23 ديسمبر، 2024 12:10 ص

في الرد على ما كتبته الفنانة التشكيلية عفيفة لعيبي

في الرد على ما كتبته الفنانة التشكيلية عفيفة لعيبي

ان التحرر لا يقتضي الثورة على كل ما هو صحيح وغير صحيح في (الكتب الدينية) ، ولايفضي لذلك .

بل لقد وضع القرآن العظيم قاعدة (مختصرة) ، يمكن أن تكون منهجاً للثورة والتحرر فيكل زمان ومكان ، حين وصف – سبحانه – الثوّار قائلاً لا :

(الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ) / الزمر – 18

والذي يعني (انتقاء) ما هو صحيح ، والعمل به ، من بين أكوام الخليط بين الصح والخطأ .

وليس ذنب الموروث الديني (الحقيقي) انّه كان وما زال و (سيبقى) حبيساً بين أقلام بعضرجالاته من ذوي النزعات السياسية ، والامزجة الشخصية ، والامراض والعقد النفسية .

ومن المهين والانتقاص للشرائع السماوية عموماً ، والشريعة المحمدية خصوصاً ، أن ترسخفي عقل المرأة (كل) ما أوردته كتب التراث والحديث التي تفوح منها عفونة ما أنتجهالوضّاعون ، ومرضى النفوس ، وناقصو العقل والتفكير من الأقدمين ، تاركة ورائها فيضاًنقياً من الآيات ، والاحاديث ، والمواقف التاريخية التي تثبت نقيض ما ورد في الكتبالدينية العرجاء .

ولأن المرأة – في نظر القرآن على الأقل – كائن عاقل (مستقل) ، فهي لوحدها من يمتلك سرالتطور من ناحية العقل والوجود والابداع (الذاتي) .

وبالتالي ، فهي ليست نتاجاً (صناعياً) بشرياً ، يمكن يطرأ عليه التغيير والتصحيحوالتطوير من (الخارج) .

ومن الغريب أن عقول الكائنات الدينية القديمة قد أورثت أمراضها وعقدها النفسية للأجيالاللاحقة بشكل انسيابي ، وهذا ما نجده واضحاً في تفكير وسلوك الكثير من المعاصرينممن وصفهم القرآن بأنهم ممن :

(ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) / 104- الكهف .

ولا يمكن لعاقل أن ينكر بأن الدين قد وضع حدوداً وأسساً لسلوك واحكام المرأة ، كماوضعها للرجل ، بغية استمرار الحياة واستكمال بناء المجتمع والسعي نحو الحضارة

ولكن الدين (الحقيقي) لم يسلط سيف القضاء وسوطه على تفكير المرأة وابداعها وقدرتهاعلى اثبات وجودها وتأثيرها في حياتها الشخصية خصوصاً ، والتأثير في مسيرةوكتابة التاريخ عموماً .

إن العقلية الشرقية بمخلفاتها (الدينية) الموروثة (الخاطئة والمخطئة) ، والتفاتها المريضالراسخ إلى كون المرأة كائن (مُشتهى) ، هي التي نمّطت تربية المرأة – منذ طفولتها – ورسخت لديها معوقات التطور والتفكير ، وأوغلت في زج مفهوم الــ (عورة) السلبي لديها، وأنها ناقصة عقل وحظ ودين ، وأنها تبطل الصلاة كالكلب والحمار ، وأنها .. وأنها .. وأنها ….. إلى آخره.

وهذا نتاج طبيعي لتشتت المصادر ، وفتح الابواب على مصاريعها لكل من هب ودب في أنيدلي بدلوه في الدلاء ، وينفث ما يشاء احاديثاً ورؤىً وآراءً ، ما انزل الله بها من سلطان .

بيد أن التربية العائلية ، والدينية ، والمؤثرات المجتمعية والبيئية ، والأعم الأغلب من منابرالارشاد لم تبين للمرأة ما اثبته لها الدين من سعة الحقوق ، والمساواة مع الرجل ، بل و(تفضيلها) على الرجل من حيث (الحقوق والواجبات) في مواطن كثيرة .

وهنا ، في هذا الرد المقتضب ، لا أجد مكاناً للسرد التاريخي لمواقف النساء المحببة المثنيعليها من قبل الدين ، ولا الغوص في كتب الفقه والروايات (الصحيحة) التي تثبت ما وردفي الرد الانشائي هذا ، ففي كتابنا (المرأة سيدة العالم) ما يغني ويزيد .

……