يموت المواطن الشريف من أجل المواطن الفاسد ويخرب البلد من أجل اللصوص والعملاء , الذين جاء بهم القدر غير المتوازن .
في بلادي ينمو الفقر مثل الفطر , وتظهر بين وقت وآخر عشوائيات المهجرين والفقراء ممن هربوا من ميليشيات القتل لعيشة الذل .
في بلادي تتربع وجوه بإسم الدين وتسحق وجوه بإسم الدين , ورجل الدين كلما كبرت مظاهر تدينه كان الأوسخ والأسوء .
في بلادي تُنزع ور الشهداء لتحل محلها صور الفاسدين استعدادا للإنتخابات , وتغدو واجهات المدينة وأعمدة الإضاءة وأسيجة الحدائق مكانا لصور الطبقة السياسية , التي حكمت خمس عشرة سنة تحت مظلة المظلومية والمذهب , لتسحق الأديان والمذاهب الأخرى , وتستبسل على الأبرياء لحوادث تاريخية مفتعلة .
في بلادي تعفن الماء ومات الزرع وتفشى المرض وصار للطغاة منطقة خضراء بينما البلد يعيش في صحراء جدباء .
منطقة لا يحرأون مغادرتها إلا تحت حراسة الحمايات الأمنية , وعلى قدر الفقر المتفشي صار حفاة الأمس مليارديرات عالمية . سوؤل أحدهم الذي خلص حياته على مساعدات الدول والوقوف بأوباب السفارات بحثا عن عمالة يترزق منها والآن يملك قصورا وفتادقا وفللا وأبراجا , فقال هذا من فضل ربي .
تصور كيف تعاملوا مع الدين وبذلك أعطوا صورة ليست سوداء بل كالحة عنه وعن المذهب .
في بلادي حين وصلت الأرواح للتراقي وظهرت أصوات منددة بالفساد والفاسدين , ظهروا بلا حياء ينددون الفساد . ترى من هو الفاسد , هذا الشعب المسكين المبتلى بلقمة عيشه !؟.
في بلادي كان الاستشهاد دفاعا عن العراق شرفا أصبح من ضحى كافرا , لأنه حارب دولة الفرس والغريب أن الكثير منهم أثناء المقابلان التلفزيونية عندما يُسأل : لو حصلت حرب مع أيران أين تكون ؟ يقول مع إيران .
هل يوجد مواطن في كل الدنيا يعلن عمالته على المكشوف , أليس هذا خرق لحقوق المواطنة وإعلان العداء للبلد والشعب !؟
لو كنا في بلد يطبق فيه القانون لأمر الإدعاء العام بإحالته بجريمة الخيانة
يذكرني هذا بموقف هتلر حين أنتصر جمع الجواسيس والعملاء الذين وقفوا معه بالنصر وأمر بإعدامهم وهو يقول : من يخون بلاده لا يخلص لبلاد أخرى
في بلادي يتجدد تنصيب الفاشلين أربع سنوات أخرى وتصبح الانتخابات بلاء , وفي بلدان العالم الإنتخابات متنفس الشعب لتبديل الوجوه .
ما أشد وأمّر أمرك أيها العر اق المستباح ؟!.