23 ديسمبر، 2024 6:04 ص

1 ــ في ذاتنا غائبون, نبحث عنا في تواريخ الأخرين, لا نحن هم ولا هم نحن, على طرقهم فقدنا الطريق الينا, (نرطن) نقاط مذاهبهم, ويرطنون حروف ثقافاتنا, لا نحن نفهم اعجمية نقاطهم, ولا هم يفهمون عربية حروفنا, مذهولون يطوقنا خارجنا ويحاصرنا داخلنا, منذ اكثر من (1300) عاماً, نعد مراحل تاريخنا, بمحطات مصائبنا وعبثية موتنا, منحدرون في مجرى تاريخ زائف, ليس لنا فيه حقيقتنا, قالوا عنا انصار يزيد, وعنهم احفاد نبي الأسلام, لا يزيد عراقي ولا هم عراقيون, ونبي الأسلام عربي, اغلبهم تسللوا الينا من ايران وباكستان وافغانستا, اشكالهم لغاتهم لهجاتهم, مظاهرهم والقابهم ليست عراقية, وككل الغزاة اتخذوا من اضرحة الأئمة (ع), في النجف وكربلاء اوكاراً لهم, يديرون منها مصير العراق, دولة ومجتمع وسيادة وهوية, وادعوا انهم وكلاء الله واوصياء لأدارة شؤون مذهب ال البيت, ومنذ ذلك التاريخ والى يومنا هذا, قطّعوا شريان التواصل, مع التاريخ الحضاري لأجدادنا, وانتزعوا منا هوية الأنتماء.

2 ــ اصبحنا كما نحن عليه, اذلنا الجهل والفقر, تُدار شؤوننا من محافظتي النجف وكربلا, عبر خطبة جمعة مكتوبة في مكان آخر, والمحافظتين تدار من خارجنا, حتى اصبح العراق بكامله محافظة ايرانية, يديرها الدلال والوكيل والدخيل والضيف في افضل حالاته, ومن حثالات المجتمع جُندت حشود الولائيين, في وظائف السمسرة والعمالة, والقتل العشوائي لأبناء الوطن, حتى صار العراق محرقة لأهله, والعراقيون منهكون يهرسهم الجوع والجهل والأذلال, وتشويهات وعاهات اجتماعية واقتصادية وثقافية, ميدان اسود للحزن والكئآبة, والموت المبكر في حياة ميتة, تخدرنا تغيبنا عقائد وشرائع, لا نعرف اصلها من فصلها, ولا نعرف بدايتها معنا من نهايتها, يقبل كبار السن من اهلنا (وعشائرنا!!), يد (السيد!!) وقدميه واطار سيارته,, فقط لأنه يرتدي العمامة السوداء, حتى ولو كانت يده ملوثة بفضلات (البطات) ولحيته بلعاب التغريدات.

3 ــ الكاظمي يصفق لنفسه, لأن اجهزته الأمنية (البطلة!!), القت القبض على ثلاثة من المتهمين بجرائم قتل, في حين يتستر على جرائم, ترتكبها بطات السيد, جريمة قتل اكثرمن (800) شهيد, وجرح اكثر من 35 الف بينهم الاف المعاقين, وعدد هائل من المخطوفين مجهولي المصير, وفيالق من الأرامل والثكالى والأيتام, جرائم بهذا الحجم المرعب, يتطلب القبض على كامل ارهابيي البيت الشيعي, بالمادة (4) ارهاب, ورزمة من المراجع, بين عظيم ورشيد, بتهمة التدخل في الشان العراق, وصمت التحريض على المجازر, وحل اغلب الأجهزة الأمنية وكامل الولائيين من فصائل الحشد الشعبي, وتفكيك الشرائع والعقائد الكاذبة, التي تراكمت على مصير العراقيين, عبرتاريخ زائف (مزور), وبعد تطهيرهوية المحافظات العراقية في الجنوب والوسط, من جداريات التلوث, تُرفع جداريات شهداء ساحات التحرير, وفي واجهات كل محافظة, نصب تاريخي لمن سيستعيدون العراق بدمائهم, ولأنهم اول من اسقط التاريخ المخادع, وموروثات الفتنة.

4 ــ رياح الأكاذيب سوف لن تجري, كما تشتهي السفن الأنتخابية لمصطفى الكاظمي, ومن يراهن على جرائم تيار(البطة), سيسقط في حضيضه, اما تبادل الأدوار بين القتل والسير خلف جنازة الشهيد, كمن يطلق الرصاص على بقايا شرفه وضميره, ويصبح الوجه الأخر لعملة القاتل عادل عبد المهدي, الكاظمي بالوعة اكاذيب جففها التكرار, خسر نفسه ولوث بقايا سمعته, فتجاوزه الرأي العام العراقي, وتركته ثورة الأول من تشرين, يرقع مصداقيته بعتيق التيار الصدري, اما اذا كان يحلم بمستقبل انتخابي, فكمن يشرب السراب, انه ساذج اكثر مما هو كاذب, لم يدرك ان ثوار تشرين, يغزلون الآن على مهل ووعي, موعدهم القادم في ساحات التحرير, ليجعلوا من يوم الأنتخابات القادمة (مبكرة او عادية), يوماً سيغير بأسمهم مجرى التاريخ الوطني, وتنفض الأرض غبار الولائيين عن جلدها, ونشاهد ثانية وجه العراق مبتسماً.