اثار خبر وفاة السياسي احمد الجلبي اهتمام الطبقة السياسية ولم يثر اهتمام الشارع العراقي، والسبب في ذلك يعود الى ان الجلبي كان بعيدا كل البعد عن الشارع واحداثه المهمة وانشغل في هندسة السياسة العراقية والتي عادت بمنفعتها على الاحزاب الشيعية مع نكران الجميل من الاخيرة له.
الجلبي لم يتسنم منصب رئاسة الوزراء وكان من المفترض ان يكون بديلا للسيد العبادي وخصوصا انه مؤسس بما يسمى البيت الشيعي، الا ان القيادات الشيعية الدينية لم ولن تكن راضية بان يتسلم المرحوم الجلبي رئاسة وزراء العراق، وهذا سبب امتعاضه وخصوصا في الليلة الاخيرة التي سبقت وفاته، وانا اعتبر ان الفضل في وصول الاحزاب الدينية الشيعية على رأس الحكم في العراق يعود الى الدكتور الجلبي.
وهناك احتمالية ان مقتل الجلبي مخطط له بعد ان هدد بكشف ملفات فساد واسرار خطيره قد تؤدي الى حرق البيت الشيعي الذي اسسه.انا ارى ان الجلبي كان اجدر من العبادي في تولي رئاسة الوزراء في هذه المرحلة، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السّفُنُ.
تتكاثر القصص حول سبب الوفاة هناك من يتهم البعثيين بالوقوف وراء عملية اغتيال مدبرة للجلبي، وهناك من يتهم الامريكان واسرائيل بترتيب عملية الاغتيال وذلك لامتلاك الجلبي ملفات خطيرة ومن الضروري انهاء وجوده لاخفاءها، وهناك من يتهم ايران لان لها مصلحة في الحفاظ على رموزها داخل العراق بعد التهديد والوعيد الذي صدر من الجلبي بكشف حقائق خطره، وهناك من ذهب الى ابعد من ذلك ليقول ان انتفاض قنبر وانور الحمداني كانا سبب وفاة الجلبي بسبب حملة التشهير الاخيرة التي قادها عون الخشلوك ضده، ولم يذكر احد قدرة الله على ذلك، وهنا يحضرني قول الامام علي بن ابي طالب ( ع )
تزول عن الدنيا فأنك لا تدري ………. اذا جن عليك الليل هل تعيش الى الفجر
فكم من صحيح مات من غيرعله ……. و كم من سقيم عاش حينا من الدهر
ومهما تكن الاسباب سيعلن قريبا ان وفاته جاءت نتيجة عملية اغتيال، وذلك لوضع الجلبي بصورة الرمز الوطني التي لاتنسى او السياسي الشهيد كما سيكون سبب وفاته مطلبا للثارات للوصول الى مناصب سيادية في الدولة .
اخيرا اُذكر بقول رسول الله محمد(ص) ” اذكروا محاسن موتاكم” وارسل التعازي الى عائلة المغفور له مطالبة اياهم بعدم استغلال وفاته سياسيا.
رحمك الله احمد الجلبي.