23 ديسمبر، 2024 7:22 ص

في الطريق الى زليكان

في الطريق الى زليكان

لم يكن محض صدفة او غير تخطيط هجوم عصابات داعش الميلشياوية على معسكر بعشيقة المسمى (زليكان) في وقت تعالت اصوات الحكومة بشقيها التنفيذي والتشريعي منددة بما أسموه (تدخلاً تركيا) في الشأن الداخلي العراقي. حسب رأي الساسة العراقيين.
الهجوم الذي جرى في حدود الساعة الثالثة والنصف بتوقيت بغداد كان منظما الى درجة عالية حيث سقطت على المعسكر زهاء 130 قذيفة هاون، بالاضافة الى عدد من الانتحاريين الذين تواجدوا في المعركة التي حسمها المتواجدون في المعسكر من قوات متدربة، ناهيك عن بسالة متناهية في المواجهة ضربتها قوات البيشمركة بغطاء جوي متأخر يثير كثيراً من علامات الاستفهام.
دلالات الحدث:
التوقعات لم تكن تشير الى مواجهة محتملة، وخصوصاً أن داعش ألقت بأغلب قواتها في جناح المواجهة الغربي في الرمادي وما حولها، لكن السؤال المهم يتحدث في مقدرة داعش على فتح اكثر من جبهة داخلية مواجهاتية وهذه المرة مع ثلاث جهات: الحشد الوطني، وقوات البيشمركة النظامية، وبعض المستشارين والمدربين الاتراك.
دلالة الزمان له بعد آخر، فالهجوم جرى بعد حملة شرسة اعلامياً قادتها الحكومة العراقية مستدعية السفير التركي، رافعة درجة رفضها ما أسمته تدخلاً الى تقديم مذكرة احتجاج في الامم المتحدة ومجلس الأمن،في حين أن الواقع يتحدث عن علم الحكومة العراقية بتواجد الاتراك، بل الادهى والامر ان تواجدهم كان بطلب من الحكومة العراقية.
دلالة المكان له بعد آخر فساحة المواجهات المسلحة بين عصابات داعش والبيشمركة مثلاً كانت على جبهات كركوك وقل ما حدث هجوم مسلح بهذه الطريقة على معسكر يقع في الشمال الغربي من نينوى، وبالتالي نحن امام تحديثات على جبهات القتال تكون موازية للجبهات الاخرى، أو هي رسالة خاصة فقط لعملية عسكرية لن تتكرر في الايام القادمة.
دلالة تصفية الحساب: تصريح خطير طالعنا به السيد أثيل النجيفي المشرف على معسكر الحشد الوطني حيث قال:
(اذا صدق تبني فصائل اخرى غير داعش للهجوم بقذائف الهاون على معسكر زليكان فهذا دليل على وجود تنسيق بين داعش وتلك الفصائل لان القصف كان ياتينا من اتجاه المناطق التي تتواجد فيها داعش). وهذا يؤكد نية بعض من يتسيد الموقف لاثبات ان مشروعه سيمضي، وهذا واضح للعيان من خلال تصريحات العامري ومن على شاكلته.
دلالة القوة: الهجوم الذي جرى كان لانهاك القوات المتدربة وارسال رسالة تحذير لها، للتسليم لمن تظن نفسها صاحبة القوة الوحيدة في تحرير نينوى وأعني به الحشد الشعبي ومتلازماته الاخرى من الميلشيات العاملة على الارض، لكن مسعاهم ذهب ادراج الرياح مع ثبات النجيفي ومن معه في ارض المعركة.
دلالة التحذير: الهجوم ايضاً كان شعوراً داخلياً وخارجياً لمن يشعر بالوجل من ظهور قوة محررة لمحافظة نينوى يتم تمويلها ذاتياً، ومن ثم ابعاد جزء ربما يكون تأثيره سلبياً قي حال اشترك في تحرير المدينة، ولعل المواطن الموصلي يراقب ما حصل في مناطق صلاح الدين المحررة من عمليات النهب والتدمير التي طالت المناطق المحررة، والنقطة الاهم في هذا كله قوة مناطقية تعمل منذ اكثر من سنة بطريقة منظمة وتقودها شخصية تمتلك ارثا عشائريا، كما انها من ابناء المدينة.
القادم القريب: مع اقتراب معركة تحرير نينوى الاسيرة من براثن مافيا داعش سيكون ثمة ضغط سلبي يصعد من وتيرة استهداف معسكر الحشد الوطني اعلاميا وعسكرياً، ولا يستبعد ان يكون ثمة ضغط خارجي تمارسه ايران بغية اخضاع المشروع العربي المتبقي في نينوى، لكن التخطيط السليم والعمل المشترك، والقيادة الموحدة في معسكر الحشد الوطني ستتكسر على ابوابها كل المؤامرات، ونينوى لن تتحرر الا على يد ابنائها البررة.