العزلة هو ما قد أسميه تأملاً مع النفس حيث يقف فيها المرء أمام عقله ينصت لما يدور فيه بعيداً عن الضوضاء وتوافه الأمور. وهناك فرق واضح بين العزلة والوحدة، حيث تشير العزلة إلى السعادة بكون الشخص بمفرده، بينما تشير الوحدة إلى تألمه من كونه بمفرده. نحن لانقصد أن يبقى الشخص وحيداً منعزلاً حتى لايرى عيوبه بعيون الآخرين؛ بل العزلة بمعنى الانكفاء فهي تقودنا إلى حرية أنفسنا، فعندما ينفرد الشخص بمقدار معين عن العالم الذي حوله فإنه قد يواجه تغييرات في مفهوم الذات لديه وهذا يمكن أن يساعده على تشكيل أو اكتشاف هويته بعيداً عن التشتت الخارجي ومن ثم يقوم بتطويرها. كما توفر العزلة وقت للتأمل والنمو في الروحانية الشخصية فهي تتولد منها الأصالة الكامنة فى أعماقنا وتعلّمك كيف أن تكون صلباً؛ فكن على يقين انك اذا شغلت وقتك وفكرك بشئ عظيم فلن ترهقك توافه الأمور واذا انشغلت بأمور عظيمة وهدف تسعى لتحقيقه سيجعلك تنهمك به حتى يصبح ليس لديك وقت للشعور بالوحده.
احيانا تعصف بنا ظروف تجعل الإنسان منطوي على نفسه يعيد حساباته يفكر بحياته؛ فتأتي أيام على المرء يكون فيها مرهق ليس له طاقه يكون رقيقاً جداً ومنغلق على نفسه فمواساة القريب لك لن تجدي نفعاً ما لم تنتشل نفسك بنفسك ففي قانون عزه النفس أنت عكازة سقوطك فتعلم أن تنجو من غير أحد حتى تتمكن أن تنجو من أي عقبة أمامك. فالعزله راحه لاتدقق وتحقق في حياة غيرك انشغل بنفسك وحياتك لاتدخل حياة من لايحتاجك وكذلك لاتتصيد بأخطاء الاخرين وان تسيء الظن بهم في كل أمر يقومون به فهذا مرض ارتقي بإصلاح نفسك وعامل الناس بما يظهروه لك ودع خفايا قلوبهم لخالقهم فإن نصف الراحة عدم مراقبة الآخرين ونصف الأدب عدم التدخل في ما لا يعنيك.
وختاماً..
العزلة هي أعتزال الحرام لا أعتزال الحياة، عش لنفسك ولا تربط سعادتك بأحد، ومن المهم الاستماع إلى تفضيلات روحك حتى تفعل الأشياء التي تحفزك وتثير شغفك كي تحيا الحياة التي تتمناها بحق.