تمتلك بعض الدول العربية الثروة النفطية الهائلة , التي ساهمت في النمو الأقتصادي والعلمي والعسكري للدول المستوردة للنفط , لتنال الدول المصدرة .. الجهل ,والتخلف ,والحرمان , في كافة الموارد الحياتية والعلمية والصناعية والزراعية , ليحدثنا التاريخ بالصوت والصورة ..عن الولاءات المذلة لقادة الدول المنتجة.. لقوى الأستكبار العالمي ,التي تمارس دور الأسود المفترسة لشعوبها .. والنعامة التي تطأطأ رأسها الى أمريكا وإسرائيل , فلا دهشة من وحدة الكلمة لقادة الدول العربية .. ليس من أجل فلسطين ( رحمها الله ) .. وإنما في إخماد الاصوات الحرة التي تصدر في هذا البلد او ذاك او في هذه المحافظة او تلك ..كما في حلبجة وميسان والنجف وبغداد… الخ , سعيا” منها في تغير الدمى الكارتونية التي عاثت في الأرض فسادا” .
بعد التغيرات السياسية التي طرأت على المشهد السياسي في العراق, واحتلاله من قبل قوات التحالف التي تقودها أمريكا وبريطانيا , لتقرر بدلا” من العراق وأهلة .. بأن يكون الحاكم العسكري جي كارنر هو من يحكم العراق , وبعد مخاض عسير , حسم الصمت!المرجعي .. ضجيج المؤامرات والدسائس ,التي تحاك في ظلام البيت الأبيض , لتعبر عن هذا الموقف جريدة الواشنطن بوست وبالمانشيت العريض ” السيستاني يعلم الأمريكان المعنى الحقيقي للديمقراطية ” , لينبثق من التجربة الديمقراطية الحديثة التي فرضتها المرجعية الرشيدة , تحالف بين ضحايا النظام السابق .. الذين يجمعهم الله والوطن والدين والمظلومية, المتمثل بالتحالف الوطني والتحالف الكردستاني , تحالف يقود العملية السياسية .. لاحتواء الأخر , فالمظلوم لا يظلم , تحالف يرجى منه بناء دولة المؤسسات , دولة المواطنة , دولة القانون التي تحترم القانون .. والتي لا تفصل القانون لمقاسها وحزبها , دولة بعيدة عن الآنوية , دولة تحترم مواثيق الشرف التي لا تتقاطع مع الدستور , دولة لا تفسر الدستور وفق الهوى الشمالي او الجنوبي , دولة لا تنهار .. بأنهيار رجال الأزمات , دولة بعيدة عن ثقافة اذا قال صدام .. قال العراق , فالطريق ليس معبدا” بالورد والياسمن لهذا التحالف , فمنذ نشوءه وهو يتعرض الى تسقيط سياسي, من نفس الاطراف التي ساهمت في قتلة في الحقبة الماضية من الداخل والخارج , لكي لا ينطلق بالمفاهيم العليا المرجوه أعلاه , ليصبح العراق مسرح ..تفوح منه رائحة الدماء البرئية من ضحايا التفجيرات التي لاتميز .. بين المرجع والمكلف , وبين رواد المقاهي والمكتبات ,وبين رواد الملاعب والأسواق , وبين الكردي والعربي والتركماني , وبين الشيعي والسني والمسيحي, ليغرس العدو في النفوس والوجدان الشد الطائفي .. وليبتعد أصحاب القرار في الحكومة التنفيذية والتشريعية عن المصالح العليا ,لترتفع المصالح الحزبية والقومية والشخصية .. بعيدة عن هموم الوطن والمواطن .
ان الجليد المتراكم في العلاقة بين المركز والأقليم , لم يكن لحرارة تموز..الفضل في أذابة جليدها, وأنما اللقاء الرمزي ! الذي دعى اليه سماحة السيد عمار الحكيم ..سرعان ماظهرت ثمار هذا اللقاء , بأجتماع مجلس الوزراء في أربيل , وأجتماع لرئيس الأقليم في بغداد , فالاجتماع الرمزي .. لهو واقع مؤلم في نفوس الداعمين للأصوات الشاذة ..التي صدرت من على منابر العز والكرامة ..الذي يقول ممولها ( أن أهم ما تحقق هو كسر التحالف القائم بين المركز والأقليم ) , الا تكفي هذة الاشارة ..ان تتوحد الكلمة , وان نبتعد عن الآنا ..والأستئثار بالسلطة .. وتهميش الشريك .. وتسقيط الاخر .. وتفكيك القوى المؤتلفة داخل التحالفات , ولمصلحة من هذا التشرذم السياسي , فالأخطار التي تهدد أمن البلاد والعباد هي قاب قوسين أو أدنى من ذلك , فالعراق أمانة في أعناقكم أيها المتحالفون , ولاتنسوا , فأنكم وجمهوركم .. في مرمى الهدف الذي تمزقت شباكه تحت أنظاركم ومسامعكم في الماضي والحاضر , فــــ(أستثمروا الفرص فأنها تمر عليكم مرور السحاب ) كما يقول أمير المؤمنين علي علية السلام , اللهم أشهد أني بلغت .