8 أبريل، 2024 7:58 م
Search
Close this search box.

في الذكرى السبعين لتأسيس جمهورية مهاباد .. الأمل يتجدد

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ اتفاقية سايكس بيكو التي وقعت عام 1916 بين فرنسا وبريطانيا بدعم من الامبراطورية الروسية والتي قسمت ارض كوردستان بين الامبراطوريتين الصفوية والعثمانية ودولتي سوريا والعراق اللتين تشكلتا على اطلال الحرب العالمية الاولى ، لم يهدأ للشعب الكوردي التواق للحرية البال ولم يوقف نضاله وسعيه الدؤوب من اجل لملمة جراحاته وتحرير ارضه المقسمة عنوة.

وبرغم عقود من النضال الدامي ومئات الالاف من الضحايا وكم كبير من الدمار والخراب الذي لحق به على يد الانظمة التي تقاسمت ارضه جورا ومارست ضد تطلعاته القومية شتى انواع الممارسات العنصرية وفرض الحروب الكارثية عليه و استخدام مختلف انواع الاسلحة الكلاسيكية والمحظورة دوليا ضده الا انه ظل يقارع الانظمة الدكتاتورية والشوفينية التي ارادت مسخ هويته القومية ومن ثم القضاء عليه نهائيا.

ونظرا للامكانيات الهائلة وغير المتكافئة العسكرية والاقتصادية لتلك الانظمة التي شنت حروبا كارثية وابادة جماعية ضد شعبنا الكوردي ، الا ان الكورد برغم الامكانيات البسيطة والبدائية وبالاعتماد على الله وقدراتهم الذاتية ، لم يستسلموا للمؤامرات الدولية و الاقليمية التي حيكت بالضد من ارادتهم وقضيتهم العادلة ولم يرضخوا لكل السياسات والممارسات الوحشية التي تعرضوا لها.

نتيجة لمقاومة الشعب الكوردي لما فرضته معاهدة سايكس بيكوعليه واتخاذ الكفاح المسلح وسيلة لنيل حقوقه المشروعة عبر ثلاثة عقود من النضال الدؤوب بعد الحرب العالمية الاولى وحصول خلافات بين بريطانيا والاتحاد السوفيتي السابق بشأن مناطق النفوذ وخاصة ايران، رأى الكورد بأن الاجواء والظروف مهيأة لأعلان دولتهم المستقلة ، حيث اعلن الشهيد قاضي محمد زعيم الثورة في الثاني والعشرين من كانون الثاني من عام 1946، وفي احتفال كبير وأمام حشد من الجماهير

الكوردية والعديد من رؤساء العشائر ورجال الدين في مدينة مهاباد عن تأسيس جمهورية كوردستان و رُفع العلم الكوردستاني لأول مرة، وانتخب ممثلو جميع الطوائف والعشائر الشهيد قاضي محمد ليصبح رئيسا للجمهورية وتشكلت اول حكومة كوردية مستقلة من اربعة عشر وزيرا.

وبرغم عمر الجمهورية القصير الذي لم يدم سوى احد عشر شهرا فقط الا انه اعاد الامل للشعب الكوردي بتحرير كامل ترابه وتشكيل دولته المستقلة وحققت الجمهورية في ذلك الظرف العصيب وقلة الامكانيات والمخاطر والتحديات التي واجهتها مكاسب كبيرة للشعب الكوردي منها :

*رفع العلم الكوردستاني في الجمهورية ووضع النشيد الوطني الكوردستاني لأول مرة.

*تشكيل جيش نظامي من قوات البيشمركة للدفاع عن الجمهورية وحماية اراضيها.

* تأسيس محطة اذاعية ودور السينما والمسرح في مهاباد عاصمة الجمهورية لتوعية الجماهير وتثقيفهم بالاضافة الى تأسيس مطبعة باسم كوردستان واصدار العديد من الصحف والمجلات.

* تأسيس أتحاد خاص بالنساء ومشاركة المرأة في جميع مناحي الحياة وخاصة الانخراط والمشاركة في العمل السياسي والنشاطات الثقافية.

* فتح عدد من المدارس لكلا الجنسين باللغة الكوردية التي اصبحت لغة رسمية في الجمهورية وكذلك تعليم الأميين في المدارس المسائية.

بعد مضي احد عشر شهرا على عمر الجمهورية التقت مرة اخرى مصالح القوى الكبرى مع النظام الايراني ، واعطي الضوء الاخضر للجيش الايراني المدجج باحدث الاسلحة والذخيرة آنذاك بالهجوم على مركز الجمهورية وبعد قتال شرس مع قوات البيشمركة ونفاد العتاد والمؤن وعدم وجود دعم خارجي اضطرت قوات البيشمركة الى الانسحاب من المدينة.

في تلك الاثناء طالب البارزاني الخالد مع حوالي 500 مقاتل من قواته من قائد الجمهورية الشهيد قاضي محمد بصدور امر للاستمرار بالمقاومة والدفاع الا ان الشهيد قاضي رفض الطلب لتفادي وقوع اعداد كبيرة من الضحايا المدنيين من النساء والاطفال .

وفي السابع من كانون الاول من نفس العام اعتقل القاضي محمد واثنين من اشقائه وعدد من رفاقه من قبل الجيش الايراني ومن ثم تم اعدامهم جميعا في الثلاثين من نفس الشهر وسط مدينة مهاباد بعد محاكمة صورية من قبل محكمة عسكرية وبذلك انطوت صفحة خالدة من تاريخ الشعب الكوردي ، ولكن النضال لم يتوقف برغم الاحباط ، حيث تأسس الحزب الديمقراطي الكوردستاني في 16 آب من عام 1946 بقيادة الخالد مصطفى البارزاني ، حيث قاد الحزب العمل السياسي والكفاح المسلح لأكثرمن خمسة عقود حتى تكلل بتشكيل حكومة وبرلمان اقليم كوردستان في بداية تسعينيات القرن الماضي بعد تقديم مئات الالاف من الضحايا سواء من قوات البيشمركة خلال الكفاح المسلح ام جراء الجرائم الوحشية التي ارتكبتها الانظمة المتعاقبة على حكم العراق وخاصة في عهد البعث المباد الذي استخدم شتى انواع الاسلحة المحرمة الدولية الكيمياوية والجرثومية ضد قوات البيشمركة والمدنيين العزل في المدن والقرى فضلا عن انفلة اكثر من مئتي الف من ابناء شعبنا الكوردي.

اليوم وبعد مضي سبعة عقود على سقوط جمهورية كوردستان في مهاباد ونظرا للمتغيرات في السياسة الدولية والاقليمية الحالية وماتشهده منطقة الشرق الاوسط برمتها من احداث ومتغيرات سريعة وبعد ان اصبحت القضية الكوردية واقليم كوردستان خاصة رقما صعبا في المعادلات السياسية في المنطقة ونظرا لقدرته العسكرية وامكانياته الاقتصادية واخيرا دخوله اسواق الطاقة على المستوى العالمي ودعم المجتمع الدولي له لقيادة جبهة مكافحة الارهاب نيابة عن العالم الحر، اصبحت آفاق تشكيل الدولة الكوردية قريبة والامل يتجدد ببناء كيان مستقل اسوة بشعوب المنطقة وخاصة نحن على اعتاب اجراء الاستفتاء الشعبي والذي سيجرى على الارجح خلال السنة الميلادية الحالية.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب