23 ديسمبر، 2024 5:56 ص

في العراق فقط , ولا سواه !

في العراق فقط , ولا سواه !

في مفهوم وفلسفة وسفسطة مصطلح ” الأغلبية – Majority السائد استخدامه في العراق , فأيّ تفسيرٍ ممكن استيعابه لهذا المفهوم حين يجري هذه الأيام قطع شبكة الأنترنيت عن كافة سكان او المواطنين العراقيين ” لساعتين يومياً ” بسبب امتحانات ” الدور الثالث ” لطلبة المتوسطة والأعدادية , كأجراءٍ ستراتيجي او Super Strategy لمنع اية محاولاتٍ للغش في الأمتحانات .! , بينما لا يجري قطع الأنترنيت في اقليم كردستان اثناء هذه الأمتحانات .! , وما الفرق بين الأقليم وعموم محافظات العراق .؟ ومحاولات الغش هي ظاهرة عالمية وتأريخية في كافة دول العالم ولم نسمع ذات يومٍ أنّ دولةً قطعت النت عن شعبها بسبب امتحانات ” الدور الثالث ” الغير موجود في كلّ الدول والملل والنحل .! ولا حتى في الدَورين الأول والثاني .! والأغرب أن لا < حيدر ولا عادل , او لا فؤاد ولا برهم > يتدخلون في منع ذلك وكأنّ الأمر لا يعنيهم في مديات الضرر في المؤسسات الحكومية والمصارف والشركات وسواها , فضلاً عن السكّان .! فماذا تفسير ذلك وتحتَ ايّ مسوّغ او مبررٍ لا يُبرّر ولا يسوغ نفسه .؟

وإذ لا نرغب في الإسترسال ” تقنيّاً ” بأنّ قطع وتقطيع اوصال الأنترنيت يعكس عقليةً او ذهنيةً متخلّفة للغاية , إذ طالما يمكن اختراق هذا القطع والأتصال بالشبكة الرئيسية خارج نطاق وزارة الأتصالات , من خلال الأتصال بالقمر الصناعي وبأستخدام منظومة VSAT المتوفرة في الأسواق العراقية , بل أنّ الأمر يتجاوز ذلك ويتخلى عنه , فبالأمكان استلام اسئلة الأمتحانات في ايّ مكانٍ في العالم ” مجاناً ” عن طريق الأتصال ببرنامج < ONE WAY BROADCAST > الذي يمكن التعامل معه بواسطة اجهزة الستلايت المنتشرة .

ماذا يمكن استخلاصه واستنتاجه عن السلوك الحكومي وعن الجالسين او الذين جرى إجلاسهم على المقاعد السلطوية الوثيرة والفارهة لوزارة الأتصالات , سوى أنّ اغلبهم من الجهلة والرعاع , وجيء بهم إمّا لصلة القرابة بمسؤولي الدولة , او لأنتماءاتهم لأحزاب الأسلام السياسي .! , كما لا ادري ويحيّرني لماذا لا تفصح المنظمات التابعة للأمم المتحدة في العراق وكذلك اليونسكو , وسفارات الدول العظمى والصغرى في العراق عن رأيها في مسرحية قطع الأنترنيت اثناء الأمتحانات ومنذ سنوات .! , فهل باتَ كلّ العراق موضع استخفاف من كلّ العالم .! , ولربما …!

وعطفاً ” دونما تعاطفٍ او عواطف ” مع مصطلح الأغلبية في جانبه السياسي والحزبي , وانعكاساته على جماهير او الجمهور العراقي , فهذه الأغلبية المتحكّمة في مفاصل وجزئيات وزوايا الدولة , فهي ليست سوى أقلّ بكثيرٍ وبالأحرى لا تدنو في مجموعها الأفتراضي ولا تقترب من جموع المواطنين الوطنيين سواءً المستقلين او المنتمين الى احزابٍ علمانية ووطنية او قومية , الذين شتّان بينهم وبين مَن التقطتهم اجهزة المخابرات الأجنبية من الأرصفة وزوايا الشوارع الفرعية – الضيّقة .!

واذا ما كانت هنالك من ” اغلبية سياسية ” في العراق , فهي اغلبية تزوير الأنتخابات بالطرق المبتذلة والبدائية الرخيصة , وبأسنادٍ من تشكيلاتٍ مسلحة .

فهل ستظلّ عملية تقطيع الأنترنيت عرفاً سنوياً – امتحانياً من اعراف القيادات الحكومية لأحزاب الأسلام السياسي جرّاء قُصر النظر السياسي والفكريِ غير القابل للشفاء , حسبما يبدو .!