21 مايو، 2024 7:44 م
Search
Close this search box.

في العيد .. آهات عراقية

Facebook
Twitter
LinkedIn

لبيك اللهم لبيك عبارة جميلة يرددها العالم الاسلامي ومعه العربي وذلك قبل استقبال عيد الأضحى المبارك ، الأكف ترتفع خاشعة الى السماء وهي تبحث عن رحمة الله قبل الشروع بتقديم الأضاحي التي بنحرها تعني دخولنا أول أيام العيد ، كل المسلمين في أرجاء المعمورة يقومون بتقديم الأضاحي المعروفة ، إلا في وطني فالضحايا هم البشر كل الأطفال وحتى الكبار يخضبون أياديهم وأجسادهم تارة بالتاتو وأخرى بالحناء باستثناء العراق الذي لا يوجد فيه سوى لون واحد إلا وهو الدم القاني المسفوح في كل مكان ، هذا حال وطني من دم الى دم ومن جريمة الى أخرى بالأمس كنا نتحدث عن سبايكر والصقلاوية وآل بوعيثة وقبلها الموصل ومن بعدها صلاح الدين ولا نعلم غداً أو بعد غد عن ماذا سنتحدث وكيف ، دماء الأبرياء تسكب في كؤوس ليشرب متعطشها ، وهناك في الأراضي الآمنة نجد الكثير الكثير من التجار والسياسيين ممن امتصوا دماء العراقيين ومع ذلك هم اليوم يقرعون أنخاب الفرح ليحتفلوا بالعيد ، عيد الأضحى وكأنهم لا يعرفون أو يشعرون بمئات الثكالى والأرامل ممن تساقطت سقوف صدورهم على رؤوسهم وفقدوا ابناً أو أخا أو زوجاً أو عوائل كاملة حصد أرواحها ملك الموت بدون موعد أو رحمة ، ليقطفها كما الزهور في غير موعدها والصمت مطبق عند جلساء الكراسي الذين ما إن حصلوا على ما أرادوا حتى اخذوا يستمتعون مع عائلاتهم بالمكاسب التي دفع ثمنها الشعب العراقي وأبنائك أيها الوطن المبتلى .
الاصلاء فقط هم أبناء الشعب ومع ذلك نجد من لا يحفل بهم أو ما فيهم فأولئك نرى منهم من يرقص وأخر يحتفل وحتى الاقنية ونقصد قنوات التلفاز الكثيرة ممن تدعي العراقية تروج برامج العيد وتتنافى الملاعيب عند العراقيين كونهم لم يفارقوا ثياب الحداد التي لبسوها من زمان وزمان مرغمين ومن لم يلبس منهم نجده اليوم شبه عار وهو يفترش الأرض ويلتحف بالسماء بعد ان جردوه أولئك المجرمون من كل شيء حتى بات لاجئاً و أين في وطنه وهل هناك أصعب من اللجوء في الوطن يا أبناء الوطن يا سياسيو الوطن يا مسؤولي الوطن أين انتم من شعبكم أين انتم من دموع الأطفال من دموع حتى عجائز العراق اللواتي انحنت ظهورهن وهن يقبلن قبور أبنائهن هذا إن نجد لهم قبور ، وعقب كل هذا سنجد من يحتفل بالعيد نعم وجدناهم أولئك الذين لا يشبعون منا ، كل شيء سيذهب منا إن لم نحرر أراض كثيرة من الوطن محتلة بيد المجرمين من الدواعش ، مجرمون أتوا سواء من خارج أسوار الوطن أو حتى من نبتت أشواكهم السمية في داخل هذا الوطن ، كل من في ارض الوطن وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها اسري داخل بيوتهم وإحيائهم والغرباء من يتحكمون بهم بغير رحمة ، هنا تفجير وهناك اغتيال هنا قتل وهناك قطع رؤوس هنا عقوبات جماعية وأخرى غيرها ، من يبالي بنا لا احد،  لنصحوا أيها العراقيون لنصحوا ونرى كيف بيعت النساء كيف نحرت الرقاب كيف حطموا موزائيك الوطن المتعدد الألوان ، عاثوا بالوطن فساداً فوق ما تم إفساده من قبل كثيرين من السياسيين بحيث لم تبقى حرمة لروح شهيد أو إحساس بألم جريح أو معاق ممن تناثر جزء من جسده على طرقات الوطن ، والأيتام نراهم اليوم يسألون لماذا أصبحنا أيتام ؟ ومن سيأخذ حقنا وهل حقا هناك من سيحتفل بالعيد ويتعطر بدموعنا التي لن تتوقف أو يقوم بوضع حناء الدم بكفيه وأصابع أولاده المتخمون المترفون الذين حتماً اليوم نراهم يحتفلون بالعيد ولكن خارج أسوار الوطن .
مللنا وتعبنا لأننا لم نعد نشعر بطعم العيد الذين غادرنا من سنين وآن لنا ونحن نطلق الآهات العراقية الموحدة إن نطالب بوقف الاحتفالات ومهما كان حجمها صغرت أم كبرت لان هذا العيد ليس بعيد ، العيد الحقيقي لا يأتي حتى تحرير الوطن بالكامل من الأدران التي علقت بجسده ، وصولاً الى إيقاف مهم لنزيف دماء الأبرياء وبشكل نهائي لا رجعة فيه وساعتها ليكون لنا عيد حقيقي نحتفل به كعراقيين مجتمعين فهل هذا صعب أم مثل هذه الأمنيات صعبة التحقق ؟ ! نحن نثق برجال الوطن من العراقيين الحقيقيين الذين نذروا أرواحهم فداءً للوطن والمواطن وهم وحدهم من سيجعلوننا نفرح ومرة أخرى سترقص الأرض والسماء معنا لأننا نكون قد فرحنا بعد صبر على سنين عجاف ملأها دم الأبرياء ، رحم الله شهداء الوطن وبالمقابل لا ننسى ان نبقى نلعن ونطالب الله ان يلعن كل من تسبب بإراقة قطرة دم واحدة من إي عراقي لنترك المسميات ، العراق عراق والعراقي عراقي شاء من شاء وأبى من أبى ، ننتظر زوال الآهات التي أصبحت ماركة عراقية مسجلة وبأمتياز ، ترى هل سنبقى ننتظر أم هناك من سنجد معه الخلاص وآخرها هذه التي قد تخفف عن إعداد لا يستهان بهم من العراقيين أيضا ، هي دعوة نطلقها للسياسيين ممن هم مسؤولون حكوميون أو غيرهم ونقول لهم اذهبوا الى عائلات سبايكر والصقلاوية وآل بوعيثة اذهبوا الى النازحين واللاجئين اقضوا العيد معهم أفرحوهم ولا تغادروا الى خارج أسوار الوطن لتفرحوا لوحدكم ، العيد ربما يعيشون بعضاً من فصوله معكم ساعتها ستشعرون كم هي حاجة العراقيين للعيد الحقيقي ، نبقى نطالبكم لأنكم مسئولون ليس أمامنا فقط بل إمام الله الواحد الأحد الذي لا يضيع عنده احد فهل انتم عراقيون حقا؟ الجواب بآهات عراقية من عراقي كتبها وهو مليء بالآهات .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب