تمر يوم الخامس عشر من آذار الذكرى السادسة على وفاة العلامة الدكتور كاصد ياسر الزيدي ، هذا العالم الذي كتب عنه العالم البروفيسور الدكتور عبد الاله الصائغ مقالة في يوم وفاته عنونها ( الإمام العلامة كاصد الزيدي تاريخ عراقي مغدق تجهله جغرافيا الحكومة) http://www.alnoor.se/article.asp?id=20793#sthash.fpLdM9KQ.dpbs
استهلها بالقول ( بين الأول من تموز 1934 والخامس عشر من آذار 2008 ثمة خط ضئيل يفصل الرقمين السنتين ليضيء حياة عيلم كبير ومجتهد قدير قدم للوطن والعلم كل شيء ولم يأخذ منهما اي شيء ! ). واختتمها بـ (وبعد : فما أشق الاعراب عن مشاعر الحزن الفادح بفقد عالم كبير وعراقي نموذج واستاذ وضع خطاي على سكة العلم والمعرفة واورثني عشق رائحة الحبر و الورق والتعايش مع المكتبة بحبور التعايش مع روضة غناء فليرحم الله حبيبنا وعالمنا وفقيدنا الراحل الكبير البروف الدكتور كاصد ياسر الزيدي وليلهم الله اسرته جميل الصبر وانا لله وانا اليه راجعون).
في حين كتب احد اصدقاء الدكتور الزيدي وهو الكاتب والقاضي زهير كاظم عبود يقول عنه: ” انه عاش عيشة الزهد لم يكن همه سوى العراق، ترفع عن الصغائر والنزعات وتعفَّف عن المناصب ترك بصماته الواضحة على طلبته في جامعة الموصل… كان محبا للغة العربية لغة القرآن الكريم مخلصا لها…”.
أما تلميذه الدكتور خزعل فتحي سليمان الاستاذ بكلية التربية في جامعة الموصل ، (عاشق في الموصل عشرين عاما فأحب ماءها واهلها وجامعتها التي عشقها عشقا صوفيا ، انه يُذًكِر بالرعيل الأول من العلماء في القرون الاولى ممن خلدهم التاريخ ونقل سيرة كاملة لهم وترجمة وافية لهؤلائ العلماء ) ، ثم اردف ( قال الامام علي كرم الله وجهه : ” مات خزان المال والعلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وامثالهم في الكعوب موجودة ” ، سيبقى استاذنا الدكتور كاصد الزيدي في القلوب والعيون والضمائر .. ففي نفس كل طالب نال منه العلم ذكرى ستعمقها الايام لتتقد جذوتها لتعبر بفرح وزهو عن انسان تعلمنا منه الكثير فاخضر هذا العلم وأينع) .
انتقل الدكتور كاصد الى جوار ربه في الخامس عشر من اذار عام 2008 بعد مرض الم به ولم يمهله طويلا وكتبت عنه احدى طالباته رسالة ماجستير وهي انتصار سالم ابراهيم السامرائي الى ان تختار موضوع رسالتها للماجستير بعنوان “الاصالة والتجديد في الدرس اللغوي عند الدكتور كاصد ياسر الزيدي” نوقشت في قسم اللغة العربية بكلية التربية للبنات بجامعة بغداد ونشرت في سوريا عام 2011 في كتاب يقع في (475) صفحة استوعبت فيها جهوده المتميزة والكبيرة ونتاج بحوثه وآرائه ومواقفه مؤيدا، ومعارضا للآخرين شارحا وناقدا والذي وصفته مع مشرفها الاستاذ الدكتور كريم ناصح الخالدي بانه علم من اعلام العراق في اللغة والدراسات القرآنية.
لقد فقدت المدرسة اللغوية والقرآنية والوسط العلمي والاكاديمي في العراق والبلاد العربية والاسلامية علما من اعلامها
واستاذا جليلا واكاديميا معروفا وانسانا معطاءا ومتواضعا، وذلك هو الدكتور كاصد ياسر الزيدي، فقد كان مربيا ومعلما لأجيال كثيرة من الشباب المتعلمين العراقيين والعرب، واشتهر بأبوته وتعامله مع طلبته داخل قاعات المحاضرات او خارجها، وقد عرفته جامعة الموصل بكل اخلاصه وحيويته وحبه للعلم والدراسة والبحث والمواظبة ليل نهار في طلب العلم حتى تدرج من معلم الى مدرس ووصل الى بروفسور في الجامعة تلك.
ان رؤية فاحصة في فكر الدكتور كاصد الزيدي تعطينا تصورا تحليليا لما وصل اليه زملاؤه وطلبته في اختصاص اللغة اذ يصفونه بانه اعجب بالقدامى في الدرس الصوتي وحث طلبته والاخرين على الاهتمام بالأصالة للقدامى التي جعلت الغرب يهتم به مثل المستشرقين بحيث احتل مكانته بين المحدثين في الدراسات اللغوية ثم تنوع اتجاهاته واهتماماته في نتاجه الذي قضاه في التربية وتعليم خمسين عاما نصف قرن من الزمن.
ثم دراساته في فقه اللغة بأسلوب حديث وقوانين علم اللغة المعاصر، ودعا الدكتور الزيدي الى استخدام المناهج اللغوية الحديثة في دراساته النحوية واعتمد الشاهد القرآني في أغلب دراساته اللغوية والنحوية ودعا الى اصلاح الكلام في ضوء لغة القرآن وعد القياس ضرورة ووسيلة من وسائل اللغة، وازن بين الفصحى والعامية ولا ينكر وجود تضاد في اللغة ودعا الى تعريب الالفاظ الاجنبية او ترجمتها.
إن جهود الدكتور كاصد دعت اللغويين والنحوين المحدثين في العراق والدول العربية ان تهتم بها في الافادة منها في الدراسات اللغوية والقرآنية والنحوية الحديثة.