23 ديسمبر، 2024 7:46 ص

في ذكراه الرابعة عشر هل ابتعدنا عن الصدر كثيراً ؟

في ذكراه الرابعة عشر هل ابتعدنا عن الصدر كثيراً ؟

رغم مرور اربعة عشر سنة على استشهاد ذلك البطل الاسطوري الذي اقل ما يقال فيه أنه كان صدراً!!!
كان صدراً اذ كان في المقدمة في كل ما تتطلبه المرحلة ، وكان صدراً كبيراً يتسع لهموم الامة ومشاكلها ولا يعجز عن الحل، وكان صدراً ملئه العلم والمعرفة، وكان صدراً ملئه الايمان والتقوى، وكان صدراً مليء بالحكمة كأنه عاش أعمار من سبقه، وكان صدراً ملؤه الرحمة لكل من كان حوله.
فهل استوعبنا صدارة الصدر وكنا على قدر المسؤولية ام اننا فرطنا في تراثه العظيم ام لم نستوعبه أصلاً.
وأقصد بنحن كل من ادعى الانتماء لهذا الرجل العظيم بأي شكل من الاشكال.
من يتتبع سيرة هذا الصدر المقدس يجد ان اتباعه او من اتبعه لاحقاً وادعى نفس المسمى كان من احدى الفئات التالية:
1-فئة تفاعلت معه-أو ادعت ذلك- في حياته كلياً او جزئياً بشكل مؤقت لأسباب كثيرة ثم ما لبثت ان تركته الى غيره او الى لا شيء.
أما لأنها أساءت فهم حركته من الاصل وتخيلته صدراً آخر أو لانتهاء المصالح التي كانت السبب في ذلك التفاعل المؤقت.
2-فئة لم تستوعبه في حياته وفهمته فهماً ناقصاً وبقيت تتعامل على هذا الفهم الناقص.
3-فئة ركزت من حياته على جانب معين فقط وفهمت كل شخصية الصدر من خلال هذا الجانب فقط ونست الجوانب الاخرى.
4-فئة تاجرت به وباسمه وبتراثه ولم تقدم شيء جديد للامة.
5-فئة توقفت عند تراثه ولم تتقدم خطوة الى الامام ولم تستوعب المرحلية في حركته وان الزمان غير الزمان.
6-فئة استوعبت ذلك كلياً او جزئياً فكانت بحق تستحق ان تكون حاملة لتراث الصدر المقدس وحاملة لراية تطوير ذلك التراث وهذه التجربة العظيمة.
ربما هذا التقسيم ليس دِقّياً ومتداخل لكونه كُتب على عجالة ولكني اظنه مستوعب لكل أو أغلب الفئات.
قطعاً لو سئلنا الأغلبية الان-ومنهم المتكلم- لقالوا انهم من الفئة الاخيرة!!!!!
لكن هيهات فلكل أمر ضوابطه وأسسه.
فليس من حق من لم يستوعب تراث السيد الصدر حق الاستيعاب أن يدعي ذلك.
وليس من حق من تنكر لكلماته وثوابت خطه ان يدعي ذلك.
وليس من حق من أخذ من السيد القشر-من تقليد صوت او اسلوب كلام او مشي او استخدام عبارات مخصصة- وترك اللب أن يدعي ذلك.
وليس من حق من وقع في الاخطاء التي طالما حذر منها السيد ان يدعي ذلك.
وليس من حق من تطفح “الأنا” من ثنايا كلامه وافعاله ان يدعي ذلك.
وليس ….  وليس …. وليس
الصدر كان واضحاً ورغم كل ما حدث ورغم كل الادعاءات لازال منهجه اوضح من الشمس لكل ذي عينين.
وجواباً على السؤال الذي بدأنا به كلامنا أقول نعم لقد ابتعدنا عن الصدر!!
بعضنا ابتعد عن الصدر كثيراً وكثيراً جداً ابتعد بالاتجاه السلبي اذ تنكر للمنهج وسارع على غير هداه.
وبعضنا ابتعد عن الصدر لأنه بقي يراوح في مكانه ولم يستوعب متطلبات المرحلة فكان مبتعداً لان الصدر لو كان حياً لنهج نهجاً مختلفاً ينسجم مع المرحلة ومتطلباتها فمن يدعي انه بقي على-حد قوله-على منهج السيد وتعامل بتزمت مع اراءه دون وقوف على واقع المرحلة بحجة انه قدس سره اعطى فقه اربعين سنة او غير ذلك من الكلام ،اقول من ادعى ذلك فقد ابتعد عن الصدر كثيراً أيضاً بمقدار الاختلاف بين المرحلتين.
وبعضنا ابتعد عن الصدر بالاتجاه الايجابي أي انه استوعب مرحلته وتقدم خطوة او اكثر الى الامام وهذا ما كان يريده الصدر نفسه وما تقر به عينه
بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره .