إنّها المرّة الأولى ” ولعلّها او ربما تضحى الأخيرة ! ” التي يحتفل فيها العراق باليوم العالمي للأديان , وهل يمكن الأفتراض فلسفياً او براغماتياً أنّ عدم احتفال العراق ” بهذا اليوم الخاص ” طيلة السنوات اللواتي اعقبت الأحتلال , وكأنّه لا يعترف بهذه الأديان ! , وذلك ” على الأقل ” من خلال الممارسات اللائي حصلت ضدّ الأديان والمذاهب .! فقد جرى ممّا جرى في العراق تفجير دورٍ عبادةٍ من كنائسٍ وحسينياتٍ ومساجد , وجرى تهجير جموعٍ غفيرةٍ من قومِ عيسى ” عليه السلام ” من مناطقهم ومساكنهم , كما صار الخطف والقتل على الأسماء والألقاب التي لم يختار اصحابها تلكم الأسماء والألقاب , وإنما ذويهم وآباؤهم واجدادهم , وكلّها ممارساتٌ ممنهجة ومبرمجة من خارج الحدود , لكنّ ادواتها من داخل الحدود .! ومن داخل حدود المدن والمناطق والأحياء السكنية .!
وبعيداً وقريباً عن كلّ ذلك , فلماذا الأحتفال بالأديان اليوم وقد مضى وانقضى على آخرِ دينٍ اكثر من 15 قرنٍ من الزمن .! , اليس توقيت الإحتفال متأخراً اكثر من اللازم , اذا ما كان له منْ لازمٍ وضروراتٍ لمثل هذا الأحتفال .! , ثمّ ايضاً ” وكحقيقةٍ ملموسةٍ ” فلماذا ارتفعت وتضاعفت الممارسات الأجرامية بعد تسنّم الأحزاب الدينية للسلطة في العراق .!
ونضيف : فأنّ ما تجهله الغالبية العظمى من المواطنين الكرام حول ” الإحتفال المفاجئ و المتأخر باليوم العالمي للأديان ” , فأنّ بذورهُ وجذورهُ تعودُ الى ثالثِ يوم أحدٍ منْ شهرِ كانون ثاني في كلّ عامٍ منذُ سنةِ 1950 التي تحتفل بها الكثير او بعض دول العالم , والتي لا نرى اطلاقاً فكرةً موحدّةً تجاه كافة الديانات على الصعيد العالمي , فكيف الحال بالعراق الملآى اجواؤه بفيروسات السذاجة ومردافاتها , للأسف .!