23 ديسمبر، 2024 3:17 ص

في العراق المصالح السياسية هي الفساد بعينه

في العراق المصالح السياسية هي الفساد بعينه

لا ادري اين سمعت هذا القول
الاحزاب الفاسدة تعمل لصالح رجال الأعمال، لكنها تصور هذه المصالح على أنها مصالح الشعب
امنت بالله ، ان للاحزاب مصالح خاصة تنظم امورها وتتشكل منها شخصيتها وكيانها ،لا بأس بذلك ،كلنا حتى نحن بني البشر مصابون بذلك ، ولكن هناك مصالح ما انزل الله بها من سلطان زائدة عن كل الحدود الاخلاقية وغيرها لا تتحقق هذه المصالح الفاسدة الا ان يكون هناك في الكفة الاخرى عشوائيات يغزو أهلها وكل من يسكنها من الاطفال والنساء وكبار السن جيوش من الامراض والبكتريا وخيوط العفن تستعمر الجدران واسراب الدود والصراصر تعشعش فيها وتحيطها الروائح العفنة من كل جانب ، تنتهي باهلها سنويا بالموت والعاهة والسقم ، لا تتحقق تلك المصالح الا ان يكون هناك في الكفة الاخرى مدارس تشكو الى الله حالها عندما تكبّر مآذن الجوامع العامرة، فلا ابواب ولا شبابك ولا صحيات ولا كتب ولا دفاتر ولا معلمون ، نعم لا تتحقق تلك المصالح الا ان يكون في الجانب الاخر مستشفيات متصحرة لا دواء ولا شفاء ولا اجهزة ولا كادر متخصص حتى يموت المرضى على اسرتها بهدوء وبدون ضجيج حتى ثلاجة الموتى تشكو من عطل في التبريد ، لا تتحقق تلك المصالح الا ان يكون هناك في الضفة الاخرى جيش كسول من الشباب عاطل عن العمل لا يجد عملا حتى بدون اجور، يبحث عن عمل بلا اجور المتطوعون في التدريس مثالا اليست هذه القضية مضحكة مبكية ، لا تتحقق تلك المصالح الا ان يكون هناك خلفها في الجانب الخفي الالوف من اليتامى والارامل والثكالى افرازات الحروب التي تشعلها تلك المصالح اللعينة ، لا تتحقق تلك المصالح الا ان يكون هناك تحت عباءتها السوداء اراض زراعية بورا لا يسكنها سوى الشوك و(العاكول) ، لا تتحقق تلك المصالح الا ان يكون هناك في الاسواق المئات من الاطفال الحفاة يبيعون الاكياس باجر زهيد ،لا تتحقق تلك المصالح الا ان تكون هناك مصانع مهجورة لا تعرف معنى للانتاج يسكنها اشباح من الفقراء، بطالة مقنعة يلعبون بقطع الدومنا لهدر الوقت ، هم لا ذنب لهم بذلك طبعا ، فعندما تضرب وتحارب هذه المصالح ا الضيقة الزائدة عن الحدود ترى اسوء واقبح ما يمكن ان يحمله في جوفه العفن االسياسي الفاسد الفضيع