23 ديسمبر، 2024 7:43 ص

في دوائر الدولة …الشروكية …دوما في المرتبة الاخير

في دوائر الدولة …الشروكية …دوما في المرتبة الاخير

انتابتني حالة من التردد …واطلت في اختيار عنوان لمقالتي هذه، وكنت اخشى ان يحسب المقال على المقالات التي تثير التفرقة بين ابناء الوطن الواحد، والحق اقول ، اني اجلت نشر هذه الكلمات ، لاني كنت اعتقد اني كتابتي لهذا المقال هي ردة فعل، غير ان مع تكرر الحالات التي شهدتها وشهدها العديد من معارفي واصدقائي…دفعتني الى الشروع بنشر هذا المقال ، وانا على يقين من كل كلمة وردت بين طياته.
ابتدأ كلامي ومقالتي بحادثة …ومقدما اطلب العفو والسماح من القارئ العزيز… لانني سوف اتطرق الى مواضيع ومشاكل …الجميع يعيشها … ولكن كما يقال …واضعين رؤوسنا في الرمال …وندعي ان لا شيء يحدث …متجاهلين عن علم وعمد الحقائق التي نشهدها في الواقع المعاش.
ذهبت مع احد الاصدقاء لمديرية المرور العامة …لقضاء احدى حوائجه… وهو الرجل قد دعاني للذهاب معه، ليس لكوني “واسطه قوية” بل لان صديقي من النوع “العصبي جدا” ، وكلما يذهب الى مراجعة احدى الدوائر الحكومية ، ينتهي به المطاف في مركز الشرطة، واخر تلك المراجعات لمديرية الجنسية، حيث قضى اربع ايام في مركز الشرطة، على العموم نهضت باكرا، وقطعت موعدا مع صديقي، الذي سوف ارمز له بـ “ابو حاتم”، ذهبنا ووصلنا الى المديرية تمام الساعة السابعة ألا ربع، المفاجئ في الامر اننا وجدنا طابور طويل جدا من المراجعين ، لا اعلم متى وصل هذا العدد، ولكن وبعد التركيز على هذا “الطابور” وجدت اننا متأخرين ، افتتح شباك لاستلام المعاملات، طبعا الشخص الجالس ، كل خمس دقائق يذهب لكي “يدخن” او “يشرب كلاص شاي” هذا اضافة الى “السوالف” و “الشقى” مع اصدقائه، طبعا الناس واقفين في حر الرمضاء ، والاخ جالس في التبريد، وبعد قراءة الايات والتوسل بالائمة ، وصل الى “ابو حاتم” الدور لكي يسلم معاملته، تمعن اخونا الموظف في الملف ، قلب صفحاته والمستمسكات، وبعد طول انتظار ، ارجع الملف الى ” ابو حاتم” ، وبكل برودة اعصاب “اللي بعده” ، انا وبحكم معرفتي بـ”ابو حاتم” تخوفت، لانه وبنظرة خاطفة الى وجه صديقي، شاهدت عينيه – وكما يقال- اضحت في ام راسه، ونظر بغضب الى “المووظف” وقال –وهنا المفاجى”ليش استاد ، رحمة لوالديك” ، رد ” ابو حاتم” ووجه مبتسم ، بصراحة انا تملكني الفضول واردت متابعة الحديث، واردفت متسائلا لهذا الموظف ” ليش اخوية شنو المشكلة، كول علمود نعرف ليش؟” ، نظر اليه نظرة استهزاء وقال “وانته شنو المحامي مالته، يلله اطلع” ، بصراحة انزل الله علينا في تلك اللحظة “برودة” اعصاب وهدوء ، حاولنا الاستفسار ولم نفلح ، فاتني ان اذكر امر مهم ، عند تسليم “ابو حاتم” للملف او “المعاملة” ساله هذا الموظف ، “وين هلك” اجاب صديقي “المدينة” اردف الموظف ” الثورة” رد ابو حاتم “مدينة الصدر” ، عندها “انعقج” وجه صاحبنا “الموووظف” .
على أية حال خرجنا من الصف والطابور طويل جدا خلفنا ، ذهبت بمعية “ابو حاتم” لاكشاك “الاستنساخ” كونهم ، وكما تعلمت من مراحعاتي للتجنيد ايام “ابن صبحة”، اكشاك التنجيد لديهم علاقات و “يمشون شغل”، على العموم قصدنا احد المحال الخاصة بالاستنساخ، سالتهم عن الامر، اجاب الجميع انهم ليس لديهم اي علاقة او معرفة بهذا الموظف ، قمنا بجولة على جميع المحلات وال “عرض حالجيه” ولم نجد جواب، رجعنا الى الطابور متأملين ان يتغير هذا الموظف ، وجدير بالذكر ، اننا قمنا بمقارنة “معاملتنا” مع بقية المعاملات فلم نجد ما هو يستوجب ان نعيدها.
واثناء جلوسنا على الرصيف ونحن نشاهد المراجعين ، خرجت بالنتيجة التالية، وبها اختم مقالتي، لانني لو استمر في الكتابة ، سوف اقول كلام،انا متاكد اندم عليه لاحقا، النتيجة هي كالتالي:
هذا الموظف يتعامل بطائفية، واكاد اجزم الجميع كذلك، خلال مراجعتي لاكثر دوائر ما تسمى بـ “الحكومة”
مقياس الطائفة، مقياس المنطقة هي الحاكمة، كونك “شيعي” كونك “شروكي” كونك “من مدينة الصدر” انت في الدرجة السفلى، ولا ينظر اليك على انك “انسان”، والطريف بالامر ، وهذا ايضا ملاحظ ومشخص في اكثر من دائرة “حكومية” ، حتى لو كان المدير او المسؤول من طائفة الشيعة، او شروكي، فأنه وللاسف يحابي الغير على حساب الحق، تعامل مع الجميع على اساس المساواة والعدل، لماذا معاملة الغير تمشي وعلى الخط السريع، لماذا معاملة الشيعي والشروكي توقف….
وللحديث تتمة ….اذا بقيت في الحياة