9 أبريل، 2024 1:28 م
Search
Close this search box.

في بلدي دور العبادة أكثر من المدارس

Facebook
Twitter
LinkedIn

عند التجول  في ربوع بلدنا الحبيب يرى المرء حالتين متناقضتين , وضع سئ من الناحية العمرانية والخدماتية يكاد يكون الأسوء بين بلدان العالم , و حملة بناء واسعة لدور العبادة من الجوامع والحسينيات وغيرها تكاد تضع البلد في المرتبه الأولى من ناحية اعمار وبناء دور العبادة. وبحساب بسيط وتخميني لكلفة بناء الجامع  أو الحسينية يمكن القول على أقل تقدير أن تكلفة البناء لاتقل عن المئة مليون دينار لدار عبادة بسيط, واذا أردنا التكلم عن كلفة بناء دور العبادة الفخمة فالتخمينات هنا تصل المليارات. في كل محافظة ومدينة وقرية تجد دور عبادة جديدة رائعة التصميم والهندسة , وفي بعض المناطق الجديدة او حتى العشوائية او مايعرف بالتجاوز تجد اول مايتم بناؤه هو المسجد او الحسينية وليس مدرسة او مستشفى. نسمع ونرى يومياُ بأن مليارات الدنانير تجمع من أموال المتدينين وغيرهم  لبناء هذه المعابد ولكن لم يتطرق الى مسامعنا يوماُ بتخصيص هذه الأموال لبناء مستشفى او مدرسة او دار ايتام.
 الجميع يلقي باللوم على الحكومة ويحملها مسؤولية بناء هذه المؤسسات المهمة , لا لوم على الحكومة ولا على السياسين الذين اثبتوا عدم مصداقيتهم وانعدام ضميرهم , فلا عتب على من باع ما لايباع, وأنما العتب على رجال الدين ومن يتبعهم , فلو صلح حال رجال الدين لصلح حال الحكومة وما الحكومات ألا تحصيل حاصل وأنعكاس لما عليه رجال الدين  . فنحن لم نسمع يوما من ألايام قيام اية الله الفلاني أو السيد أو الشيخ الفلاني بأصدار فتوى لتوجيه اتباعه للتبرع بجزء من أموالهم لمساعدة الفقراء وما أكثرهم في بلدي.
 بيل كيتس وهو مؤسس العملاقة مايكروسوفت , الذي يتربع على قائمة اغنى اغنياء العالم , تبلغ ثروته اكثر من ستين مليار دولار, قام كيتس بالتبرع باكثر من عشرة مليارات دولار لحد ألان , هو لم يتبرع بهذا المبلغ الضخم لبناء دور العبادة أو للقيام بالولائم لمناسبة ذكرى استشهاد القس فلان أو الحاخام علان وأنما تبرع بهذا المبلغ الضخم لصالح مؤسسة خيرية تعنى بالقضاء على الفقر و دعم التعليم في العالم من خلال بناء المستشفيات الخيرية والمدارس. واعماله الخيرية يشهد لها القاصي والداني وخصوصاُ في أفريقيا. فهل سينال كيتس رضا الخالق أو من يقوم بالتبرع  لبناء جوامع وحسينيات لا تغني الله شيئا.
لا يفوتني أيضا ألاشارة الى ألاموال التي تصرف اثناء المناسبات الدينية الكثيرة جداُ , قصد الناس من صرف هذه الأموال هو التقرب الى الله بفضل زيارة الأنبياء والائمة والأولياء الصالحين ضانيين توهماُ  أن هذه الأموال التي تصرف للقيام بهذه الشعائر هي مما يسر النبي أوالأمام أوالولي الصالح , لا والله فما يسرهم من الأعمال غير مساعدة المحتاج وكفالة اليتيم ,هم يفرحون عندما يتم التبرع لبناء مستشفى للفقراء و دار أيتام ومدرسة . فنحن لم نقراء في كتب التاريخ قيام أحد الائمة أو ألاولياء الصالحين بألاهتمام ببناء دور العبادة وأنما عهدناهم يتكفلون باليتيم ويسعون لقضاء حوائج الفقراء رغم ان أغلبهم عاش حياة يسودها الفقر والحرمان.  شاهدت يوم امس تقريرا على إحدى القنوات يصور حال الاطفال الأيتام في العيد ,والله نزلت دمعتي لبكاء طفل يتيم يشكو عدم امتلاكه المال لشراء ملابس العيد. 
مع الاسف في بلدي فقط يوجد دور عبادة اكثر من المدارس , فنحن أمة نهتم  ببناء الجدران اكثر من بناء ألانسان.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب