23 ديسمبر، 2024 2:45 م

في العراق فقط .. نـُـكرّم الفاسدين ونـُـحاكم المقاومين

في العراق فقط .. نـُـكرّم الفاسدين ونـُـحاكم المقاومين

ما تناقلته يوم امس اغلب وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، حول قرار دولة الرئيس المالكي تعيين الناطق السابق باسم الحكومة الدكتور علي الدباغ، سفيرا في احدى الدول العربية، شريطة عدم ظهوره في ابرز وسائل الاعلام، وكشف ما هو مستور يعرفه الدباغ عن رجالات الحكومة ومقربي السلطان واقرباءه.
وهنا لست بصدد تثبيت ما تناقله الاعلام عن مصدر في الخارجية العراقية حول هذا الموضوع من عدمه، لانه خبر توارد ونشر حاله حال اي خبر ينشر كل يوم، سواء كان صحيح هذا الخبر او مغلوط، ولكن نحن وغيرنا سنكون بانتظار ما ستثبته الساعات القادمة، من احقية هذا الكلام ام زيفه، لذا فان الحكومة وعلى راسها دولة الرئيس المالكي مطالبة بتصريح واضح من مكتب رئيس الوزراء او من مستشاره الاعلامي، يوضح فيه للناس مدى صدقية ما اثير وقيل من عدمه.
الا انني وبعيدا عن المقدمة التي تناولتها والموضوع الذي تعرضت له، ومن خلال ما جمعته من قرائن ملموسة كافية طيلة الفترة السابقة، يمكن ان نستنتج بموضوعية ونثبت ان دولة الرئيس دافع واستقتل في اكثر من مناسبة عن بعض المفسدين مع شديد الاسف، وهذا ليس اتهاما او زورا، بل هو واقع تبين وتوضح للجميع لا غبار عليه ولا زيف، ابتداءا بدفاعه وتغطيته على سارق قوت الشعب وزير التجارة عبدالفلاح السوداني، ومساعدته على الهروب خارج العراق، ومرورا بوقوفه مع مفتش وزراة الصحة المعروف بالفساد عادل محسن، والذي سيلتحق بزميله الوزير السابق الى خارج البلد، ومن ثم التحاقا بسماسرة صفقة السلاح، الذين كانوا اعضاءا ومقربين من حكومته وشخصه، ورفقاءه في سفرته والذين حصلوا على الحصانة الكافية منه ومن محاكمه، وذلك تارة بالهروب، وتارة بعدم القبول باتهامهم، مع ان هناك ما يكفي من وثائق وتسجيلات تثبت فسادهم.
يضاف لذلك تورط بعض المقربين جدا من دولة الرئيس، من الذين يحملون صفة المستشارية، ممن عرفوا بكناهم لا باسمائهم، وهم هرم السمسرة والكوميشنات، وهؤلاء يسكنون ويقطنون بجواره ويجالسونه ليل نهار، وهم معروفون بهذا الشيء لدى الجميع، بما فيهم هو، ولكن اسمعتَ لو ناديتَ حيا.
وعليه ومن هذا المنبر الاعلامي البسيط، نقول يا دولة الرئيس: ان الدفاع عن المفسدين لا اظنه يختلف من الدفاع عن المجرمين، لان كلاهما يدمر الشعب ويفتك به.
وان كان دولتك يخاف على سمعته وسمعة حزبه في حال كشفك لهؤلاء المفسدين ممن هم يلوذون تحت عباءتك، فاقول لك، عذرا دولة الرئيس، فانت واهم جدا، لان العكس هو الصحيح، فكشفك للمفسدين والمتسترين باسم الدين والوطن يعطيك قوة ودعما من الله ومن الشعب، فمن الله، لانك لم تسكت عن قول الحق ولو على نفسك، وهذا ما وصانا به ال البيت عليهم السلام، اما امام الشعب، فانك ستكبر لا محالة في نظرهم، وستنال دعمهم، لا كما تعتقد خلاف ذلك، لانك لم تخنهم، ولم تتستر على من سرقوا حقهم، وهربوا به خارج البلاد.
علما ان هذا الكلام ليس موجها الى شخصك وحزبك ومقربيك فقط، بل هو مطلق وعام، يشمل اي مفسد في كابينتك الحكومية، سواء كان ذلك شيعيا ام سنيا ام كرديا، صدريا ام حكيميا ام دعوجيا ام طالبانيا ام برزانيا.
فاشحذ الهمة، وتوكل على الله، ونحن معك، واطوي صفحة الماضي، واستفد مما صنعته الصين قبل يومين حين حكمت على احد وزرائها بالاعدام لادانته بالفساد، لتجعل منه عبرة لكل من تسول له نفسه ان يسرق مال الشعب، والا فانك ان سكت ولم تتحرك ساكنا، فانت ستكون قد اسست في ظل ولايتين من حكمك للسرقة الممنهجة من قبل كبار ازلام السلطة، والتي لن يُقضى عليها بسهولة مستقبلا، في ظل اي حكومة جديدة قادمة، ترأسها انت ام غيرك.