23 ديسمبر، 2024 8:19 ص

في دار المسنين .. الشباب الواعد يختزل تأريخ 7000 عام

في دار المسنين .. الشباب الواعد يختزل تأريخ 7000 عام

الكمال والارتقاء من الأفعال النفسية التي لاتتوقف على الأعمال الخارجية بل إن جوهرها يكمن في نقاوة القلب وصفاء السريرة , فكلُ جسدٍ إذا أردتَ إخضاعهُ والتحكم بانفعالاتهِ عليكَ ترويضهُ روحياً من خلالِ جعل الروح وعالم السمو والمعنى هو المسيطر والحاكم … فقلبٌ ذئبي لا يمكن أن يُـزرع في جوفِ حملٍ وديع إلا إذا كان الـذئب بمظهرٍ حملي … لهذا شبابٌ بعمرِ الزهور اختزلوا تأريخ يمتد إلى 7000 سنة فعكسوا تجلياتهِ في لحظةٍ و موقفٍ كان شعارها

(الإنسان في التشريع الإسلامي هو المخلوق الأول والمخلوق المكرم )

من سماتِ الإنسان إن الله جعلهُ اجتماعياً بطبعهِ ، لأنه لا يكون مُـكرماً إلا إذا كان ضمنَ جماعةٍ ترعاهُ ، وتحبهُ ، وتحميهِ ، وتقدم له كل أنواع الرعاية المادية ، والمعنوية ، وتتفاعل معهُ ، فتأخذ منهُ وتعطيهِ ، لأن كل إنسان عاجز في ذاته عن تحقيق كل حاجاتهِ , ولهذا كانت الأسرة العنوان الجامع لكل فضيلة فقد اعتنى بها الإسلام وصورها بإطار خاص حتى جعلها الأساس في بناء الدين , لكن للظروف الصعبة والحوادث الطارئة التي تعترض الإنسان جعلت من الشيطان له سطوة وكلمة في نفوس الضعفاء , لان الأبناء الذين يقدرون على رعاية والديهم في سن الشيخوخة ، ويضعونهم في مأوى العجزة ، فهؤلاء بحق آبائهم وأمهاتهم مجرمون ، لأنهم أفقدوهم أثمن شيء يعتز به الأب : أولاده ، وزوجته ، الذين ضحى من أجلهم ، وبذل الغالي والرخيص والنفس والنفيس من أجل تنشئتهم وتربيته .. الرسول يكرم صاحب الشيبة فهو القائل صلى الله عليه واله وسلم :.

( مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ )

وفي محافظة الديوانية انتفضت الغيرة والنخوة والشهامة فكان الشباب المسلم الواعد العلامة الفارقة وحجر الزاوية بين كل شباب العراق الطامح , فقد ادخلوا السرور والفرح والبهجة والمسرة على وجوه ونفوس وأرواح الأمهات والإباء , فكانوا الأولاد والأبناء والأحفاد والجيران بل كانوا الأسرة النموذجية التي تضرب بها الأمثال لان رسولهم يخبرنا

( مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لِسِنِّهِ -أيّ شيخ -إِلَّا قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ )

إذ الشارع الحكيم يأمر كل مسلم أن يقدم كل عون لكل مسلم ، صغيراً كان أو كبيراً، رجلاً أو امرأة ، قادراً أو عاجزاً ، قريباً أو غريباً ، على قدر طاقته ، وهذا من أجلّ الواجبات الدينية ، التي يأثم الإنسان بتركها .. الملفت للنظر هو وجوه الأمهات عندما تشاهد دمعاتهن تتلالىءُ على سفوح خدودهن وهن يرفعن اكفهن متضرعات بدعاء الحفظ لأبنائهن في عراق الشموخ والإباء فهم لم يقصروا بالنصرة بل كانوا رهن الإشارة لأنهم علموا إن مسك ختامهم تلوح بوصلته نحو دار المسنين فهو معقلٌ للجهاد في سبيل الله وكيف لا والحبيب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم يخبرهم أن

( السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ الْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ )

إليكم الصورة الناصعة والحي من مواقف الرجال في عراق الإبطال

https://www.youtube.com/watch?v=Joe8OWY0PdQ