أقبل العراقيون بكثافة بحثا عن فرح ينسيهم المآسي التي تطبع يومياتهم لشراء شجرة عيد الميلاد ودمى بابا نويل وسط فرحة تحرير الرمادي وأستقرار أمني ملحوظ .وإنا أسير في شارع الحبوبي وسط الناصرية .صادفني العشرات من النسوة والرجال وهم يحملون الأشجار البلاستكية الخضراء والنشرات الضوئية ودمى بابا نويل الحمراء والبيضاء .الموروث الديني والطابع العشائري الذي تتميز به محافظة ذي قار، لم يمنع مواطنيها من الاحتفال بأعياد الميلاد هذا العام وانتشار مظاهره في شوارع المحافظة، الأمر الذي انعكس بالإقبال الواسع على محلات بيع زينة الميلاد.
السلطة المحلية في ذي قار قالت إن الاحتفال بأعياد الميلاد يندرج ضمن ملف الحريات الشخصية، شرط عدم تجاوزه لبعض الضوابط والأعراف والتقاليد .
الناشط المدني حقي كريم هادي يروم تنظيم احتفالية على ضفاف نهر الفرات الساعه الثانية عشر ليلامن يوم الخميس 31-12 . أسماها (رسالة بكل الالوان ) قائلا أنها رسالة سلام من الناصرية الى كل العالم من أننا إخوة في الوطن وتجمعنا وشائج ولغة التآخي والمحبة والعراق الموحد .
مصدر امني قال الحريات الشخصية مكفولة في الدستور، ونحن لانمانع في اي فعالية يقوم بها من يريد إن يعبر عن أرائه أو يمارس حرية شخصية، شريطة عدم التجاوز على القانون والآداب العامة واحترام مورثونا الديني والاجتماعي .
الكاتب عباس الغزي قال أن الروحية العراقية منفتحة وتواقة لحب الجمال والفرح ونبذ الفرقة والعنف والتطرف . والمواطن يبحث عن متنفس ونسيان ما عاناه منذ ثمانينات القرن الماضي من سلسلة نزاعات دامية، منها حرب الثمانيات والغزو أميركي في 2003 وأعوام من القتال المذهبي.و دوامات العنف، من إعمال القتل والتهجير لداعش المتطرف على مناطق واسعة من العراق، وهو ما أدى إلى تهجير مئات الآلاف من السكان ومقتل آلاف آخرين.
السيدة أم سماح وهي معلمة متقاعدة قالت لي وهي تحمل كيسا بلاستكيا تبرز منه شجرة الميلاد تقول “نحن نبحث عن الفرح لننسى المعاناة التي نعيشها.أشعرة بسعادة كبيرة عندما أرى الناس يقبلون على شراء هدايا العيد وهم مستبشرين بغد أفضل ، والبهجة والغبطة تشع من عيونهم، ينشرح صدري وأحمد الله على نعمة الأمان التي تنعم بها الناصرية ،وكما ترى أن الجميع يحاول اغتنام فرصة العيد حتى يرفه عن نفسه وينزع عن كاهله بعضا من الكروب”.
سامر موظف وطالب في كلية أسلامية مسائية يقول ميلاد السيد المسيح فرصة للم الشمل وتوحيد القلوب و أرسل لكل الطيبين بالعالم خالص سلامي ومحبتي وأهنئكم جميعا ببدء العام الجديد وأهنئ المسيحيين بعيد الميلاد المجيد مصليا إلى الله أن يحفظ وطننا العزيز .ويقول من حقي أن احتفل وافرح مع عائلتي وكنت أقوم بالأمر نفسه خلال طفولتي، وحافظت على العادات نفسها مع عائلتي وأقربائي وياللاسف اعتدنا على الوضع المأساوي والتفجيرات، وإذا ما أعرضنا عن الاحتفال، يموت الناس والبلد كمدا وحزنا.سيدنا المسيح يقول«أما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر. بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا ومن اراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فأترك له الرداء أيضا ومن سخرك ميلا واحدا فأذهب معه اثنين. من سألك فأعطيه. ومن اراد أن يقترض منك فلا ترده. احبوا اعداءكم باركوا لأعنيكم احسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسئون إليكم ويطردونكم. ليجعلنا الله آلة سلامة فحيثما توجد الكراهية نعطى المحبة لأن المحبة والسلام من ثمار الروح المقدس » ما أحرانا إن نتمعن بهذه الكلمات القدسية وأن نجعلها دليل عمل وان نسعى ونعمل بروح الفرد الواحد فالناس يحتاجون إلى الاحتفال والفرح لنسيان بعض من الحزن والآلام والأضرار التي أصابت الكثيرين منهم جراء ما شهده العراق من صراعات وحروب شتى تحتاج الى فسحة من الأمل والأماني بعراق خالي من العنف والكراهية .عيد ميلاد سعيد وكل عام وأنتم بألف خير .********************