التأريخ العربي الإسلامي حافل بالعطايا، والهبات تُمنَح لمَنْ يعرف كيف يستلهم الدروس والعبر منها، لا أن يستحضرها فقط للقراءة، والإطلاع، والإستطلاع، فثقافة المطالعة شيء، وثقافة الإستماع وتطبيق ما يسمع على أرض الواقع شيء أخر، وقد كان الطامعون يجدون عند معاوية، ما يريدون من لهو الدنيا ولعبها، أما الزاهدون فقد كانوا يجدون عند علي، ما يحبون من لقاء الباري عز وجل إبتغاء مرضاته، وما بين الثرى و الثريا تتضح معركة الكرامة والمصير؟الإرهاب ينمو في بيئة عقائدية منحرفة، متمثلة بمعسكر الفساد والرذيلة الأموي، وكلما عرفنا، ودرسنا، وإستحضرنا أساساته المزيفة الضالة، كلما إدركنا وإستشعرنا عظمة إنتصاراتنا الكبيرة، خلال العامين المنصرمين، اللذين شهدا إحتلال المدن العراقية، من قبل عصابات تكفيرية، أنتجتها المصانع الوهابية، المارقة على الدين صاحبة الفتاوى الشيطانية، فلولا فتوى المرجعية الرشيدة، لما تحقق النصر على يد أنصار العقيدة الحسينية، إذن هي الحرية الحمراء، وكرامة الشهادة أول درس، من ثقافة علي (عليه السلام).سرايا عاشوراء، ولواء المنتظر، وأنصار العقيدة، وحركة الجهاد والبناء، وكتائب الإمام علي، كلها خطوط جهادية قارعت عصابات التكفير الوهابية، وتمتد خيوطها صوب أصحاب الحق والعدالة، التي أرسى دعائمها أمير المؤمنين علي (عليه السلام)
في دولته العادلة، وتعامل مع أمته بعقلانية، نظراً لتحديات المرحلة التي عاصرها، وتقدم الى الأمام بخطوات صحيحة وواثقة، رغم خوارج عصره والمنافقين من حوله، لكنه قاتل مع أصحابه بعقيدة لا تهزم أبداً، وهذا سر ديمومة إنتصاراته الخالدة.لقد إكتشف العراقيون، أنه لا علاج لهم إلا بوحدتهم، وأن يتقبل أحدهم الآخر، وأن يتعاونوا فيما بينهم، لذا إستعدنا صلاح الدين والرمادي، واليوم الفلوجة، وغداً الموصل بإذنه تعالى، فكرامة العراق بوحدته، ولن يعلن النصر إلا بتكاتف جميع الجهود، ومشاركة الفصائل العسكرية، والشعبية، والعشائرية، فكلهم يقاتلون بعقيدة من أجل العراق، ففتوى الجهاد الكفائي جاءت لتنقذ الدولة من الإنهيار، وتنقذ الوطن من الإفتراس، على يد أقبح فكر دموي منحرف عرفه التأريخ المعاصر.دعوة موجهة الى كافة مؤسسات الدولة بصنوفها المختلفة، مواجهة الفكر المتطرف الذي عشعش لعامين، في عقول المغرر بهم، فكان لزاماً علينا إعداد برامج وطنية، لإنقاذ أجيالنا الحاضرة، لتكون قادرة على المواجهة المصيرية في المستقبل، لأن السياسة الدموية للإرهاب الأعمى، لم يأتِ من فراغ بل عن وعي ودراية شيطانية، تحاول طمس معالم الوحدة الوطنية بين أبناء العراق الواحد، لكنهم لم ولن يتمكنوا من العراقيين، لأن هذا الوطن خُلِقَ ليكون واحداً موحداً.في الكتلة الوطنية للإنقاذ، ما الذي يجبر الوردة على الصمت؟! يقول السيد عمار الحكيم: (أننا لسنا عاجزين عن إيجاد الأرضية المشتركة مع الآخرين، ولكننا كنا نلتزم بالإتفاق داخل الإطار الواحد، ثم الإتفاق في الإطار الوطني، وبما أن التحديات الراهنة، تتطلب حلولاً جذرية سريعة لا ترقيعية، لذا فإن تشكيل الكتلة الوطنية، لإنقاذ العملية السياسية، تمثل أهم آليات التطور وفق القانون والدستور)،عليه فالوردة بحاجة الى رحيق، لتثمر من جديد وتتكلم بإسم العراق!