يوماً بعد يوم و حال العراق من سيء إلى أسوء فأسوء رغم وجود الحكومات السياسية و إمساكها بزمام الأمور بقبضة من حديد ويقف من وراءها حفنة من العمائم الدخيلة على البلاد المتحكمة تماماً بدفة الحكم و مسخرة القيادات السياسية لخدمتها حينما تعمل بتوجيهاتها وتضمن عدم مخالفتها حتى في دقائق الأمور فضلاً عن تحكمها بمصدر القرار السياسي كي يتلاءم مع توجهاتها الخاضعة للهيمنة الخارجية سواء للغرب أو لإيران فلا فرق بينهما فكل الأطراف المحتلة في العراق وضعت ثقتها بتلك العمائم الأجنبية لغايات و أهداف تدخل في مصلحة المحتلين وهذا ما فتح المجال لوجود قيادات سياسية فاسدة تعمل تحت إمرة العمائم المتلبسة بزي القديسين المزيف التي سخرت فتاواها لحماية أدواتها السياسية و توفر الغطاء الشرعي لجرائمهم التي فاقت كل التصورات حتى أدخلت البلاد في فوضى سياسية لا نهاية لها تلوح في الأفق فبالأمس بعد إن كانت غارقة بالحروب الأهلية و الطائفية المقيتة و اليوم بدأت تواجه فوضى و صراعات سياسية لا طائل منها وستعود على البلاد بالويلات وعلى مرأى و مسمع عمائم السوء و الفساد دون أن تحرك ساكناً و تعمل بجد على إخراج العراق من تلك المآسي و الويلات وكأن الفتوى ماتت أو انتهى مفعولها فما صمتها المخزي و المشين إزاء ما يجري على العراقيين إلا أوضح دليل على عمالتها للخارج و عدم اكتراثها لما يحلُّ على هذا البلد الجريح ، فمتى تستفيق من سباتها و تضع حداً لمعاناة العراقيين و تقف بوجه السياسيين الفاسدين و تحافظ على وحدة البلاد و لم شمل العراقيين جميعاً تحت خيمة الوحدة الوطنية و تطوي صفحات الألم و الحرمان التي يعيشها العراقيون و يتجرعون مرارتها يومياً فلعل قضية الاستفتاء المزمع إجراءه في إقليم كوردستان و تباين الآراء حوله فضلاً عن انقسام الأطراف السياسية تجاهه بين مؤيد و معارض ادخل البلاد في فوضى سياسية أطاحت بسيادته مما فتح الباب أمام التدخلات الخارجية التي تحاول النيل من كرامته و مكانته العالمية و تقسيمه إلى عدة أقاليم على أسس طائفية و مذهبية تخلف وراءها النعرات الطائفية الدموية الناتجة عن الصراعات السياسية التي خلفت وراءها الفساد و الإفساد و البطالة الكبيرة و التهجير القسري و جيشاً من المشردين من الأرامل و الأيتام