23 ديسمبر، 2024 6:15 ص

في العراق المجابهة مع (داعش) مشروع وطني أم إبادة ودمار للعرب وتحديداً السنَّة ؟   

في العراق المجابهة مع (داعش) مشروع وطني أم إبادة ودمار للعرب وتحديداً السنَّة ؟   

ليس هناك أدنى شك بأن داعش تنظيم طائفي متطرف يرى في استخدام القوة والسلاح والعنف سبيلا وحيدا لإقامة دولة دينية طائفية، والحرب ضد داعش بعد كل الذي احدثته في العراق اصبحت حالة وطنية جامعة لا تقبل الشك والتشكيك ،كما ان التبرير بصعوبة دحر داعش  بسبب ماتتفوق به من فكر وتدريب واسلحة في العقيدة العسكرية امر خطير ومثبط للمعنويات واقع الحال  يفترض انه لا توجد حرب ومعارك  مهما كانت محدودة غير مكلفه حتى وان خطط لها لتكون نتائجها ترتبط  بتحقيق مصالح اقتصادية , ومع ذلك فان الاستراتيجيات العسكرية ونظريات الدفاع والهجوم التي وضعت لتدرس عسكريا تحسب قيمتها  بسبب اهميتها لتفادي هذه المواجهات واذا حدثت فهي تهدف لاختصار التضحيات والتكاليف وتحقيق الحسم بأبرع وسائل واساليب المواجهة .
بعد مرور اكثر من عشرة اشهر على المعارك الحاسمة مع هذا التنظيم وبعد ان تبلورت الاحداث السياسية في العراق لتتخذ طابع الصراع العسكري نجد ان طبيعته تتسم بالخصوصيات التالية :
1.وجود داعش في العراق سببه استلام السيد نوري المالكي الذي هيمن بمفرده على القرار السياسي والعسكري والتفرد بعد أن اغراه الدعم الخارجي (أميركا وإيران) وتسببت في استمراره بالسلطة لدورتين ، انجز خلالها كل مستلزمات البقاء في السلطة كما تصور واهما ! وتوفير كل أليات وادوات التدمير وحرق العراق . داعش السنية  المتطرفة المسلحة والمدربة والمدججة بسلاح الجيش المهزوم واحدة من هذه الادوات المعدة للحرق  ومقابلها هو وجود ميليشيات شيعية متطرفة عديدة مسلحة ومهيئة جاهزة لمواجهة داعش لإحداث محرقة هائلة تنتهي اما ببقاءه في السلطة او بحرق العراق بدونه في ظل وجود جيش مهزوم معنويا وتعبويا وتسليحا غير قادر على مجابهة الطرفين واخماد فتيلهما وهذه هي الأجندة التي خطط المالكي لمريرها في حال تنحيته عن السلطة ، وهذا الامر يفسر كيفية تهريب  قيادات داعش من السجون واحتضانها للإعداد  والتدريب في مزارع ومعسكرات شخوص عشائرية وسياسية  ومسئولين  في الانبار ونينوى ومدن أخرى ومكنها من الانقضاض على ساحات الاعتصام وانتفاضات الثوار والمقاومة الوطنية وتهديدهم واستهدافهم في المحافظات المنتفضة واسقاطها عسكريا باختراق القيادات العسكرية وبتسهيلات منها .   
 2. كل من اميركا وإيران التي توافقتا على التمسك بالمالكي من اجل  استمرار الصراع في العراق مع كون ان كل واحد منهما مستفيد من وجهة نظره. ايران ترى ان المتضرر الكبير من هذا الصراع هم سنّة العراق الذين تشكل محافظاتهم حاضنة لداعش حيث الارض والسكان والبنية هي المحرقة . اما الادارة الامريكية فلها اعتقاد جازم ان داعش هي الفتيل القوي لاستعار الحرب الاهلية الطائفية لتكون اشد سعيرا وشدة من تلك التي حدثت بعد تفجير المرقدين في سامراء ، ومن خلال هكذا صراع سيكون لأميركا تاثير وهيمنة على الوضع بالعراق بعد ان شعرت بفقدان هذا التأثير وتصاعد النفوذ الإيراني فيه بعد  انسحابها من العراق ، وبنفس الوقت ستكون أكثر نفوذا لإسقاط الساسة الذين هم في الميدان ممن  انقلبوا عن الولاء لها الى الجانب  الإيراني . وفعلا دخلت داعش نينوى وهزم الجيش وتنحى المالكي بسبب سقوطها ، ناهيك عن كون بروز داعش السنية بهذه القوة وتاسيسها للدولة الدينية هو عامل قوي لتثبيت مشروع الاقاليم والتقسيم الذي يشكل صلب الهدف لاحتلال اميركا للعراق اولا وآخرا.
3. ضمن هذا الواقع ، فإن وجود داعش وصراعها مع جيش المالكي الذي حرص على حالة التهميش لمكون كامل قد خلق حالة من التعاطف مع داعش على اساس انها ستكون أكثر تعاطفا ورحمة من قوى المالكي وسياساته ، لكن سرعان ما أدرك المكون السني ان تصرفات داعش ليست كما توقع المكون الحاضن وبالتالي انكشف السناريو بشكل واضح من خلال تصرف كل من داعش والحشد الشعبي الذي هو من صنيعة المالكي انهما (الميليشيات وداعش ) لا تمتلك اجندة وطنية وهما وجهان للعنف الطائفي ، تمكنا من القفز على المشهد بدوافع اجندات اقليمية واجنبية ، وبالتالي اصبحت المعركة مع داعش لا تمثل بالنسبة للمكون السني تحرك و واجب وطني بقدر ماهو تصفية وعنف وتهجير وتدمير ونزوح لمكونهم وبنيته ودفعهم للرضوخ لأجندة التقسيم ، وان المعارك بهذه الصيغة ليست معركتهم الحقيقة للخلاص بعد ان اتضح فعل الحشد بالمناطق المحررة وفعل داعش بالمناطق التي تسيطر عليها وماخلفته هذه المعارك من تضحيات وخسائر فادحة في الأرواح والبنية التحتية  .
4. المقاومة الوطنية العراقية صاحبة الباع في صراعها مع الاحتلال العسكري الامريكي وجلائه، ومن بعدئذٍ في اعتصاماتها وتظاهراتها وانتفاضاتها ، ترى في مسيرتها بعد استلاب كل انجازاتها من قبل داعش والحشد والميليشيات،ان مشروعها قد انطمس وانغمس واستهدف ضمن صيغة الصراع وتنأى بنفسها ان تكون بجانب اي من الطرفين في الصراع باستثناء صيغة الدفاع عن النفس من الصائلين فيه .
5. العراقيون يشكلون القسم الأكبرمن مقاتلي الحشد ومليشياته وداعش ومقاتليه ، والخسائر البشرية والمادية كبيرة جدا في معارك الصراع ، لأسباب عديدة منها صعوبة الحسم السريع واعتمادالطرفين على اسلوب الكر والفر المتبادل ناهيك عن قلة التدريب والجاهزية وطبيعة صراع المدن والاعتماد على التفخيخ وحرب العصابات والمباغتة ومسك الارض، وبالتالي فان طبيعة هذا الصراع ستكون قاسية في الخسائر وطويلة في المدى مما يتطلب ضرورة ايجاد استراتيجية اكثر دقة ورؤيا للخروج بحسم سريع وبأقل ما يمكن من الخسائر . كما يجب على كل الباحثين والمتابعين والمحللين والاعلامين القيام بدور وطني في كشف اعماق واسرار هذا الصراع المرير و وغول الارادات الدولية والإقليمية والطائفية بتأجيجه واستمراريته .
6.المطلوب عسكريا  وسياسيا من السيد حيدر العبادي كي لا يصبح الصراع مع داعش في ظل عدم طمانينة المجتمع السني سواء في الأنبار او في نينوى من طبيعة مشاركة فصائل عديدة من الحشد الشعبي ذات الدوافع الطائفية براياتها وشعاراتها وتصرفاتها في حرف الحرب الوطنية الى حرب طائفية مدمرة للبنية وابادة بشرية خطيرة ، أن يتصدي بحزم وقوة لما يحدث من خروقات وتجاوزات بشعة على السكان ومدنهم والتي ما كان لها ان تحدث لولا وجود عدد من القادة الميدانيين والسياسيين لهذه الفصائل المتطرفة للعبث بانجازات الجيش والقوى الأمنية ،بل ربما تكون جزءا من التخطيط للإطاحة بالمالكي من قبل خصومه .   
 مطلوب من السيد العبادي ومنظومته العسكرية وضع خطة عسكرية محكمة وفاعلة كي يكون سير المعارك على غير النهج الذي جرت عليه الامور في معارك ديالى وصلاح الدين .لابدّ من هيكلة للقطعات بشكل يضمن وحدة القيادة وتكامل الوحدات وانضباطيتها لتأمين حسم عسكري سريع بأقل التضحيات والخسائر عسكرياً ومدنياً.وهذا الامر يتطلب تواجد هيئة اركان متكاملة تعبويه تضع خطة متكاملة على طول المحاور تضمن كفاءة التدريب والتسليح  والإستطلاع والغطاء الجوي والجهد الهندسي والتجسير والتموين  والإمداد  والاخلاء والاسعاف والانضباط وتكامل كل مهمات الحسم السريع ومسك الإرض. كما يتطلب تخليص الحشد الشعبي من فصائل التطرف الطائفي ذات الارتباط والتوجيه الايراني ومن عصابات السرقة والسلب والنهب . باستثناء العراقيين الذين تطوعوا مع داعش لأسباب وظروف  شخصية وقناعات فردية  ، الغالبية من العراقيين اليوم ليسوا مع داعش ولا طموحاتها ودوافعها واهدافها ، لكن هذه الغالبية  لديها حالة من عدم الإطمئنان والتخوف من الطريقة التي يقاتل بها الجيش والقوى الامنية داعش  في جو من الاعلام المكثف  يضهرها وكأنها قوات مهزومة غير فاعلة مقارنة بالمليشيات التي يعزى لها تحقيق الانتصار وفقا لتصريحات قادة سياسيين يحملون عناوين مسئولة في السلطة ,وغير مطمئنة لحالة القتال التي تركز على استهداف المدن والسكان المدنيين والبنية التحتية , التي تسببت بضحايا وخسائر وموجات نزوح وتهجير شاملة تصل لحد الإبادة والتدمير الشامل .
7.مثلما امتنعت القيادة السياسية الكردية  ولا زالت بعدم جدوى مشاركة المليشيات والحشد الشعبي للقتال مع البيشمركة في حدود المحافظات التي تهيمن عليها بعد أن انهالت للبيشمركة مساعدات اميركية ودولية مكنتها من تحقيق انتصارات في مواجهتها لداعش ،فان مخاوف السنة من  مشاركة قوات الحشد الشعبي في مجابهتها لداعش في الانبار ونينوى ينبغي ان  يؤخذ بنظر الاعتبار لا أن يقابل برِهان التردد في تسليح القوات العسكرية والامنية المحلية وابناء العشائر.
 ما جرى بالأمس في الانبار هو الاعلان عن بدء المعركة مع داعش  ومحاولة زجهم في معارك غير مخطط لها قبل اكتمال اعداد هذه القوات وتزويدها  بالاسلحة والعتاد وتجهيزات المعركة  وتوفير الغطاءالجوي اللازم لها ,مما تسبب بحصول التعرض الذي شنته داعش على مركز ومحيط مدينة الرمادي وحديثه ومحيط بغداد والخط البري الحيوي هو امر خطير سياسيا وعسكريا ينم عن تعمد مخطط له وليس خطأ غير مقصود . يهدف الى استنزاف المقاتلين واضعاف معنوياته ودفعهم للاستعانة وطلب العون من الاجنبي والحشد وتصاعد بعض الاصوات السياسية والعشائرية للإستعانة بالحشد الشعبي بذريعة خطورة الموقف .في وقت ثبت فيه ان قوات الحشد التي كانت متواجدة بالقرب من مواضع المواجهة ثبت انسحابها بشكل نظامي دون ان تقدم اي عون ,ماذا يعني ذلك ؟.
8. اخيرا يرى كثير من المحللين العسكريين ان نقل المواجهة مع داعش من صلاح الدين الى الانبار بهذا الشكل السريع وعدم استمرارها بالتقدم باتجاه نينوى بعد تحقيق انتصارات في صلاح الدين أمر يستوجب التبرير والتعليل وخصوصا في ظل عدم اكتمال القرار السياسي والاستعدادات العسكرية وبعد فترة ساعات فقط من تعيين قيادات جديدة في الأنبار؟ ترى لماذا الانبار وليست نينوى ؟هل هو الخوف من تعرض داعش لبغداد  العاصمة ؟ أم الخوف من استغلال داعش لثروات الغاز غير المستثمر المفترض تواجده في صحراء المحافظة منذ عقود ؟.داعش في الانبار تتمركز في أقضية ونواحي منذ عشرة شهور دون ان تتحرك السلطة لمجابهة داعش  او تحاصرها داخل المدن ، اللهم ألا في ناحية البغدادي !.التي اعادت داعش التعرض  والامساك بها بالأمس  بعد تحريرها .الدمار الذي لحق بمدن المحافظات السنية  في المجابهة مع داعش يفوق بالحجم والدمار ما اصيب من دمار في انكلترا وفرنسا وحتى المانيا في الحرب العالمية الثانية مع ان مدن  الانبار وصحرائها ليست لها صفة صناعية او اقتصادية باستثناء الخط الدولي  السريع الرابط مع سوريا والاردن  والذي استمر التبادل التجاري من خلاله بتعاون كل من داعش ودوائر السلطة الحدودية طيلة هذه الفترة .  ما سرّ اسبقية الحرب مع داعش في الانبار وصحراءها الكبيرة التي تحتاج الى فيالق من الجيوش لتطهيرها  فيما تترك نينوى والمحافظات الشمالية  ذات الاهمية النفطية والاقتصادية لداعش بعد تحرير الانبار الموعود ؟. ولماذا يتم احالة مئات الضباط على التقاعد اليوم ومعارك الكر والفر في الانبار وصلاح الدين قائمة قبل ساعات من توجه السيد حيدر العبادي لمقابلة اوباما في البيت الأبيض ؟ أليس من حق العراقيين أن يعرفوا حجم خسائر الجيش والقوات الأمنية  والحشد الشعبي تفصيلاً مقارنة بحجم خسائر داعش في معارك صلاح الدين ومعارك ديالى، الدروس المستنبطة من هكذا مقارنة مهمة جدا عسكريا وسياسيا ًهل يعرف القائد العام وقيادة العمليات بهذه الأرقام وبنتائج تحليلها ؟.وأخيراً أي منطق هذا الذي تحدث فيه السيد هادي العامري بقوله :(تكريت لا يوجد فيها شئ يستحق السرقة )؟. إذا كانت لديكم مثل هذه القناعة مقدماً ، فأن السؤال الذي يطرح نفسه هو : هل هناك من دوافع للتضحية بكل هذه الخسائر لتحرير تكريت سوى النزعة الطائفية الثأرية التي تمثلت بنبش قبور الضباط والشهداء الذين تصدوا لمشروع تصدير الثورة الايرانية بضمنها قبر الرئيس الراحل صدام حسين والشعارات والهتافات الفارسية التي اطلقت وكتبت على أنقاض اطلال ومعالم تكريت والدور في صلاح الدين. ثمَّ ما مغزي ان تتوجه القوات بضمنها الحشد الشعبي الى الأنبار بمجردتحرير تكريت ، لتتقدم داعش وتحتل مصفاة بيجي (المشروع الأكبر اهمية في العراق نفطيا ) وبيجي والفتحة عبورا الى حمرين وامتدادا الى الدجيل ؟.ما هذا الذي يجري اليوم في الرمادي وانتم تنسحبون من مواقع المجابهة ؟.  
9.التمدد الايراني في العراق والنفوذ السياسي والعسكري المتصاعد فيه  بعد الاحتلال عام 2003 ولغاية اليوم أمر واضح وثابت وموثق، تعترف به اميركا والدول التي تحالفت معها في عملية الغزو ، وتعترف فيه القيادات الدينية والسياسية في ايران من خلال تصريحات معلنة تعترف بالهيمنة والسيطرة والتمكن من ادارة الحكم فيه ومن خلاله في عواصم عربية أخرى (بيروت ودمشق وصنعاء). في ساحات المجابهة مع داعش يعترف القادة الايرانيون بتواجدهم كقوات ومستشارين وعدة وعتاد وتنظيمات في ساحات المواجهة بل ويدعون ان تواجدهم هو ضمانة لتحقيق الانجازات وليس للجيش او قوات التحالف الدولي ، ما يحدث من تجاوزات وممارسات بشعة بحق العرب السنة في مناطق القتال ودمار للمدن والبنية التحتية يشكل جريمة ابادة واختراق واضح لمبادئ حقوق الانسان ،المليشيات الطائفية التابعة للتنظيمات الايرانية كعصائب الحق وحزب الله العراقي والنجباء وفيلق القدس وغيرها هي التي تقوم بارتكاب هذه الجرائم بدوافع طائفية وثأرية وانتقامية . كل ذلك يحدث تحت ذريعة مجابهة داعش ، المكون العربي السني بشكل مكثف هو الذي يدفع الثمن بالارواح والممتلكات ويعاني من النزوح والتهجير الاكبر نسبة من غيره ، هل اصبح القتال ضد داعش بدلا من ان يكون مشروعا وطنيا ، مشروعا صفويا طائفيا لأبادة العرب السنة بالذات ، الى متى يستمر هذا المخطط ، وما الوسيلة لإيقافه ؟.
10.التمدد الايراني في المنطقة العربية وعواصمها بالحجم الذي تتوغل فيه ايران ونظامها الحكم ،مشروع  واهم بمنطق التاريخ والجغرافيا .منذ تكوين الخارطة العربية في المنطقة قبل وبعد الفتح الاسلامي ،لقد استوطنت اقليات قادمة من القوقاس وارمينيا في اقطار عربية لكنها اندمجت بثقافة المنطقة ضمن الهوية العربية لهذه الاقطار وساهمت في ما اكتسبت من مواهب وثقافة في بناء هذه الاقطار كسوريا والعراق.لم يحدث في التاريخ ان توغل الفرس في عمق العالم العربي بنية الهيمنة والابادة والتدمير لعواصمه كما يحدث اليوم وكلما اشتدت ايران في تمددها هذا فان عرب العراق وسوريا ولبنان واليمن سيدركون الثمن الذي يستهدفه هذا التمدد ، التفوق العسكري لا يمسح الهوية والانتساب للأمم بقدر ما يطمس قيمها وحضارتها بويلات الحروب . ما حدث في اليمن اليوم بعد اعلان عاصفة الحزم لتحقيق الامن القومي العربي ينبغي ان لا تحده الجغرافية اليمانية بقدر ما تحده الهوية والامتداد العربي ،ما حدث باليمن وسوريا ما كان ليحدث لو لم ينخر العراق (البوابة الشرقية للعالم العربي) بأمنه و وحدة شعبه باحتلال وغزو بغيض، كانت ايران احد اسباب تحقيقه وحدوثه . في مقابلة الرئيس أوباما للسيدالعبادي أكد اوباما معظم السلاح المتطور الذي زود بها العراق اصبحت بيد الميليشيات الايرانية وتعلوها رايات متعددة تمثل هذه الميليشيات وطالب العبادي بضرورة ان يكون القتال بقوات تحت قيادته بل قال هازئا بمطالبة القوات الايرانية التي تقاتل بالعراق بعدم التعرض للمدنيين والسكان وممتلكاتهم .وهنا يطرح السؤال نفسه لماذا السلاح الاميكي المتطور وحتى الثقيل يسلم عصائب الحق واخواتها وبندقية بور سعيد القديمة مزدوجة القبضة (نسائية) بلا عتاد لمقاتلي عشائر الانبار ؟بل لماذا يطلب العراق من ايران ومن دول اجنبية عديدة العون فيوقت يخاطب د الجعفري الوزراء العرب في مؤتمر قطر بالأمس:   لسنا بحاجة الى قوات عسكريه منكم في مجابهة داعش دفاعا عنكم !،(حلال على إيران وحرام على العرب )، بل وصل الأمر الى امتناع اوباما من تسليم طائرات الأباشي الى العراق خوفا من توصيلها الى إيران !.وتردد اميركا بتنفيذ الضربات الجوية لقوات التحالف في الأنبار إذا شارك بها الحشد الشعبي !. 
المشروع العربي الوطني الطارد للإثنية والمذهبية والطائفية ، هو المشروع الحاضن لجغرافية الامة العربية ولعل عاصفة الحزم والجيش العربي الموحد هما طليعة الانطلاق لهذا المشروع .