23 ديسمبر، 2024 5:12 م

في العراق تزوير للشهادة وتزوير للمرجعية وتزوير للخلافة

في العراق تزوير للشهادة وتزوير للمرجعية وتزوير للخلافة

أصبح التزوير في العراق ظاهرة سلوكية وممارسة  تكتسح كل شيئ وأول ضحاياها ألآنتخابات , فمزور الشهادة يريد راتبا , ومزور المرجعية يريد وجاهة , ومزور الخلافة يريد ولاية ؟

مزورو الشهادة موجودون في كل الشرائح ألآجتماعية وفي كل الطوائف , ومزورو المررجعية موجودون في الشيعة والسنة وأسماؤهم معروفة , أما مزورو الخلافة فهم في التاريخ كثر ومكانهم ليس في العراق فقط حتى أصبح تزوير الخلافة من أسباب عوق ألآمة ألآسلامية , وهذا المرض النفسي والفكري هو الذي جعل المدعو ” أبو بكر البغدادي ” ينتحل صفة الخلافة ليلتحق بسلسلة المزورين التاريخيين والمزورين الحاليين .

أن أمة تزور فيها الخلافة هي أمة مقطوعة الصلة بالسماء , وأمة تزور فيها المرجعية هي أمة لايرتجى منها خير وصلاح , وأمة تزور شهاداتها  هي أمة تكتب على نفسها طلاقا مع العلم , ومن يطلق العلم فهو يطلق الحياة , فلا غرابة أذا وجدنا موتا للحياة في العراق يشمل فساد ألآخلاق , وفساد الذوق , وعندما يفسد الذوق وألآخلاق يفسد كل شيئ , وهذا هو الموت ألآكبر الذي كان الفقر بابه , ألآ أننا اليوم في العراق نصنع أبوابا جديدة لموت الحياة , ونعطيها أسماء نشتهيها نحن ولا يشتهيها غيرنا , لذلك كتبنا على أنفسنا عزلة هي كشرنقة دودة القز التي تموت في شرنقتها قدرا .

ألآ أن أحدا منا لايفكر اليوم أننا نكتب بأنفسنا فنائنا وحتفنا , لآننا أفسدنا حياتنا بأيدينا ولم يفسدها علينا أحد , ألآ عندما رأى ألآخرون : أننا لانعمل ولا نحب العمل , ولا ننتج ولا نريد أن ننتج , لا نقرأ , ولا نريد أن نتعلم , لا نفكر , ولا نريد أن نعمل تفكيرنا في مسائل تجعلنا في مصاف الشعوب التي عرفت كيف تنظم نفسها , فنحن ضد التنظيم كقانون في الحياة , ولذلك فشلت أحزابنا , لآنها تركت مفهوم التنظيم المرتبط بتنظيم الكون , وألتزمت بعصبية حزبية , والعصبية الحزبية قبائلية وعنصرية تختزن كل أمراض الفشل التاريخي للعصبيات والعنصريات التي جعلت أبناء أدم يتقاتلون ويفنون حياتهم في نزاعات أفتراضية وهمية ليس لها في قاموس المعاد من أعتبار .

أن التزوير نابع من الجهل والحسد , والحسد ظلم لآنه أعتداء على حقوق الغير بطريق الوسوسة , والوسوسة صناعة شيطانية تعتمل في صدور البعض من الناس فتحولهم الى خصوم لآنفسهم , فيلبسون ما لاينفعهم فكان التبرج والتخنث  , ويأكلون ما يضرهم , فكانت ألآمراض الجسدية , ويشربون ما لايناسبهم فكان الخمر سكرا لعقولهم , ويفكرون بما يصنع لهم الشقاء  والتعاسة , فكان ألآلحاد رفضا لقوانين السماء .

أن مزور الشهادة ومزور المرجعية , ومزور الخلافة يجمعهم الجهل والحسد , وهم منكرو نعمة الرضا والشكر والقناعة , وهي ألطاف وفيوضات تعرفها النفوس الراضية والمرضية والتي أستقامت حتى أستحقت أن تتنزل عليها الملائكة مباركة , وغياب هذا الفهم هو الذي يعصف بحياة العراقيين من حكام ظلمة جهلة الى مرجعيات حزبية فاسدة فاشلة الى عناوين ومصطلحات ضالة مضللة أنتشرت في كل الحواضن ألآجتماعية حتى جعلت الفرد العراقي لايعرف النظافة ولا يعرف القانون , ولا يعرف الوطنية وحقوق الوطن , ولا يعرف حقوق الجيران , ولا يفي بحق ألآصدقاء وألآخوان , وحتى صلة الرحم أصبحت في خبر كان.