23 ديسمبر، 2024 2:47 م

شجيرة الطماطة, التي تنبت من تلقاء نفسها في أغلب الحدائق المنزلية, والتي في أغلب الأحيان نعرف مصدرها فهي أما نتيجة بعض الفضلات التي ترمى في داخل الحديقة, اوقيام طفل مشاغب بقضاء حاجته في الحديقة, هذه الشجرة لاتثمر, وأن أثمرت فأن ثمارها تكون مكروة لدى العائلة لكونها مصدرها غير موثق.
يبدو أن المتمرجعين الجدد, أصبحوا كتلك الشجيرة, او الحشائش الضارة, ينبتون في كل مكان, بعد توفر الظروف البيئية الملائمة للنمو.
بعد ان كان السيد الحلي, والمحقق الكركي, والأخوندي, والسيد كاظم اليزدي, والمحقق الخوئي, ومرجع الطائفة السيد محسن الحكيم, أتى من يزاحمهم على الأعلمية والأجتهاد, بعد أن كان المرجع يحضر الدروس الحوزية عند كبار العلماء ولعقود من الزمن حتى ينال درجة الأجتهاد, أصبح اليوم يغشى اليه, فمجرد أستفاقته من النوم وتخيله في المنام أنه أصبح مرجعاً قام خطيبا في الناس ياأيها الناس أني مرجعكم الأعلى.
لم تطئ قدماه النجف الشرف, ولم يحضر درساً واحد لعلمائها,ودون أن يقدم مبحثاً أصوالياً او عقائديا, ودون أن يدرس اللمعة, والكافي, وشرح أبن أبي الحديد, أو يناقش مسألة شرعية, في سندها او اصولها, او مداركها, فالرؤيا هي حجةُ, والمنام دليله, وتناسى أن هناك شيطان يحوم حوله قد ترائ له, واوهمه في أضغاث أحلام من نسج خياله.
كانت ولازالت الحوزة العلمية في النجف الشرف وقم المقدسة, هي مصنع الرجال من العلماء الأعلام, الذين قدموا ولازالوا يقدمون أرواحهم فداء للمذهب والوطن, فالدراستة الحوزية لها شروطها وشرائطها, فكانت الأخلاق ونبلها والترابية هي أبرز سماتها, الا أن الذي يحدث في السنوات الأخيرة وخاصة في العراق, وفي الأحياء الفقيرة منه, أن في كل محافظة وحي متمرجع خاص به, يدعي الأجتهاد والأعلمية, ويدعوا الى نفسه, وكأنه الف كتاب الكافي او اللمعة, وتناسى أنه لايفقهه ثلاث مسائل شرعية او يقراء سورة الفاتحة بصورة صحيحة.من المؤمل أن يكون هناك مرجع في سوق شلال, ومريدي وسوق العوره, وعلوة جميلة, والفضلية, لذلك سوف لن يتعب المواطن, بوجود مرجع يتفقد أحواله في كل حي ويسأل عنهم ضمن التقسيمات الأدارية للمحافظات ومن هنا سوف يكون لدينا في بغداد أكثر من الف متمرجع, وهذه نعمة وفضل عظيم, فبوجود هؤلاء المتمرجعين سوف تنحصر النفقات المالية الخاصة بالسفر والذهاب الى النجف الاشرف, تضامنا مع الأزمة الأقتصادية التي تمر بها البلاد.
حالة الجهل المركب لدى بعض الناس والفقر هي السبب الرئيسي في تصديق هؤلاء المتمرجعين, والذين تقف خلفهم جهات مشبوة, من اجل شق عصا المسلمين, وضرب البيت الشيعي من الداخل, من خلال أنزال فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان, فهؤلاء المتمرجعين ليسوا حالة جديدة على الأمة الأسلامية فقبلهم مسيلمة الكذاب وسجاح حيث ظهرت حالة التمرجع في زمن النظام البعثي الذي عمد الى زرع ثلة من أعوانه في النجف الأشرف، حتى أن أحد المتمرجعين سئل عمن أجاز لك الأجتهاد قال أستاذي فلان وأستاذه لم يجز له احد من العلماء, وغيرهم كثير أدعى واضمحل مع وجود الحق القويم المتمثل بوكيل الأمام في أرض النجف الأشرف, فهؤلاء زبد سيذهب جفاء ويبقى ماينفع الناس