24 ديسمبر، 2024 9:06 م

في امريكا .. افتتاح المعرض الشخصي الجديد للفنان الرائد عامر العبيدي

في امريكا .. افتتاح المعرض الشخصي الجديد للفنان الرائد عامر العبيدي

افتتح يوم الجمعة الماضي السادس من شهر تشرين الثاني – نوفمبر الحالي وفي احدى قاعات النادي الاجتماعي وسط مدينة دي موين عاصمة ولاية ايوا في الغرب الاوسط الامريكي ؛ المعرض الفني التشكيلي الجديد للرسام العراقي الرائد المغترب الفنان عامر العبيدي ..
اختار العبيدي لمعرضه الجديد شعار : ( الضياع في متاهات الهجرة ) ويستمر لمدة شهر كامل ؛ يتخلله القاء ثلاث محاضرات من قبل الفنان العبيدي .. الاولى على طلبة الجامعات الامريكية .. والثانية الى طلبة المدارس الثانوية والثالثة للفنانين والمثقفين الامريكيين والمتذوقين للفن العراقي خاصة والعربي والشرقي بشكل عام ..
وشهد المعرض اقبالاً كثيفاً وحضوراً كبيراً من ابناء الجالية العراقية والعربية والمواطنين الامريكيين الذين نقلهم العبيدي جميعا عبر عشرين لوحة من الحجم الكبير نُفذت غالبيتها بمادة الزيت على القماش الى اجواء بغداد الاصيلة وبقية المدن العراقية .. ونقل من خلالها الفنان العبيدي وببراعته المعهودة في التصوير وحسه المرهف احلام العراقيين وامالهم بحياة هانئة هادئة ومستقرة .. كما صور في البعض الاخر عادات وتقاليد الاسرة البغدادية والعراقية بأدق تفاصيلها من خلال شخصياته المعتادة .. وباسلوب ينفذ الى اعماق الذات الانسانية دون جوازات مرور .. ودون ان ينسى مخاطبة العقل الغربي بطريقة حضارية تقوم على التفاعل الانساني والعاطفة المشوبة بالحنين الى الوطن والشرق وسحره الاخاذ .. كما افرد العبيدي مساحات واسعة من لوحاته للخيول التي يرى فيها دائما القوة والاصالة والوفاء والرفقة الحسنة لبني الانسان .. كما مر العبيدي ( كما هو شانه دائما ) بالميثولوجيا العراقية السومرية والاشورية العراقية تضمينا وايحاءً .. وقد ابهر العبيدي كعادته الحاضرين بالوانه المتميزة وادواته الفنية المقتدرة والتي تستند الى خبرة فاقت الخمسين عاماً ؛ وجعلت منه احدى مدارس الفن العراقية المتفردة وأحد اعمدة الفن الوطني المعاصر .. وحاملا مع القلة القليلة من الرواد الباقين على قيد الحياة ؛ اضافة الى جيل الشباب الذي تلاهم .. مسؤولية الارتقاء مجددا بالفن العراقي واعادة الروح الى التشكيل العراقي الذي تاثر كثيرا بالاحداث التي تلت الحروب والحصارات والظروف التي مرت على البلد .. ومثلما اثارت اعمال العبيدي شجون المواطنين العراقيين المغتربين الذين التقيناهم في افتتاح المعرض وحنينهم ؛ فانها استوقفت كثيرا متذوقي الفن من الجانب الامريكي الذي عبروا عن الانبهار ليس فقط بالاعمال الراقية التي قدمها العبيدي واسلوبه الماميز والمعروف .. بل وبالروح العراقية التي تعبر فوق الالام وصعوبات الحياة اليومية التي يواجهها العراقيون وتمسكهم بالامل والتي تنقلها وسائل الاعلام العالمية .. ورغم حجم الخراب الذي حل بالوطن ورغم الارهاب الذي يضرب في مواطن متعددة فان العبيدي اصر على فتح نوافذ للامل في اغلب الاعمال .. سواء من حيث اللون او المساحة او الخيوط اللامتناهية الى الامام او الاعلى .