5 نوفمبر، 2024 10:40 م
Search
Close this search box.

في اليمن .. قاتل آخر غير الحرب

في اليمن .. قاتل آخر غير الحرب

في الخامس من يناير الجاري، عثرت السلطات اليمنية على محركات طائرات مسيرة كانت في طريقها من محافظة المهرة شرقي البلاد الى العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين الشيعة، وغنى عن القول إن محركات المسيرات إيرانية الصنع وقادمة من إيران وأن عصابات تهريب يمنية هي من كانت تنفذ عملية تهريبها لقتل المزيد من اليمنين بأسلحة إيرانية .

سلطات المنفذ عثرت على نحو 100 محرك خاص بالطائرات المسيرة بداخل صناديق مموهة وباسم شركة اتصالات محلية أثناء محاولة تهريبها إلى مناطق سيطرة الحوثيين.
وفي الأول من يناير ضبطت السلطات الأمنية في محافظة حضرموت شرقي البلاد شاحنتين محملتين بمعدات عسكرية إيراينة تشمل قطع غيار طائرات مسيروة كانت في طريقها للميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة إيرانياً وفق ما نقلت وكالة الأنبا ءاليمنية الرسمية عن مسؤول امني رفيع
وليست هذه هي المرة الأولى التي توقف فيها القوات اليمنية شحنات أسلحة ومعدات للطيران المسير والصواريخ الباليستية، إذ سبق أن أوقفت الأجهزة العسكرية والأمنية العديد من الشحنات في حضرموت والمهرة ومأرب والجوف قبل وصولها إلى الحوثيين.
وهي عمليات يقوم بها غالبا مرتزقة من عصابات التهريب التي باتت منتشرة بشكل كبير على السواحل الشرقية لليمن.
كانت عملية التهريب هذه جزء من سلسلة عمليات تمكنت القوات اليمنية من ضبطها وهي في الطريق إلى الحوثيين. أدت الحرب في البلاد للعام الثامن على التوالي، إلى ازدهار عمليات التهريب في مختلف أرجاء اليمن،.
في نوفمبر الماضي شدد رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك على أهمية تشديد الإجراءات الامنية لمكافحة عمليات التهريب المستمرة على طول السواحل اليمنية أثناء اجتماع مع قيادات أمنية منبها لخطورة الظاهرة
لطالما كان التهريب جزء أساسيا من مضعفات الاقتصاد اليمني طوال العقود الماضية وكانت وشكلت السواحل الغربية والبحر الاحمر مرتعا لعصابات التهريب منذ سبعينات القرن الماضي حيث نشات شبكة معقدة من علاقات الفساد والرشوة لتشكل بيئة خصبة لكل أنواع التهريب، لكن ومع اندلاع الحرب الأصلية عام 2014 بدأت عصابات التهريب تركز على السواحل الشرقية للبلاد وخصوصا عند محافظة حضرموت لأسباب عديدة أهمها بعد حضرموت وسواحلها عن الحرب والعمليات العسكرية كما هو حال السواحل الغربية التي شددت قوات التحالف الذي تقوده السعودية الرقابة فيها للحد من تهريب الاسلحة للحوثيين.

كانت السلطات الأمنية في نفس المحافظة اليمنية (حضرموت) اعلنت في شهر مايو الماضي
أن نقطة عسكرية واحدة تمكنت من إحباط 25 عملية تهريب خلال شهر واحد فقط، وقالت السلطات إن معظم العمليات المحبطة كانت محاولات لتهريب انواع من المخدارت الى داخل المحافظة التي تعد الأكثر استقرارا في اليمن، وهو ما دفع بنائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء فرج البحسني للتحذير والمطالبة بالمزيد من اليقضة الامنية لكبح جماح عصابات التهريب وذلك أثناء زيارته للنقطة العسكرية المذكورة لتكريم أفردها في محاولة للفت الانظار للمواجهه الخطيرة التي تخوضها السلطات في اكبر محافظات اليمن مع عصابات التهريب.

وهي عصابات منظمة توسعت أنشطتها بسكب اكبر منذ اندلاع الحرب ونشطت في مجال التهريب الذي يدر بمبالغ مالية كبيرة. وتعمل هذه العصابات على تهريب الأسلحة والأسمدة وحتى الأدوية والمركبات وسلع أخرى، وشهدت سواحل بحر العرب خصوصا تلك المطلة على محافظة حضرموت توسعا كبيرا لتلك الأنشطة
مع مرور الوقت وغرق البلاد في الحرب الأهلية التي دخلت عامها التاسع وأصبحت عصابات التهريب اكثر تنظيما وقدرات وباتت تعمل في تريب كل شيءٍ تقريبا بما في ذلك الأسلحة والسيارات والمخدرات والسموم بأنواعها والمواد الكيمائية الخطيرة.
وخلال السنوات الأخيرة ركزت عصابات التهريب أنشطتها على السواحل الشرقية خصوصا في محافظة حضرموت حيث تشمل أنشطتها تهريب كل شيء تقريبا. لكنها تركز بشكل أكبر على بضائع مثل الأدوية وبعض المواد الغذائية والسجائر والأسلحة والمخدرات.

يقول الصحفي من حضرموت محمد العمودي:”تباع السلع المهربة بأسعار منخفضة لانها لا تمر عبر الجمارك وبالتالي تساهم في ضرب الاقتصاد في البلا التهريب جعل الوضع الاقتصادي في المحافظة طاردا لرؤوس الأموال وتغيب المئات من الفرص الوظيفية على أبناء المحافظة، لقد باتت هذه المشكلة تشكل خطرا كبيرا على حضرموت ومستقبلها وبات التهريب يهدد مستقبل الشباب في المحافظة، فقد دفعت الرواتب المرتفعة في عمل التهريب إلى ميول الشباب للعمل والانخراط فيه. وبالفعل، يعمل الكثير من الشباب في مهمة التهريب، كنقل البضائع المهربة في المحافظة أو في البحر أثناء نقل هذه البضائع”.
وتتورط عصابات التهريب أيضا بإدخال كميات كبيرة من المخدرات بأنواعها، عبر طريقين رئيسين وفق تصريح سابق لمساعد مدير شرطة محافظة مأرب، العقيد الركن مجيب ناصر: “الطريق الأول عبر محافظة المهرة ثم حضرموت ثم العَبر حتى صحراء الجوف، ومن صحراء الجوف إلى صنعاء وصعدة، فيما الطريق الآخر أيضا من المهرة عبر الطريق الإسفلتي إلى حضرموت، ومن ثم مأرب، وفيها نحو 35 نقطة أمنية، وهي غير آمنة للتهريب”.
من جهته يقول الصحفي أحمد صالح:” المخدرات بأنواعها تنتشر بكشل كبير في كل اليمن وخصوصا في المحافظات الشرقية حيث السةاحل الممتدة مرتع لعمليات التهريب، هناك انتشار مخيف مخيف لمادة الشبو، أو الميثامفيتامين، خصوصا خلال العامين الأخيرين، وه يمواد تجلبها عصابات المهربين إلى اليمن من أفغانستان وإيران، عبر سواحل البلاد الطويلة التي تصل إلى نحو 2200 كيلومتر، ويتم تهريب الميثامفيتامين (الشبو) عبر سواحل المحافظات الجنوبية الشرقية؛ مثل حضرموت والمهرة وشبوة، إضافة إلى السواحل الغربية، لكن الوجهة النهائية للجزء الأكبر منها تنتهي في مناطق سيطرة الحوثيينالذين يستخدمونها لتمويل عمليات عسكرية واستقطاب المقاتلين.

وتكافح السلطات المحلية في محافظتي حضرموت وشبوة لمواجهة هذه الظاهرة، بحملات مراقبة منتظمة وملاحقة الخلايا التي تعمل في مهمة التهريب. وفي منتصف يناير الجاري، احالت السلطات الامنية في محافظة المهرة عشرة متهمين بتهريب مخدرات إلى النيابة الجزائية في حضرموت، وقبل ذلك بخمسة أشهر أحالت السلطات ذاتها ثلاثة من كبار تجار المخدرات تم ضبطهم وبحوزتهم كمية من المخدرات.

وتملك اليمن شريطاً ساحلياً كبيراً يبلغ حوالي 2200 كيلو متر، ما يجعل من الصعب مراقبته ومنع عمليات التهريب. وبحسب المصادر، فإن عمليات التهريب تنشط في مختلف أنحاء البلاد.

أحدث المقالات

أحدث المقالات