماهير يقود معظمها بعض الضباط القاسمين أو كوادر الحزب الشيوعي المؤيد للزعيم قاسم في المقاومة والسيطرة على مناطق بغداد.. فكانت المقاومة كبيرة في منطقة الشاكرية والجعيفر ومناطق أخرى من الكرخ والرصافة.. حيث سيطرت الجماهير على منطقة باب الشيخ وكانت المقاومة قوية في مدينة الكاظمية حيث أقيمت إدارة مدنية من قبل المقاومة.. وهرب الانقلابيون وحتى القوات العسكرية التي حاولت دخول المدينة وردت على أعقابها!!
كانت الخيانة عندما خرج الرائد عبد الله مريوش احد اقرب سرايا وزارة الدفاع بحجة سحق العناصر الانقلابية خارج الوزارة.. لكنه وجه بنادق سريته نحو الوزارة.. وباءت محاولته بالفشل الذريع.. وحتى عصر ذلك اليوم لم تستطع قوات الانقلابيين من الاقتراب من بناية وزارة الدفاع.. وكان قصفها من مناطق غير قريبة من الوزارة!!.
وفي ذلك الأثناء سجل الزعيم قاسم خطابا آخر وأرسله إلى المقدم جاسم العزاوي/ سكرتيره والمشرف على الإذاعة والتلفزيون.. لكن لم يذع الخبر.. ولم نتوصل إلى حقيقة أسباب عدم إذاعته!.. كما اتصل الزعيم قاسم بمدير الأمن العام عبد المجيد جليل وأملى عليه بياناً.. وطلب منه طبعه وتوزيعه في الشوارع.. وقد دعا قاسم فيه المواطنين إلى عدم احترام حظر التجوال الذي قرره الانقلابيون من الساعة الثالثة بعد الظهر وحتى إشعار آخر.. ودعاهم الى تحدي الانقلابيين ومقاتلتهم أينما كانوا.
وكان القصف العشوائي للانقلابيين يزداد ويتسع ويوقع خسائر كبيرة حتى في المدنيين.. وقبيل الإفطار نظر الزعيم عبد الكريم قاسم إلى لرفاقه وقال لهم: المطلوب أنا.. وكل واحد يستطيع الذهاب الى بيته والتفتً احمد صالح ألعبدي الحاكم العسكري العام وقال له: احمد اذهب الى عائلتك.. وخرج احمد من الوزارة باتجاه نهر دجلة حاملاً قطعة بيضاء!!
وعندما انطلق مدفع الإفطار في الساعة الخامسة والدقيقة السابعة والعشرين حاولت قطعات الانقلابيين استغلال هذا الوقت واستطاعت أن تحدث ثغرة ودخلت إحدى بنايات وزارة الدفاع.. وحاولت مهاجمة بناية الانضباط العسكري.. لكنها ردت الى أعقابها بفعل المقاومة العنيدة التي أبداها المدافعون على نظام عبد الكريم قاسم.. وان الزعيم عبد الكريم قاسم ورفاقه طه الشيخ احمد وفاضل عباس المهداوي وآخرين صائمون وتناولوا الإفطار.
بالمقابل حاول عشرات الضباط والجنود من المجازين والذين كانوا في بيوتهم بسبب عطلة الجمعة الالتحاق بوحداتهم لمقاومة الانقلابيين.. لكنهم كانوا يصلون متأخرين أو فرادى فكان يجري اعتقالهم من قبل بعض الانقلابيين المسلحين.. سواء في أبواب المعسكرات والوحدات العسكرية أم داخل تلك المعسكرات.

المفاوضات والتسليم:
في الساعة الرابعة فجر يوم 9 شباط توقف رمي الدبابات بأمر العقيد الركن محمد مجيد آمر القوة المهاجمة.. فقد اخبر بان هناك مفاوضات مع الزعيم عبد الكريم قاسم وقال العقيد الركن عبد الغني الراوي.. الذي جاء مع داود ألجنابي: (إذا سلم عبد الكريم قاسم نأخذه إلى إحدى غرف الانضباط العسكري وهناك نقلته ونتخلص منه).. لكن خاب ظنهم واستمرت المقاومة.. بالمقابل وازاء المقاومة المدنية للمواطنين في معظم مناطق الرصافة بشكل خاص.. فقد اصدر الانقلابيون بياناً صادراً عن مجلس قيادة الثورة بالرقم 13 جاء فيه نظرا لقيام الشيوعيين العملاء شركاء عبد الكريم قاسم في جرائمه محاولات بائسة لأحداث البلبلة.. فعليه يخول أمر القطعات العسكرية وقوات الشرطة والحرس القومي بإبادة كل من يتصدى للإخلال بالأمن.. وهكذا جرت اكبر جريمة قتل جماعي إنساني لم يقترفها سوى النازيون والفاشستيون!!
رفض الزعيم عبد الكريم قاسم منذ البداية سفك الدماء لهذا رفض توزيع السلاح على المواطنين الذين تجمعوا صبيحة يوم الانقلاب 8 شباط 1963.. وبرغم المقاومة العنيدة للانقلاب ظل يفكر قاسم في حقن الدماء كما لم تجد قيادة الانقلاب طريقاً لحسم المعركة سوى بالتفاوض مع الزعيم عبد الكريم قاسم.. وهكذا أمرت هذه القيادة بجلب يونس الطائي (رئيس تحرير جريدة الثورة ومن اشد المؤيدين للزعيم قاسم).. فذهبت سيارة عسكرية وجلبت يونس الطائي الى مقر الإذاعة العراقية.. الذي اتخذ مقراً مؤقتاً لقيادة الانقلاب.
يقول يونس الطائي: (عصر يوم الانقلاب اقتادني عسكريون من بيتي الى بناية إذاعة بغداد في الصالحية.. وهناك التقيتُ في إحدى الغرف بعبد السلام محمد عارف (الذي عين رئيساً للجمهورية) واحمد حسن البكر (رئيس للوزراء) وعلي صالح السعدي (نائب رئيس الوزراء الانقلاب وأمين سر حزب البعث).. وحال دخولي قال لي السعدي: ستذهب الى زعيمكً والتفتً الى عبد السلام محمد عارف الذي قال له: حقناً للدماء لابد من التفاوض.. وسوف نلبي الشروط ويقدم لمحاكمة عادلة.. وأكمل البكر حديث سابقيه على أن لا يطول الوقت.. ولا بد أن تنتهي المهمة فجراً).. كان ذلك قبيل الفطور.. نقلً الطائي بسيارة عسكرية الى ساحة الميدان.. ومن هناك تمكن من دخول وزارة الدفاع مترجلاً وذلك عن طريق بناية المحكمة العليا الخاصة (محكمة الشعب) وهي قصر الثقافة والفنون.. وحاليا دار الحكمة.. طرح يونس ما لديه.. لكن الزعيم عبد الكريم قاسم لم يرد بكلمة على الطائي.
عاد الطائي الى دار الإذاعة خالي الوفاض فشتمه علي صالح السعدي وأمر بحجزه!! وفي صبيحة اليوم الثاني للانقلاب حلق الزعيم قاسم ذقنه وكان صائماً.. وقرر الاستمرار بالمقاومة.. وكانت مقاومة عنيدة لم يستطع الانقلابيون من التقدم حتى الى سياج وزارة الدفاع.. لهذا بدأت المفاوضات المباشرة مع عبد الكريم قاسم.. فقد اتصل به عبد السلام عارف في محاولة لدغدغة عواطفه.. وقال لقاسم: إن مجلس قيادة الثورة مستعد لإيقاف القتال وحقن دماء الأبرياء وتجري محاكمة عادلة لك.. ردً عليه الزعيم قاسم: (أولاً: لابد أن نحترم مع جماعتي.. وثانياً: أن نبقى بزينا العسكري وبرتبتنا.. وثالثا: يتوقف الانتقام من المواطنين).. فأعلن الانقلابيون موافقتهم بكل هذه الشروط.. وتأكيداً على ذلك جلب الملازم هادي سالم من كتيبة الدبابات الثانية يونس الطائي من مكان حجزه الى الإذاعة الثانية.. واستمع الى جميع الشروط التي وافق عليها الانقلابيون وأخذه الى وزارة الدفاع.
أخيراً تحدد أن تكون التاسعة صباحاً موعد تنفيذ الاتفاق.. ويقول المقدم هادي خماس احد المسؤولين عن إدارة معركة الدفاع رداً على الذين تحدثوا فيما بعد عن استسلام الزعيم عبد الكريم قاسم قال: (للحقيقة والتاريخ إن عبد الكريم قاسم لم يستسلم لنا.. بل تفاوض على إنهاء المعركة.. على أن يحاكم محكمة عادلة.. وكان عند خروجه أنيقاً حليق الوجه غير مهتم بما يدور ويلوح بيده اليمنى الى الجنود.. ويحمل بيده اليسرى راديو ترانزستور صغيراً.. ويضيف المقدم هادي خماس: (وكنا أكثر ما نخشاه في تلك اللحظة الرهيبة والممزوجة بفرحة النصر ورهبة الخوف أن ينطلق من ينادي: (ماكو زعيم إلا كريم).. حيث اندفع الجنود ضاغطين على زناد أسلحتهم موجهين فوهات أسلحتهم الى السماء رميا بلا هوادة.. أو هدف.. كان جحيماً من الأرض هذا ما سجلته في حينه.. ويضيف المقدم هادي خماس قائلاً: (حاول المقدم سالم عبد الحميد خلع رتبة عبد الكريم قاسم فزجرته ومنعته من فعلته هذه).. وكان يسير خلف الزعيم قاسم رفاقه وهم: العميد الركن طه الشيخ احمد.. والعقيد الركن فاضل عباس المهداوي.. والمقدم الركن قاسم أمين ألجنابي.. والملازم كنعان حداد.. وهكذا انتهت معركة الدفاع في الساعة 30 ،12 من ظهر يوم السبت 9 شباط 1963.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب