منذ ان سكنت بيتي لم يقلق راحتي أي من القوارض صغيرا أو كبيرا رغم أن المنطقه مليئة بها ، لاني اعددت حسب توقعاتي كافة الترتيبات التي تمنعها من النفاذ اليه . وذلك بغلق كل ما يمكنها النفاذ من خلاله سواء فتحات ( المنهولات ) للمجاري أو مسالك المغاسل . حتى الابواب حصنتها بابواب مساعدة من الاسلاك الناعمة تكون حافتها مع مستوى البلاط تماما . ورغم كل ذلك في ليلة من الشهر الماضي ايقظتني زوجتي عند الساعة الرابعة فجرا ، لتخبرني بانها تسمع ( طقطقة ) في المطبخ . توجهنا بهدوء الى المطبخ ليتسنى معرفة مصدرها . اتضح مصدرها من داخل الطباخ الغازي بسبب وجود ( جريذي) تسلل الى داخلها . حاولنا اخراجه اثر الضرب على الطباخ لكنه لم يظهر . عند ذلك قامت زوجتي باشعال الفرن ، ما ان تصاعدت الحرارة داخل الفرن حتى رايناه يتسلل الى الحمام المجاور للمطبخ ليخرج من خلال فتحة ( منهولة) المغسلة . لم ننام ما تبقى من الليل حيث قمنا بفتح الطباخ لنجد مخلفات من الاطعمة متمثلة ببقايا لافخاذ دجاج وسمك وحتى قشور البيض . اخذنا بتنظيف الطباخ من هذه المخلفات ( المادبة ) ومن البطانة العازلة التي قضى على معظمها . عملت علىى احكام غلق ( منهولة )المغسلة بمشبك من البلاستك. لكن في الليلة التالية وبعد منتصف الليل سمعنا نفس ( الطقطقة) . هرعنا الى المطبخ لنجد ان مصدرها الطباخ مرة اخرى فقمنا باشعال الفرن . وما هي الا فترة وجيزة واذا به يتسلل من الطباخ ، اخنا نطارده بالعصي والنعل لكنه استطاع الافلات من خلال فتحة المرفق الصحي لاني اغلقت فتحة ( منهولة) المغسلة التي نفذ منها بطابوقة ثقيلة . بحثت عن كيفية نفاذه هذه المرة لاجد انه قرض المشبك البلاستيكي وكذلك الجزء السفلي من خرطوم المغسلة ليفتح له فتحة مكنته من النفاذ . ما ان اصبح الصباح حتى توجهت للسوق لاتجهز لمواجهته هذا الدخيل المكروه وغير المرغوب فيه . اشتريت( زرنيخ )وكذلك (اللواصق) وخراطيم مغاسل مضاعفة للاستفادة من المشبكات الحديدية فيها واغطية من الستيل لفتحات ( المنهولات) . اخذت نهار ذلك اليوم بتحصين فتحة (منهولة) المغسلة وتبديل غطاءها بعد غلقها بمشيك من الحديد وتغليف خرطوم المغسلة بانبوب من البلاستك الغليظ من فتحة( المنهولة ) وحتى الجزء السفلي من المغسلة . عند الليل وزعت قطع من الجبن بعد ان وضعت على كل منها كمية من الزرنيخ في الساحة الخارجية للبيت وفي اماكن متفرقة داخله . كما وزعت اللواصق ما بين الحمام والمطبخ ، هذه اللواصق التي اذا ما التصقت بقدم الانسان يصعب نزعها . رغم كل هذه الاحتياطات سمعنا بعد منتصف الليلة الثالثة تلك ( الطقطقة) . هرعنا الى المطبخ لنجده داخل الطباخ . قررنا ان تكون هذه المواجهة حاسمة ، قمنا باحكام غلق الفتحات السفلى للابواب الغرف بقطع من القماش حتى لا ينفذ من خلالها الى تلك الغرف . اشعلنا فرن الطباخ لنراه يتسلل خارجه بعد ان ارتفعت درجة الحرارة فيه متجاوزا اللواصق بالقفز فوقها ليدخل الى مخزن تحت السلم يحتوي على بعض الاجهزة المنزلية والحقائب . لقد تازم الموقف ، اخنا نحدث جلبة في المخزن ولكن ذلك لم يفلح باخراجه . عندها ارتئينا ان نستخدم مصدر الحرارة وذلك باستخدام ماكنة التنظيف البخارية التي تستخدم في تنظيف الارائك والسجاد ، ملاءنا الماكنة بالماء واوصلناها بمصدرا للكهرباء حتى اصبح الماء بخارا . اخذنا بدفع البخار في اماكن متفرقة من المخزن ، لنراه يخرج . اخذنا نطارده بالعصي والنعل بعد ان استشظنا غضبا ، محاولين القضاء عليه وهو يقفز من مكان الى اخر بحثا عن منفذا للهرب ، لكنه دخل الى غرفة المكتب واختفى خلف المكتبة عندها تعاظمت المشكلة لان وجوده في غرفة المكتب معناه القضاء على ما موجود فيها من الكتب حاولنا اخراجه من وراء المكتبة بلى جدوى . عندها فتحت باب البيت الرئيسي المواجه لغرفة المكتب واخذت برش الغرفة بمبيد قوي للحشرات ( ليدوخه ) ان لم يقضي عليه وما هي الا فترة وجيزة رايناه يخرج من وراء المكتبة وهو يترنح متجها الى الشباك الذي كان موصدا ، اخذنا بضربه بالعصي والنعل لكنه استطاع الاختفاء خلف الستارة بعدها استطاع النفاذ عبر الباب الرئيسي ، اخذت اطارده في الكراج وهو يقفز من مكان الى اخر حتى هرب الى الشارع العام . رغم التعب والانهاك الذي كنا نعاني منه اخذت بالبحث عن مصدر نفاذه واكتشفت انه نفذ هذه المرة من (منهولة) المطبخ بعد ان اعياه قرض المشبك الحديدي لمغسلة الحمام الذي اعتاد النفاذ منها كانت (منهولة) المطبخ من الضيق بحيث لا يدخل فيها الا عصا صغيرة لا يتجاوز سمكها 3 سم ، لكنه استطاع ان يكيف نفسه للنفاذ منها . في اليوم التالي وضعت انبوب من البلاستك الثقيل على هذه الفتحة بعد اغلاقها باحكام بمشبك من الحديد وغلق أي فتحة للحائط مع الجيران بقطع من السيراميك . بعد ان ايقنت بان هذا الجريذي لا ياكل الجبنة لانه كان يشمها ليعرف بوجود الزرنيخ عليها وكذلك قدرته على القفز فوق اللواصق ليتجاوزها وتجنب الوقوع في مصيدتها …. ولكن ثمرة هذا الجهد والتعب تكللت بالنجاح والانتصار لان ذلك االجريذي لم ينفذ الى بيتي مرة اخرى …. وسلامات يا وطن .