18 ديسمبر، 2024 4:56 م

في العراق … وزارة صحة أم وزارة إمراض؟

في العراق … وزارة صحة أم وزارة إمراض؟

مع إنهيار النظام الصحي في العراق بكافة مفاصله إبتداء من سوء إدارة وزارة الصحة والبيئة والمستشفيات والمؤسسات الصحية وقدمها مرورا بالفساد الحاصل في سوق الأدوية والمستلزمات الصحية، وإنتهاء بالخلل الكبير جدا في الرعاية الصحية الأولية والذي لم يسبقه مثيل منذ عام 2003 ولحد الآن، تأتينا مصائب ابراج الهاتف النقال التي أودت بحياة العشرات إن لم يكن المئات من المواطنين بسبب أمراض السرطان التي سببتها لهم الإشعاعات الصادرة من تلك الأبراج، إضافة إلى الأمراض والمشاكل الصحية الأخرى التي يعاني منها كثيرون ممن هم على مقربة من تلك الأبراج. كل ذلك سببه سوء إدارة وزارة الصحة والبيئة ومراقبتها للطريقة التي تنتشر فيها تلك الأبراج والإجازات التي تعطيها لشركات الهاتف النقال من دون معرفة بمواقعها او فحص الإشعاعات الصادرة عنها وعدم التزام شركات الهاتف النقال بالضوابط الصحيحة والعلمية لنصب تلك الأبراج.

يبدو أن القائمين على وكالة البيئة في وزارة الصحة والبيئة لا يعلمون شيئا عما تقوم به مجاميع كبيرة من المتخصصين بالصحة البيئية من إعتراض على نصب ابراج الهاتف النقال في الأحياء السكنية ومنها النداء المشهور أدناه الصادر عن مجموعة من المتخصصين بالطب البيئي في ألأمانيا الذي ترجمته للمواطن العراقي لكي يعلم أي جريمة ترتكب بحقه من قبل وزارة يفترض بها أن تقدم الرعاية الصحية له لا أن تمرضه أو تقتله.

وباعتباري متخصصا بالصحة البيئية فإني أحمل وزارة الصحة والبيئة والهيئة العامة للإتصالات وشركات الهاتف النقال عن كل ما عاني منه مواطن عراقي من أمراض ومشاكل صحية بسبب إنتشار أبراج الهاتف النقال ونصبها في المناطق السكنية والإخلال بالضوابط العالمية لنصب تلك الأبراج.

نداء فرايبرغر FREIBURGER APPEAL (أرجو قرائته بتمعن)
9 أكتوبر/تشرين الأول 2002

بدافع القلق الشديد على صحة إخواننا من البشر، فإننا – كأطباء معروفين في جميع المجالات، وخاصة الطب البيئي – ننقل ما يلي إلى المؤسسة الطبية وتلك المتخصصة في مجال الصحة العامة والمجالات السياسية، وكذلك إلى المواطنين كافة:
لاحظنا، في السنوات الأخيرة، حدوث ارتفاع كبير في الأمراض الحادة والمزمنة بين مرضانا، وخاصة:
التعلم والتركيز والاضطرابات السلوكية (مثل اضطراب نقص الانتباه)
تقلبات شديدة في ضغط الدم، من الصعب التأثير عليها وعلاجها بالأدوية
النوبات القلبية والسكتات الدماغية بين السكان الأصغر سنا على نحو متزايد، وكذلك الأمراض التنكسية في الدماغ (مثل مرض الزهايمر) والصرع والإصابة بأمراض السرطان: سرطان الدم وأورام المخ
علاوة على ذلك، لاحظنا حدوث ارتفاع متزايد في العديد من الاضطرابات، من بينها تشخيص عادة ما يخطأ به على أنه مرض نفسي جسدي:
الصداع، والصداع النصفي، والإرهاق المزمن، والإثارة الداخلية
الأرق، والنعاس أثناء النهار
طنين الأذن
القابلية للإصابة بآلام الأنسجة العصبية والضامة، والتي لا تفسر الأسباب المعتادة حتى الأعراض الأكثر وضوحا
نظرًا لأن البيئة المعيشية وأساليب الحياة الخاصة بمرضانا مألوفة بالنسبة إلينا، يمكننا أن نرى – خاصة بعد الاستقصاء الموجه بعناية – وجود علاقة زمنية ومكانية واضحة بين ظهور المرض والتعرض لإشعاع الموجات عالية التردد النبضي (HFMR)، مثل:
تركيب محطة إرسال الهاتف المحمول في المنطقة المجاورة
استخدام مكثف للهاتف المحمول
تركيب هاتف رقمي لاسلكي (DECT) في المنزل أو في الحي
لم يعد بمقدورنا تصديق هذا ليكون من قبيل الصدفة البحتة، وذلك لأن:
غالبًا ما نلاحظ تركيزًا ملحوظًا لأمراض معينة في المناطق أو الشقق الملوثة بإشعاع الأشعة الدقيقة (مايكرويف) عالية التردد (HFMR).
غالبًا ما يتحسن أو يختفي مرض أو مرض طويل الأجل في فترة زمنية قصيرة نسبيًا بعد الحد من التلوث بإشعاع الأشعة الدقيقة (مايكرويف) عالية التردد أو التخلص منها في بيئة المريض؛
غالبًا ما يتم تأكيد ملاحظاتنا بواسطة قياسات إشعاع الأشعة الدقيقة (مايكرويف) عالية التردد في الموقع ذو الكثافة غير المعتادة.
إعتماداً على تجاربنا اليومية، فإننا نعتبر تكنولوجيا الاتصالات المحمولة الحالية (التي تم إدخالها في عام 1992 ومنذ ذلك الحين واسعة النطاق على مستوى العالم) والهواتف الرقمية اللاسلكية (معيار DECT) لتكون من بين المحفزات الأساسية لهذا التطور المميت. لا يمكن للمرء أن يتهرب من هذه الموجات الدقيقة النابضة. إنها تزيد من خطر التأثيرات الكيميائية / الفيزيائية الموجودة بالفعل، وتؤثر على الجهاز المناعي للجسم، ويمكن أن توقف الآليات التنظيمية التي لا تزال تعمل في الجسم. النساء الحوامل والأطفال والمراهقون وكبار السن والمرضى معرضون بشكل خاص لهذا الخطر.
أصبحت جهودنا العلاجية لاستعادة الصحة أقل فعالية بشكل متزايد: الاختراق المستمر دون عوائق للإشعاع في مناطق السكن والعمل، يسبب الإجهاد دون انقطاع ويمنع الشفاء التام للمريض.
في مواجهة هذا التطور المقلق، نشعر بأننا ملزمون بإبلاغ المواطنين بملاحظاتنا – خاصة وأننا نظرنا إلى أن المحاكم الألمانية تعتبر أي خطر من الإشعاع بسبب الهاتف المحمول “افتراضية بحتة” (انظروا قرارات المحكمة الدستورية في كارلسروه و المحكمة الإدارية في مانهايم، ربيع 2002).
ما نراه في الواقع اليومي لممارستنا الطبية هو ارتفاع عدد المرضى المصابين بأمراض مزمنة وهو نتيجة لسياسة حدود السلامة غير المسؤولة، والتي لا تأخذ حماية المواطنين من الآثار القصيرة الأجل والطويلة الأجل لإشعاع الهاتف المحمول كمعيار أساسي لحدوثه. وبدلاً من ذلك، فإنه يقدم إلى إملاءات تقنية معروفة بالفعل منذ فترة طويلة بأنها خطيرة. بالنسبة لنا، هذه بداية تطور خطير للغاية تتعرض صحة العديد من الناس للتهديد من خلاله.
لن نطلب بعد الآن انتظار المزيد من نتائج البحوث غير الواقعية – والتي تتأثر في تجربتنا غالبًا بقطاع الاتصالات بينما يتم تجاهل الدراسات الإيضاحية. نجد أنه من الضرورة الملحة أن نتصرف الآن!
قبل كل شيء، نحن، كأطباء، دعاة لمرضانا. من أجل مصلحة جميع المعنيين، الذين يتعرض حقهم الأساسي في الحياة والتحرر من الأذى الجسدي للخطر، فإننا نناشد أولئك الموجودين في مجالات السياسة والصحة العامة بدعم المطالب التالية واتخاذ الإجراءات التالية:
تقنيات اتصالات جديدة صديقة للبيئة، مع إعطاء تقييمات مستقلة للمخاطر قبل إدخالها، وكتدابير فورية وخطوات انتقالية:
حدود أمان أكثر صرامة وتخفيضًا كبيرًا في مخارج الإرسال و إشعاع الأشعة الدقيقة عالية التردد على نطاق يمكن تبريره، لا سيما في مناطق النوم والنقاهة
الدعم من قبل المواطنين والمجتمعات المحلية فيما يتعلق بوضع الأبراج (والتي ينبغي الإستماع إلى مطاليبهم باعتبارها أمرا مفروغا منه)
تثقيف الجمهور، وخاصة مستخدمي الهواتف المحمولة، بشأن المخاطر الصحية للمجالات الكهرومغناطيسية
فرض حظر على استخدام الهاتف المحمول من قبل الأطفال الصغار، وتقييد استخدامه من قبل المراهقين
فرض حظر على استخدام الهواتف المحمولة والهواتف اللاسلكية الرقمية (DECT) في المدارس المتوسطة والثانوية والمستشفيات ودور رعاية المسنين وقاعات المناسبات وقاعات السيارات العامة والمركبات (كما هو الحال مع حظر التدخين)
(أسماء الأطباء الموقعين على هذا النداء وتخصصاتهم مذكورة في الروابط أدناه لمن يريد الإطلاع عليها)
صادر عن الجمعية متعددة التخصصات بالطب البيئي
IGUMED, Bergseestr. 57, 79713 Bad Sackingen
Tel. 07761 913490, FAX 913491, e-mail: [email protected]

http://freiburger-appell-2012.info/media/International_Doctors_Appeal_2012_Nov.pdf
https://www.powerwatch.org.uk/pdfs/20021019_englisch.pdf
https://legislature.vermont.gov/Documents/2020/WorkGroups/Senate%20Finance/Bills/H.513/Written%20Testimony/H.513~Em%20Peyton~Freiburger%20Appeal~4-25-2019.pdf

بروفيسور متخصص بعلم الفسلجة والعقاقير الطبية ومستشار بإدارة المؤسسات الصحية وخبير دولي بالصحة البيئية والتغذية العلاجية
[email protected]
بريطانيا في 8 أيلول/سبتمبر 2021