23 ديسمبر، 2024 4:31 ص

في انتظار الهجره المناخيه وجفاف الوادي الخصيب

في انتظار الهجره المناخيه وجفاف الوادي الخصيب

 

مازال العراق لم ينصدم بعد بواقع جفاف انهاره

مازال العراقيون للآن لم ينصدموا بواقع انهيار امنهم المائي وجفاف نهريهم الذين مرا في وادي الرافدين من عشرات ألالاف من السنين

سيصحوا العراقيين يوما في الأسبوع القادم او الأسابيع القادمه على عطش سيصيبهم بسبب جفاف النهرين

سيصحوا اهل بغداد السبعة او الثمانية ملايين الاسبوع القادم على انقطاع الماء الذي سيضاف لأنقطاع الكهرباء في حراره تصل الى 50 مئويه في الظل.

لن يتوقف الأمر عند هذا الحد ..

انخفاض الماء وانقطاعه في نهر دجله لن يؤدي فقط الى توقف مشاريع ماء الشرب بل سيؤدي الى توقف محطات المجاري التي تعتمد على الماء لغسل القاذورات وبالتالي ان لم تتوقف محطات المجاري فسيتم طرحها في مجاري النهر بلا معالجه وهذا سيؤدي الى تسمم وليس تلوث النهر ومجاريه.

توقف مجاري الأنهار سيؤدي الى توجه بزل الأراضي الزراعيه في مجاري النهر من خلال الجريان العكسي بعد ان ينخفض مستوى الماء وبالتالي يصبح مستوى ماء البزل اعلى من مستوى الماء في مجرى النهر وبالتالي سيجري الماء المصحوب بالأملاح من الأراضي الزراعيه الى مجرى النهر.

ما الذي سيفعله العراقيين او البغاده في هذه الحاله؟

ما الذي سيفعله ثمانية ملايين نسمه في بغداد حين ينقطع الماء عنهم وهم يعلمون ان الحكومه ميته سريريا؟

هل سيقومون بجلب سيارات حوضيه لسقيا ثمانية ملايين مواطن؟

وعلى فرض ان حاجة كل مواطن هي نصف متر مكعب يوميا من الماء

وعلى فرض ان الحوضيه الواحده تحمل 10 امتار مكعبه

معناه سنحتاج الى 400 الف حوضيه لسد حاجة البغاده للماء يوميا!!

وعلى فرض ان الحوضيه تقوم بـ 4 رحلات يوميا فاننا نبقى بحاجه لـ 100 الف حوضيه يوميا لتأتي بالماء لاهالي بغداد !!

100 الف حوضيه يجب ان تعمل للستة أشهر القادمه بلا عطل وفي حالة توفر الوقود الكافي لها وعلى اساس ان اهالي بغداد مليارديريه يملكون المال لشراء الماء من الحوضيات بالأسعار التي تفرض عليهم.

كل هذا لأن من يمسك بزمام الأمور في البلد هم عصابة ساقطين وحراميه ونغوله ولد حرام لا يهمهم العراق ولا اهله ولا يهمهم اكلوا او شربوا, جاعوا او عطشوا.

ما يهمهم كم يضعون في حساباتهم خارج العراق من أموال

يا ترى هل ستشترون بهذه الأوراق الملونه في حساباتكم ماء؟

هل ستعصرونها وتشربون عصيرها؟

أم ستأخذون عوائلكم وجوازاتكم الاجنبيه وستذهبون للتمتع باموال الحرام التي سرقتموها وتتركون العراقيين يحيرون بمصيبتهم و تعودون حين يعود الماء في الشتاء لتستأنفوا سرقاتكم؟

كل حكام العالم يسرقون بدرجات مختلفه

لا أبريء اي واحد منهم

ولكنهم ايضا يعتبرون بلدانهم كبيوتهم

لا يقبل اي منا ان يرى الناس بيته قذرا مهدما حتى الفقير

ترى الفقير ينظف بيته ويزينه او يحتفظ بزاويه منه او غرفه على ألأقل نظيفه لضيوفه ليروها ليقولوا له بارك الله بك وببيتك وليثنوا عليه ويستحبوا العوده اليه.

الا العراق

فالساقطين من حكام العراق من بعد 2003 لا يهمهم ان يصير العراق مزبلة العالم ولا يهمهم ان يقال لهم انتم حكام المزبله فهم حولوا العراق الى مزبله وخرابه لا بل هم يتفاخرون بمقدار الدمار الذي حققوه في العراق.

ولذلك لم يهمهم ان دمر العراق او طحن او تحول الى صحراء قاحله.

الحرب الأهليه لم تحقق التهجير المنشود

الأضطهاد والتخريب وانعدام الخدمات لم يحقق التهجير المطلوب

تدمير المدن السنيه لم يحقق التهجير الذي يصبوا اليه الصهاينه للعراق الذين يريدون لوادي الرافدين ان يتحول لصحراء قاحله

فجاء تنشيف الوادي ليحقق هذا المطلب الصهيوني

خلال أشهر من اليوم اتوقع ان تبدأ اكبر هجره مناخيه في التأريخ بعد الهجره الاجباريه التي تعرض لها وادي الرافدين في الهلال الخصيب في العراق والشام.

حين ينعدم الماء لدى السكان سيتركون الأرض هذه حقيقه تأريخيه

وما حصل في العظيم قبل شهر هو مجرد تمرين لما سيحصل من هجره جماعيه لسكان بغداد ومدن دجله وألأهوار

وسيبقى بوم الخراب التي تحكم العراق لحين تنشيف آخر قطره من النفط وتحويلها الى اموال في حسابات الساقطين في ملاجيء الأموال في بنوك ألأوفشور.

علينا اليوم كمهندسين ومثقفين ومختصين عراقيين ان نتكاتف اليوم لحل هذه المشكله والأبقاء على اهل العراق ومنع الهجره المناخيه الأكبر في التاريخ والأبقاء على العراقيين في بلدهم قبل ان يتركوه ويحققوا الحلم الصهيوني.

وحسبنا الله ونعم الوكيل