7 أبريل، 2024 6:32 ص
Search
Close this search box.

في الصميم :كم من أبي ذر نحتاج؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

يُحدثنا تاريخنا الإسلامي والإنساني عن مثابات وقمم إنسانية رائعة لا بد للمرء أن يتوقف عندها ويتذكرها كلما مر به حادث في حيف وظلم وقسوة فقد كان هذا الصحابي الجليل السابق في إسلامه مثالا للصلابة والثبات على المبادئ ولا تأخذه في الله لومة لائم، ولقد قال عنه الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وعلى إله وسلم (رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده) ومناسبة الحديث وتذكر أبي ذر رضوان الله عليه هو القرار الجائر الذي حكمت به إحدى محاكم محافظة كركوك بالسجن 11 عاما على رجل سرق حليبا لابنه! وهناك مئات السراق والناهبين الذي سرقوا مليارات الدولارات يسرحون ويمرحون بدون عقاب أو حساب!
إن أبا ذر الغفاري قالها منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام من الآن (كيف لا يخرج شاهرا سيفه في وجه الحاكم الظالم من لم يجد قوت عياله) فلو كان الحاكم عادلا لأوجد حقوق الفقراء من أموال الدولة لكي لا تدفع الحاجة والعوز الفقراء إلى مد اليد للسرقة، وان بطنه الغني هي انتقام لجوع الفقير كما قالها أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب فما أكثر السراق في وطن ساد فيه الفاسدون وأمنوا العقاب فأوغلوا في نهب ثروات الشعب وأفقروا البلاد والعباد أتذكر بهذا الصدد أن محكمة مختصة في بغداد حمت قبل سنوات قريبة حكمت أحد المسؤولين بسنة سجن لسرقته مليار دينار!
فكم علبة حليب طفل في هذا المليار وكم فم جائع وبطن خاوية تبات على الطوى وأصحاب كروش السحت الحرام يلهون ويلعبون ثم يأتي من يتحدث عن منهج أهل البيت عليهم السلام وأخلاقهم فأين نحن من ذلك وقد قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام (من أكل من مال أخيه غاصبا له ألقمه الله جمرة من نار جهنم يوم القيامة) وهل هذه عدالة الإمام علي عليه السلام القائل لو كان الفقر رجلا لقتلته، أم انه التضليل وإيهام البسطاء من الناس بالتمسك بمنهج آل البيت ونحن بعيدون عنه كبعد الأرض عن جوف السماء، ويا أيها السادة القضاة أين هي روح القانون في قراركم ودروسه المتوخاة؟
وفعلا أقولها كم نحن بحاجة إلى أبي ذر اليوم ليخرج شاهرا سيفه قائدا للفقراء والمعدمين ليعيد لهم ما سرقه السياسيون من كل لون وشكل وعنوان من أموالهم؟
نقلا عن المشرق

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب