حرية الكلام عرضة للخطر، في كل زمن يحوي ذنباً، من أذناب يزيد الطاغية، فالسجون النازفة بالظلمة، والجثث الممزقة على مذابح الحرية الحمراء، تنبض بالحياة الأبدية، وتروي قصصاً للكرامة، كونها على نهج هيهات منا الذلة، لكن الشهادة حب لا يمكن ان ينتهي، حين يضرب القدر بقوة هؤلاء الأحرار، بل تجدهم يفعلون ما يؤمرون، حفاظاً على سلامة المجتمع الإيماني، من الإنحراف والفساد، فدماؤهم تعني بقاء الدين وخلوده! يقول الكاتب المصري أحمد سراج: (القضية ليست بوجود الشيطان، المعضلة الحقيقية، هي فيمَنْ سمح لهذا الشيطان ليتمدد)، والحقيقة أن الثوار شوكة بعيون هؤلاء الشياطين، فكل أرض كربلاء، وكل يوم عاشوراء، ففي زمن بني العباس، كان للإمام موسى بن جعفر، ثورة الكاظمية المقدسة، لأن الطاغية اللا رشيد، أراد طمس معالم الهوية الإسلامية، بغية نشر الفسوق والمجون، في بلاطات الخلفاء الملوثة، لكن صاحب السجدة الطويلة قض مضاجعهم!قوة حكاية رفض الظلم، تنهض في أرض نجد والحجاز، بعالم اليوم على يد نمر الشيعة، الشيخ باقر النمر، الذي أبى أن يكون بوقاً إعلامياً مأجوراً لآل سعود، وإستبشر بشهادته لإعلاء كلمة الح،ق رافضاً كل أنواع العبودية، إلا للخالق عز وجل، فكان بحق وثيقة ناطقة بالدم ضد الطغاة، وهو كإمامه الكاظم (عليه السلام)، معذب بقعر السجون، ينقل ظلامة دينه ومذهبه، عبر طاقة محركة لصرخة: لبيك ياحسين! أزقة الثورة وإنعطافاتها، تشهد ترجماناً خالداً على أرض الواقع، فنرى أنها تزحف بتزايد مستمر، صوب كرامة الإنسان، وأن الحاكم هو خادم للشعب، وهؤلاء المحكومين أصحاب مشروع رائد، يحارب الكلمة الباطلة، التي هي أشد فتكاً من الإرهاب، لذا كانت شهادتهم بحجم الكون، ورغم أنهم موتى، لكن كلماتهم في حراك حي، نابض بالشجاعة والتحدي، فكل واحد منهم جسور مقدام لا يستقر، ولا يهدأ إلا بقميص مضرج بالدماء!في ثورة الكاظمية مدينة راهب آل محمد، الإمام الكاظم (عليهم السلام)، ينطلق الملايين بجرأة، ليقطعوا مسافات العشق الكاظمي، بربيع حسيني البقاء محمدي الوجود، لبعث الحياة بنفوس الأحياء الأحرار، وليعلنوا مطالبهم بالحرية والكرامة، فما بين أسد بغداد، ومختار الكوفة، ونمر الحجاز، خط شيعي مشترك يخط بنقاطه الحمراء صرخة: يا لثارات الحسين، وهي إعترافات دامغة لها قدرة البقاء الأزلي، فلن ننساك يا نمر أنت، وباقي أُسود الشيعة!