20 مايو، 2024 1:59 ص
Search
Close this search box.

في باص النقل (الكيا) ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خرجت في احد الأيام صباحا للمراجعة أحدى الدوائر الرسمية ,أشرت الى سيارة النقل (الكيا) فوقفت وركبت بها أخرجت الأجرة (الكروة)و أعطيتها للسائق وكالعادة لم يكن لديه صرافة (خردة) وراح علينا الباقي .
 
كان موجود في سيارة النقل (الكيا) رجل مسن و امرأة تحمل بيدها فايل أو معاملة شيء من هذا القبيل ورجل في الأربعينات من عمره وشاب وشابة . وبعد أن شتم السائق أصحاب السيارات الصغيرة وسار في طريقه , نظر الرجل المسن عبر النافذة الى الأرصفة المليئة بالقمامة وبعض البرك المائية الصغيرة فشتم الرجل المسن الحكومة ورئيسها مما دفع الرجل الذي في الأربعينات من العمر الى شتم مجلس النواب ورئيسه واخذوا يتجادلون من كان السبب وكنت انتظر الشاب الأخر كي يشارك في الحديث حتى أشارك معه لكنه كان منشغل في النظر الى الشابة التي كانت جالسة أمامه .
 
 وبعد حوار متواصل لعشرة دقائق أو ربع ساعة اتفقوا على أن الحكومة والبرلمان هم السبب في مشاكل العراق الحالية .لكنهم نسوا أنهم هم من انتخبوا هذه الكتل الموجودة في الحكومة والبرلمان لثلاث مرات متتالية عبر ثلاث انتخابات سواء في مجلس النواب الذي شكلت بموافقته الحكومة أو مجالس المحافظات .
 
ومع اقترابنا من احد السيطرات سكت الجميع . وبعد تجاوز السيطرة بحوالي 200متر أو أكثر انفجرت سيارة مفخخة خلفنا لا اعلم أين لكنها كانت قريبة لدرجة تناثر زجاج السيارة وبعض الأتربة علينا لكن لم يتأذى احد وتوقفت السيارة بجانب الرصيف ونزلنا من السيارة وتبادلنا الحمد لله على السلامة ونفضنا الغبار والزجاج عنا, وبعد حوالي عشر دقائق أو أكثر أتت سيارة نقل أخرى (كيا ) وصعد بها هؤلاء الأشخاص متابعين طريقهم كأن شيء لم يكن .
 
أما أنا فعدت للبيت منتظرا أن يذيعوا الخبر على القنوات الفضائية وبعد انتظار أعلنت وزارة الداخلية عن مقتل شخصين وجرح ستة فقط في تفجير سيارة هز مدينة كاملة أنفجارها وحتى وان كان صحيح ما أعلنه وزارة الداخلية  ,فهل الأمر بسيط  عندما تفقد عوائل هؤلاء الضحايا.
فقلت لنفسي لو كان الأمر في احد دول أوربا هل كان ليسكت هؤلاء الأشخاص الذي كنت معهم أو أهالي الضحايا على حادث كهذا . وما كانوا ليرفعوا قضية على وزارة الداخلية لأنها لم توفر الأمان وما كان ليستقيل وزير الداخلية وربما الحكومة ايظا ,لكن بما أنهم سكتوا ومضوا في طريقهم وكأن شيء لم يحدث فأدركت أن الخطأ لم يكن في الحكومات و أنما في الشعوب هي من تصنع كرامتها واحترامها بأيديها وهي من تقوم القانون الذي يحاسب المقصرين وهي من تصنع مستقبلها ومستقبل أجيالها .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب