الآن ..أصبح واضحا انتقالنا من مرحلة الخروقات المهينة لممارسة ديموقراطية يتمناها اي شعب ,الى مرحلة اخطر, تنسف جميع القيم والمتمنيات, التي يريدها ويؤمن بها الشعب العراقي . وقد انتظرها مايربو على 56عاما , ليرى نتيجتها مجلس نواب وحكومة اختارها بنفسه ,تؤدي الى وضع البلاد على طريق البناء واستثمار الثروة الوطنية وتأمين مستقبل الأجيال القادمة ,حيث اصبح مطلب الإستقرار ,مطلبا جوهريا لحل جميع مشكلات الشعب العراقي السياسية والإقتصادية والإجتماعية .
يبدو لنا ان جميع الإعتراضات والإحتجاجات والتسريبات التي ملأت الساحة السياسية ,والتي تؤشر نجاح التصرفات المشينة الهادفة الى اسقاط اصوات بعض المرشحين ,الذين لايتلائم (نجمهم) مع (فلك) نوري المالكي, من شتى الكتل والمكونات , حيث جاءت نتائج المسقطة عنهم اصواتهم خارج التوقعات الموضوعية, لكل منهم, ل(يقذف) لنا نواب لايستحقون هذه الصفة ,المفترض انها جليلة كونها صممت لخدمة الشعب !
المثير للذعر ..ان مجموعة غير قليلة من النواب ,على جهة الجانب السني ,قد قبلوا لأنفسهم ان يبيعوا كراماتهم ويستهينون بثقة العراقيين المنتخبين اياهم ,وقد اوعدوا الجماهير بان يحولوا “الهور مرك , والزور خواشيك” فيما عبرت الحقيقة ,عن انهم ثلة باغية باعت ضمير كل واحد منها بثمن بخس, من اجل التماهي مع قائمة نوري المالكي التي حملة توصيف (دولة القانون) , وقد وثق كثيرون ان تصرفات (قائدها), قد اساءت الى القانون ايما اساءة , و مرغته في وحل النفعية والرشى العينية والمعنوية, التي وصلت حد اغراء نواب ضعاف النفوس ,ركبوا موجة (المظلمة السنية) ,بعد ان صدع (شيعة الحكم) رؤوسنا ب(المظلمة الشيعية) ,,واذا كان البعض من النافذين قد صعدوا بفعل حجة (المظلمة الشيعية والمظلمة الكردية ) ,في ظروف مابعد صدمة الإحتلال الغاشم ,فان الأمر يبدو غريبا في ان تتحول (المظلومية السنية), الى لافتة ينظوي تحتها المنافقون والسراق وبائعوا ضمائرهم وشرفهم الوطني ,عامدين الى خيانة الجماهير السنية, التي باتت مخدوعة بهذه الرموز الفاسدة ,التي كانت جماهيرهم تنتظر منهم بعض الخير ,الذي لم ولن يأتي على ايدي اصحاب هذه الضمائر الملوثة , كما ان هذه خيانة الجماهير وتحدث ايضا خللا واضحا في التوازن السياسي, وهو مايخدع الجماهير ويسيء الى العملية الديموقراطية (فيما اذا كانت موجودة فعلا) , وهو ايضا يقع تحت المسئولية القانونية , التي توجب محاكمة الراشي والمرتشي لإنزال العقوبات القانونية الرادعة بهم ..فعندما ينتخب المنتخب ,معنى هذا ان الجماهير انتخبته لبرنامجه ودعاواه وشعاراته, وقبل ذلك لكون الناخب قد توسم في ذلك المنتخب (النذل) ان يعبر عن طموحاته, من خلال عمل كتلته ككتلة لها مواقفها الموضوعية ,وليس كفرد متشرذم يمكن ان تشتريه كتلة نافذه تمتلك المال العام بمليون $ ..وهنا يطرح تساؤل موضوعي ..من اين لكتلة (القانون) ورئيسها مثل هذه الملايين من الدولارات ؟ اليس مصدرها الاموال العامة التي تمكن منها رئيس الكتلة هذه وهو في السلطة ,وتحت ادارته (خارج القانون) اموال العراقيين, بعد ان اسقط مسؤولون ماليون شرفاء, ليضعها تحت ادارة عناصر تدين بالولاء له ,وهذا ماينطبق عليه ماقيل “ودّع البزون شحمه ” !
اذن ..اصبح مهما عدم السكوت على هذه الجريمة الكبرى, التي تجري حياكة خيوطها لتتحقق (الأغلبية السياسية) في مجلس النواب ,وبالتالي يتم تشكيل (حكومة شراكة) ,واية (شراكة) ؟وقد (غرقنا في نعيم منجزاتها طيلة ثماني سنوات مضت). حقق فيها العراق (المرتبة الأسوء في الإقتصاد والأمن والفساد الاداري والمالي ,والفشل في تامين الوحدة الوطنية ,وسوء الإدارة والعلاقات الدولية الخ ….)
توقعاتنا تؤكد ماقلناه في اكثر من مقالة منشورة سابقة, من ان (المالكي) سيعض على الولاية الثالثة حتى تقلع اسنانه! مثل ذئب عض فريسة (تعاركه) ذئاب لإنتزاعها منه ..نعم هذه هي الحقيقة ولاشيء غيرها ! وربما سيتمكن من التربع على الولاية الثالثة ,ولكن هل سوف تتغير سياساته ومواقفه نحو السياسة المتسمة بالعلمية ,في تسييس بلد مثل العراق؟ وهل ستثق به الجماهير بعد ان تذوقت الكثير مما لم يكن من الممكن تذوقه, في ظل حكومة تديرها الكفاءات الوطنية ,وتحفظ المال العام ,ولاتعمل بمبدأ الإقصاء القمعي ,وشراء الذمم ,وهدر المال العام ,واعتماد المحسوبية في الوظائف العليا , وعدم حماية المتصدين لمكافحة الفساد ,وتبرير افعالهم الخيانية لوظائفهم ومهامهم العامة !
اننا هنا نحذر جماهيرنا العراقية, من خلال تحذيرنا للسادة (الصدر والحكيم وعلاوي) والمنتخبين الأخرين, انهم سيعودون بنا الى ذات المربع “الثعلب مامات وبذيله سبع لفات” فيما اذا نجحت المحاولات الداخلية والخارجية ! وان على الجماهير الخروج بتظاهرات واعتصامات شاملة .هدفها اسقاط جميع التحركات الهادفة الى تمتع (المالكي) بولاية ثالثة بعد ان قالت المرجعية “بعدم تاييدها لتلك الولاية”, وافتت المراجع القانونية الوطنية ل(قضاء السلطان) ببطلانها ..واذا ماكانت هذه الإعتصامات والتظاهرات بمستوى عام ,ستحبط بالتأكيد هذا السعي المحموم ,لتولي (الثالثة) التي ستكون فيما اذا تحققت (ثالثة الأثافي ) !
وهذا هو اخطر مايواجهه العراق في قادم أيامه !
ورود الكلام …
(مفيش حد أحسن من حد )
ليس كل مايتمناه المرء يدركه ..مثلا تمنى (احدب بغداد ثابت الآلوسي- المنجم العالمي), وهو من (الأقزام) في حياته ,ان يتزوج شقراء ذات عيون زرقاء بطول لايقل عن 180سم, وبعد ان عزّت علية فتاة من بغداد ومات بحسرة المرأة ,وكثرة (كشور الرقي) التي كان يرميه بها السفهاء , وجد في (باريس) تلك الشقراء واحبته حتى الوداع الأخير ! فيما يتمنين كثير من الفتيات زوجا واحدا ,لايعثرن عليه وقد ادمنن كثيرات اللعب على حبال الحب الموسمي او الاسبوعي ليؤدي بهن الى الهلاك ! وهناك كثير من النساء (فاتهن القطار) لأنهن غالين في مواصفات فارس الأحلام , حتى بقين من دون دفء رجل حميم , ووجد رجال (كطعوا السمكة وذيلها) , , فيما يتمكن قادرون على الزواج ثانية او ثالثة وربما رابعة , ف(فلوس )الشعب موجودة ,والجوازات الدبلوماسية تشع فسفورتها , والأبناء يرضعون المال العام و(مفيش حد أحسن من حد)..وتعيش وتسلم !